الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحريات الإعلامية

9 يوليو 2012
بعد موقع جوجل بأيام معدودة جاء مؤخراً تقرير موقع تويتر الأول عن الطلبات التي تلقاها من الحكومات لحذف وإزالة كتابات وتعليقات مئات من المستخدمين، وكان أهمها طلبات حكومات غربية قدم بعضها نموذجاً في اتجاه معاكس للتوقعات المتفائلة بأن الشبكة العالمية ستزيد منسوب الحريات في العالم، أي ليس اقتداء بالعالم المسمى حراً الذي لم يتردد في قمع احتجاجات، ولكن لأن لا مكان في ثورة التكنولوجيا لقيود على الحريات. مما ذكره تويتر أن دولة كبرى أصبحت أكثر تدخلا في محتويات الموقع من حيث عدد الطلبات حيث وجهت منذ 1 يناير وحتى آخر يونيو الماضيين 697 سؤالا من أصل 849 إجمالي الطلبات العالمية،وقد نجحت بإزالة 75 % من مجموع التغريدات التي طلبت حذفها ومما جاء في التقرير أيضا أن موقع التغريد الاجتماعي تلقى من حكومات العالم في النصف الأول من هذا العام طلبات تزيد عن كامل ما تلقاه في العام 2011 وذلك في تأكيد جديد على أن رقابة الحكومات على مواقع الانترنت في ارتفاع مستمر. وفي السياق نفسه برزت خطورة ما تحدثت شركة جوجل قبل أيام معدودة من تويتر عن الفترة نفسها أي الأشهر الستة من العام الجاري، وفيما وصف بأنه إنذار أحمر من حيث الطلبات الحكومية لمراقبة محتويات الانترنت، قال الموقع العملاق إنه تلقى أكثر من ألف طلب من الحكومات العالم من أجل حذف ونقل مواد مثل فيديوهات يوتيوب وقوائم بحثية، وأنه تجاوب مع حوالي نصف الطلبات، ومن أصل 461 حكماً من المحاكم لحذف 6989 مادة تمت إزالة 68%، في حين كان هناك 547 طلباً غير رسمي تعاملت جوجل مع 46% منها. وقالت جوجل أيضا أنها منحت طلبات أمنية لإزالة خمسة حسابات على موقع يوتيوب بزعم أنها تشجع الإرهاب، وأنها تجاوبت مع 42 % من طلبات إحدى الدول لإزالة 187 مادة يتعلق معظمها بـمضايقات. منذ أيام وأنا أحاول تقصي ورصد آخر حالات تعدي أو مخاوف على حقوق الصحافة وحرية التعبير في العالم، ليس هروبا من العالم العربي، ولكن فقط للمقارنة والاستيعاب، وقعت على حالات في هونج كونج وكوسوفو وجنوب أفريقيا، ولكن أشد ما لفتني إدانة محكمة أوروبية لحقوق الإنسان للحكومة الفرنسية بسبب تفتيش مكاتب صحيفتين فرنسيتين ومنازل خمسة صحفيين كانوا ساهموا في كشف فضيحة تعاطي مخدرات من قبل أحد الفرق الرياضية الوطنية. هذه الانتهاكات على تويتر وجوجل والصحافة تؤكد من جهة أن الخطر على الحريات في العالم قد لا يستثني أحدا حتى الصحافة الغربية العريقة بالحماية القانونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحاول أن تعمم أفقيا ما كان يعتبر سابقا امتيازا وحكرا على بعض النخب، لكنها تؤكد أيضاً أن الحريات بحاجة لمن يدافع عنها باستمرار وفي كل لحظة وحين فالمحاكم قائمة في كل البلاد، وفي القوانين ما يكفي لصون الحريات إن توفر المدافعون والمستحقون والمطالبون. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©