الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجربتي في العطاء

23 يوليو 2006 01:27
منذ أن كنت شاباً يافعاً اعتدت على العطاء دون أن أفكر بأخذ المقابل وها أنا أشارف على الأربعين من عمري، وما زلت أعطي·· أعطيت الكثير والكثير ولم آخذ سوى القليل·· أحس بأنني تعبت، نعم هذا هو الواقع أشعر بأنني في وضعية لم تعد تسمح بالعطاء وسأكتفي بالأخذ، نعم سآخذ وآخذ وأكتفي بهذا العطاء، ومهما كانت قيمته في نفسي حيث أصبحت الدنيا هكذا في عصرنا هذا سأكون مثل الآخرين من البشر، سألتهم أي شيء في طريقي ولكن ما يميزني عن الآخرين والباقين هو أنني سأقدم الشكر والامتنان لمن أعطاني· إن في هذا الوقت وهذا الزمان وهذه الدنيا لا يمتلك الإنسان التعايش مع الغير سوى بالأخذ، ولطالما تشدقت أمام الكثير بأنني أعرف من أين تؤكل الكتف، ولم أفطن بأنني أعطيت كتفي للآخرين فأكلوها كاملة، آه كم كنت ساذجاً عندما أعطيت كل ما لدي من حب لأناس كنت أظن وأعتقد بأن هذا العطاء سيظهر في أعينهم، كانوا يرون عطائي واجبا وكأنه فرض وواجب علي لابد من تنفيذه· كما هو سخيف عطائي·· أيعقل بعد كل ما فعلته من عطايا وتضحيات لم تكن في محلها؟ كارثة بأن يشعر المرء بعد أربعين عاماً بأن كل الذي عمله وفعله لأشخاص وأصدقاء منذ سنوات لا يعد ولا يحصى··· والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: أيوجد رابط بين كمية العطاء وبين ما يسمى بالطيبة؟ كلمة ربما تشمل الكثير من الناس احذروا الصديق فليس كل منهم ذا وفاء وعطاء، فالطيبة الزائدة تنقلب على صاحبها، كل الانتباه للمثل الذي يقول: (احذر عدوك مرة·· واحذر صديقك ألف مرة)· أخيراً يا اخوان مع هذا لا تزال الدنيا بألف خير ولكن الاحتياط واجب فيجب اختيار من نصادق· محمد خميس السويدي أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©