السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الإشارة» تكسر حاجز الصمت وتعيد الصم إلى أحضان المجتمع

«الإشارة» تكسر حاجز الصمت وتعيد الصم إلى أحضان المجتمع
9 يوليو 2012
شددت عبير راشد زيد خبيرة لغة الإشارة على أهمية الدور الذي يلعبه خبير لغة الإشارة في كسر حاجز الصمت بالتواصل السليم بين ذوي الإعاقات السمعية وبين العالم الخارجي المحيط بهم، ومن ثم يكون أكثر الناس تأثيراً في عمليات التأهيل والتدريبات المختلفة التي يخضع لها الصم من أجل تحقيق الاندماج الشامل مع المجتمع، وبالتالي تعزيز قدرات أفراد هذه الفئة، فضلاً عن إفراز أشخاص مؤهلين بشكل تام للتعاطي مع العالم الخارجي بسهولة وإيجابية. أحمد السعداوي (الفجيرة)- قالت عبير راشد زيد خبيرة لغة الإشارة إن هناك سمات عدة ينبغي توفرها، حتى يكون هناك خبير لغة إشارة ناجح، تتمثل في ضرورة أن يتمتع المترجم بصفات أخلاقية عالية كالأمانة والضمير الحي والثقة والنضج العاطفي وعليه أن يحفظ المعلومات السرية ولا يخون الأمانات التي اؤتمن عليها، وأن يمتلك ثقافة في جميع المجالات الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية والرياضية، كما يجب ان يتحمل مسؤولية توجيه العامة فيما يتعلق بالأصم متى سنحت الفرصة، واضعا في الاعتبار أن الكثير من سوء الفهم يحدث بسبب الجهل العام للناس فيما يخص الأصم. موقف محايد وتابعت زيد: على المترجم أو خبير لغة الإشارة أن يتبنى موقفا محايدا أثناء فترة عمله وأن يتفادى إقحام رأيه الشخصي ما لم يطلب منه أحد الأطراف المعنية بذلك، وينبغي أن يدرك مستوى مهارته وأن يتكتم على الأعمال المنوطة به وطلب عون المترجمين الآخرين إذا دعت الضرورة لذلك، وأخيراً يجب أن يتبنى طريقة متحفظة في اللباس بحيث يحافظ على كرامة المهنة وليس لأجل جذب الأنظار إليه. وبينت أنه أحياناً في بداية عمليات تعلم لغة الإشارة قد يصعب على بعض الطلاب فهم بعض الإشارات، وهو ما يستدل عليه خبير الإشارات فوراً من خلال إيماءات الوجه، التي تدل على عدم الفهم، وأيضاً عندما لا يستجيب الطالب نربط ذلك بعدم فهمه للإشارات، أما الطالب الأكبر سناً عندما لا يفهم لأي من الإشارات يقول إنني لا أفهم ما هي تلك الإشارة وبعدها نقوم بإعادة الإشارة مع نطق الشفاه والإيماءات لتوضيحها أكثر له وبعدها تفسيرها له. وتطرقت زيد لأحدث السبل والوسائل في نطاق التعامل مع الصم وضعاف السمع، مؤكدة أنه ليس هناك أسلوب مناسب لجميع الأطفال ذوي الفقدان السمعي، وأن لغة الإشارة وأشكال التواصل المشابهة لا تؤثر سلبا على تطور الكلام الا انها تعزز التطور اللغوي على المعاقين سمعياً. أربعة أساليب وأشارت إلى وجود أربعة أساليب مستخدمة في عمليات التواصل مع الصم وهي أسلوب أحادية اللغة، حيث يعد الأسلوب «السمعي اللفظي والسمعي الشفوي» طريقتين للتواصل بالاستناد إلى قنوات الكلام والسمع ويعرفان بالأساليب اللفظية السمعية المتداخلة، ويركز السمعي اللفظي على تطوير القنوات السمعية عبر استخدام حاسة السمع فقط، فيما تركز لغة الشفاة كطريقة بصرية مهمة على تقوية مهارات الاستماع والكلام. وقالت إن هناك أسلوب مزج اللغة وفيه يعد الكلام الوسيلة الأولى للتواصل ويتم تدعيمه بالإشارة والأساليب البصرية. أما أسلوب التلميحات الكلامية، فيعتمد على الأشكال اليدوية القريبة من الفم والتي يتم ربطها بحركات شفاه الشخص المتحدث بهدف توفير بناء رمزي للغة المحكية، وأخيراً أساليب اللغة الثنائية والتي تستخدم برامج اللغة الثنائية جنبا إلى جنب مع اللغة العربية