كتاب جديد صادر عن «دار السويدي للطباعة والنشر» في أبوظبي بعنوان «لبيك اللهم لبيك»، وهو مقالات مقتبسة من نصوص رحلات الحج، اختارها وقدم لها الشاعر محمد أحمد السويدي وأهدى الكتاب إلى والده معالي أحمد خليفة السويدي، وقد تضمن 365 مشهداً من مشاهد الحج التي عبر عنها عشرات الأدباء والفقهاء من حجاج بيت الله الحرام، وقد عبروا عن خواطرهم الفكرية ومشاعرهم الوجدانية وهم في طريق رحلتهم البحرية أو البرية.
.
أو خلال أدائهم شعائر الحج في مكة المكرمة.
وكانت صعوبة السفر إلى الحجاز، سواء عن طريق البحر المتوسط والأحمر أو عن طريق البر اليمني والعراقي والشامي، هو أول ما يشد الانتباه في هذه الكتاب المؤلف من حوالي 400 صفحة مزودة بالصور التاريخية الجميلة، إلى جانب النصوص.
وإذا تابعنا قراءة الكتاب، نجد أن الفقيه الشاعر محمد بن جبير البلنسي قام بأداء فريضة الحج بحرا من الأندلس إلى الإسكندرية في فترة الحروب الصليبية، أيام صلاح الدين الأيوبي.
ويضم الكتاب وقائع وحكايات سمع بها الحجاج أو شاهدوها خلال موسم الحج، ومنها حكاية «اغتيال القاضي العادل» التي يرويها العياشي في رحلته ما بين (1661 ـ 1663) حيث يقول: «جاء إلى المدينة قاض تركي من القسطنطينية فأقام العدل.
.
وكان يأتي إلى المسجد النبوي قرب صلاة الصبح راكبا.
.
، فكمن له رجل قريبا من باب المسجد فضربه بجنبية قطع بها أمعاءه.
.
».
وتضمن الكتاب بعض «غرائب المغفلين» كما ذكرها ابن الجوزي، ومنها: «حج أعرابي فدخل مكة قبل الناس وتعلَّق بأستار الكعبة وقال: «اللهم اغفر لي قبل أن يدهمك الناس.
.
.
»! كما سئل بعض المغفلين: «أتذكر أن حج الناس في رمضان؟.
.
ففكر ساعة ثم قال: بلى، أظن مرتين أو ثلاث»! ويروي مهدي قلي خان عندما حج في 1321م أن البدو هاجموا قافلة الحجاج وقد «جرحت امرأة وقتل رجل، مما جعلنا نردد قول الشاعر سعدي: «أيها الحادي، أين جمال الكعبة، وقد ألم بنا الموت عبر صحرائها؟».
عدد اليوم
