الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روائع النحو

23 يوليو 2006 01:28
مهلاً قليلاً·· قد لا تؤيدونني على مدى روعة الجملة التي اتخذتها عنواناً لمقالي هذا، لكن الحقيقة أن النحو يستحق أن يُسبق بكلمة أجمل وأفضل وأرقى من كلمة تصف مجرد محتواه بالرائع، حقيقة طالما تغنيت بها منذ سنوات، وخاصة بعد أن دققت وتمعنت في قواعده وأساسياته، ولا أقصد بذلك ان النحو من أبسط العلوم وأيسرها فهماً، وإنما قد يستطيع أي منا تيسيرها وفهمها إذا ما أراد ذلك، فلكل علم أسس وقواعد، إن فهمناها وحفظناها استطعنا أن نكمل بقية المشوار فيها (ولا شك عندي بأننا قد نبدع فيه إذا ما أبصرنا ووعينا أساسه)، ومن حديثي هذا·· أعترف بأنه كثيراً ما يتبادر الى ذهني أسباب ظلمنا لهذا العلم الممتع والجميل؟ بل وأسباب نفور بعض طلبة المدارس من النحو وعدم تقبلهم له كجزء من مادة اللغة العربية؟ أليس النحو جزءا من قواعد اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم والذي لو عرفنا ظروف الزمان والمكان من المخاطب في كل آية وعلى من يعود الضمير في تلك الآية لكان الفهم علينا أسرع وقعاً وأيسر حالاً؟ وهل إذا ما حذف النحو بقواعده من المناهج العامة لكان ذلك في صالح طلابنا الأعزاء المتذمرين من النحو وملحقاته؟ أتعجب كثيراً من نفور الجميع من هذا العلم الشيق والبديع، وإن كانوا صغاراً وطلاباً لوجدتهم - من الآن - وفي وسط إجازتهم الصيفية يحملون هم منهج النحو للسنة الدراسية المقبلة، وكأنه كابوس يراودهم في يقظة أحلامهم! وفي الوقت ذاته يحملون أنفسهم عناء دراسة قواعد تلك اللغات الأجنبية والتي باتت جزءاً لا يتجزأ من حاضرنا وحياتنا بل وأشخاصنا، فنراهم يبذلون كل المال والجهد لإتقان تلك اللغة بحذافيرها وقواعدها البحتة بانتسابهم الى تلك المعاهد والدورات!، وإن كانوا كباراً لسمعتهم يتجاهلون النحو رغم تفاقم الأخطاء اللغوية والاملائية - واللفظية - يوماً بعد يوم في حياتنا اليومية! لذا·· أظل أتساءل يومياً·· هل النحو من ظلمنا بصعوبة أركانه وفصوله وأقسامه؟ أم نحن من ظلمناه بنكرانه·· واستخففنا به·· ونسيناه؟ إيناس الحبشي أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©