في القراءة والكتابة. لغة العيون وأضافت، أما توجيهاتها للناس العاديين للتعامل مع الصم والبكم، فتتمثل في ضرورة معرفتهم بأن السمع عند الصم يتم بواسطة عيونهم وباليد لذا فأثناء الإشارة عليك بتسليط عيونك على يديه وكأنك تستمع إلى حديث ممتع، ويجب استخدام لغة الإشارة إذا وجد أصم بالغرفة مهما كانت قدرتك على الإشارة، وعدم المبالغة في حركة الشفاه لأنها تقلل من لغة الإشارة، كما يجب توفير إضاءة كاملة بالليل، وألا تغطي فمك حتى يتسنى للأصم قراءة الشفاه عند استعمالك للإشارة وأنت واقف يجب ألا تقترب من الأصم كثيرا حتى يتحرك وألا تبتعد عنه كثيرا أي أن تكون المسافة معتدلة، لا تسمح بمرور شخص بينكما وأن لا يكون بينك وبينه حاجز. وبسؤال عبير راشد زيد عن ماهية الخبرات التي اكتسبتها من وراء العمل في هذا المجال ذكرت أنها اكتسبت خبرات عديدة من خلال العمل في هذا المجال وقالت: توسعت مداركي ومعارفي في شتى المجالات. بداية الرحلة وحول حكايتها مع لغة الإشارة وكيف تعلمتها قالت، بدايتي مع لغة الإشارة كانت في الجامعة حيث انني في البداية لم أرغب في دخول كلية التربية، حيث كنت أريد دخول كلية الإعلام وعند ذهابي إلى المقابلة اكتشفت أن جميع المقابلات انتهت وفي المرة الثانية انتظرت المقابلة بفارغ الصبر، وعند ذهابي للكلية اكتشفت أن بطاقتي الجامعية ليست معي، فلم يدخلوني الامتحان وبعدها ذهبت حزينة غير أني لاحظت لوحة بالخارج مكتوب عليها مهرجان للمعاقين فنظرت إلى جميع الصم الموجودين وكيف يتحاورن بلغة الإشارة، فتذكرت أحد جيراني من الصم، ولم نكن نستطيع التعامل معه بسهولة، ولم أكن أعلم أن هناك لغة لهؤلاء وأن بإمكاني تعلمها، وعند انتهائي من المهرجان، هرعت إلى مدرسات الصم لأسئلهن عن كيفية تعلم اللغة وهذا اليوم لم أنم فيه وظهرت لدي رغبة في تعلم هذه اللغة من باب حب الفضول والاستطلاع ولتعلم لغة جديدة ، فسألت عن تخصص الإشارة، ومن هنا بدأت رحلتي في تعلم اللغة. وأكدت أن دافعها للعمل في هذا المجال كان الفضول فقط وتعلم لغة جديدة، لكن عندما انخرطت في العمل معهم دهشت بحقيقة أن هذه الفئة قد ظلمت كثيراً، بسبب ما كان من قلة المترجمين في الدولة في الأيام السابقة، في حين كان هؤلاء يحتاجون إلى من يسمعهم ويحل مشاكلهم ولديهم قضايا مختلفة ومشاكل متعددة، يجب أن ننتبه لهم حقا فلهم حق على أفراد المجتمع. تاريخ اللغة في سياق متصل استعرضت خبيرة الإشارة تاريخ اللغة وكيفية ظهورها إلى الوجود، موضحة أن أقدم المحاولات المعروفة المتصلة بتنمية قدرات الاتصال لدى الأصم ترجع إلى رجلين الأول إسباني بدروبانس دوليون والثاني فرنسي دولابي وقد عاشا في القرن السابع عشر، حيث ?اهتم دوليون بتنمية التواصل الشفوي لدى الأصم وقد نجح في تعليم قراءة اللغة اللاتينية لشقيقين أصمين وطريقته لا تبعد كثيرا عن الطريقة الشفوية الحالية المعتمدة على قراءة الشفاه .?وظهرت في الفترة ذاتها تقريبا طريقة أبجدية الأصابع التي ترمز إلى الحروف في الأبجديات المختلفة عن طريق أوضاع معينة لليد والأصابع، وذلك بطريقة اصطلاحية تماما. أما لغة الإشارة فقد وجدت بشكل تلقائي لدى الأصم وكانت تتسم دائما بالمحلية فتختلف من بلد إلى آخر ومن جهة إلى أخرى? وأول من بادر إلى تنظيمها وتقنينها هو دولابي الذي نظم الإشارات التي يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير وأصبحت هذه اللغة الأساسية في المدارس التي كان يشرف عليها. ومن بين من شارك في نشر هذه اللغة جالوديه الذي سافر سنة 1817 إلى أميركا وأسس مدرسة لتعليم الصم تحمل إلى اليوم اسمه بعد ما تطورت إلى أن أصبحت اليوم أول جامعة في العالم تعتني بالتعليم العالي للصم والبحوث والدراسات ويرأسها عميد أصم ويشكل الصم نسبة عالية من الأساتذة وتعتمد فيها لغة الإشارة بالدرجة الأولى. مؤتمر دولي وتعرضت الطريقة الإشارية في القرن الماضي لهجوم شديد من أنصار الطريقة الشفوية وتم منع هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الذي انعقد علم 1880 في مدينة ميلانو وفرض الطريقة الشفوية التي بقيت الوحيدة المعترف بها خلال قرن تقريبا في أوروبا الغربية وبعض الجهات في الولايات المتحدة فكان يمنع على الصم منعا باتا استعمال لغة الإشارة في المدارس المختصة لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم اللغة الإشارية فيما بينهم . وعاد الاهتمام بلغة الإشارة بدءا من ستينات هذا القرن إذ نما وعي لدى الصم الأميركيين أن فرض الأسوياء عليهم اللغة الشفوية نوع من التسلط والتدخل لفي أمورهم فناضلوا ضد من يحاول دمجهم عنوة في لغة الأسوياء وبدأوا ينظرون إلى أنفسهم كأقلية مثل العديد من الجاليات الأجنبية غير الناطقة بالانجليزية والموجود في الولايات المتحدة وقامت أبحاث حول لغة الإشارة في جامعة غالوديه لإعادة شيء من الاعتبار لهذه اللغة ?ثم ظهر اهتمام في الدول الاسكندنافية بها، أما في أوروبا الغربية ولا سيما فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا فلم تهتم بهذه اللغة إلا في منتصف السبعينات. أما عن صعوبات العمل في هذا المجال وكيف يتم التغلب عليها، فقد حددتها في عدم وجود قواميس خاصة بالصم بلغة الإشارة وقلة المترجمين ويمكن التغلب عليها من خلال إعداد مترجمين في الدولة وهذا ما تسعى إليه حالياً وزارة الشؤون الاجتماعية وبعد ذلك سيتم إعداد قواميس خاصة لذوي الإعاقة السمعية. الأسرة ولغة الإشارة وجهت عبير راشد زيد خبيرة لغة الإشارة مجموعة نصائح لأولياء الأمور للتعامل مع أطفالهم من الصم والبكم، منها ضرورة أن تتعلم الأسرة لغة الإشارة مبكراً، واكتشاف إصابة الطفل بإعاقة سمعية شديدة كون ذلك يساعده على التكيف في محيط الأسرة، بالإضافة إلى ضرورة متابعة أطفالهم في المدرسة أولاً بأول. وأوضحت أنه في حالة عدم فهم الوالدين للطفل، فعليهم سؤال المعلمة، حتي يمكن الوصول إلى تفاهم قبل تفاقم الأمر وتحوله إلى مشكلة، مؤكدة أهمية تعليم إخوة الطفل أيضاً لغة الإشارة. وذكرت خبيرة لغة الإشارة مجموعة إرشادات ينبغي على أولياء أمور ذوي الإعاقة السمعية الأخذ بها، منها أنه يجب أخذ الطفل معهم إلى كل مكان كي يتعلم مشاركة الآخرين، والكف عن حمايته الزائدة للطفل وتدليله بكثرة، وعدم إهماله أو عقابه بصورة ملفته، والتأكد من بطارية السماعة باستمرار، وعمل فحوص للأذن من فترة لأخرى، ومشاركة الأسرة لأنشطة مجتمع الصم كالمناسبات الرياضية ونوادي الصم والمناسبات المدرسية، والاطلاع على المواقع والمجلات التي تخص الصم للاستفادة منها، والتدريب على العناية والمحافظة والاستعمال المناسب للمعينات السمعية الخاصة بالأطفال. إشارات سهلة قالت عبير راشد زيد خبيرة لغة الإشارة إن هناك إشارات سهلة يمكن للأفراد العاديين تعلمها حتى يستطيعوا التواصل مع الصم والبكم بسهولة، منها الوصفية البسيطة التي تعني «موافق»، حيث يتم تحريك الرأس للأمام و«غير موافق» بتحريك الرأس يميناً ويساراً، وهو ما يحدث تماماً مع الطبيعيين، وكذلك إشارة أحبك التي تكون بوضع اليد على الصدر فوق موضع القلب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©