الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حق الليلة»..احتفال يمزج الحاضر بأصالـــة الماضي

«حق الليلة»..احتفال يمزج الحاضر بأصالـــة الماضي
14 يوليو 2011 19:22
يحتفل اليوم المواطنون والمقيمون بليلة النصف من شعبان التي يطلق عليها محلياً «حق الليلة» وفي هذا الإطار أحيت بعض المؤسسات الحكومية أمس المناسبة وشهد ملتقى السمالية الثامن عشر الذي يقيمه نادي تراث الإمارات، أمس الأول، احتفالية كرست أحد أبرز التقاليد، التي تمتلك حيزاً واسعاً من الذكريات الجميلة . علي العزير (أبوظبي) - في الصالة الرياضية التابعة لجزيرة السمالية تجمع الأولاد والفتيات من أعمار متفاوتة تحضيراً للمناسبة، وقد ظهرت على ملامح الجميع إشارات مشجعة مصدرها تمكن الصغار من الأهازيج التي حفظوها عن ظهر قلب، والتي سيرددونها احتفاء باللحظة المباركة. أناشيد تراثية مميزة تشير، برغم بساطة مفرداتها، إلى صدق التواصل بين الناس، كما تعكس حاجة التفاعل الجماعي بوصفها مفردة بديهية في قاموس العمران البشري، فمنذ البدء كان البشر مفطورين على الاجتماع ومهيئين لممارسة طقوسه العذبة، وهي ممارسة محببة تؤول في نتيجتها إلى مزيد من التراحم والتلاحم وتعزيز أواصر القربى.. فرح متبادل كانت الصالة الواسعة في الجزيرة المضيافة تعج بالفتية والفتيات عندما تقدمت ثلة من الصبيات الصغيرات نحو بعض القيمين على الملتقى ليرددن بإيقاع منتظم أهازيج المناسبة، هن فعلن ذلك بثقة وشغف، وقد بدا الاعتزاز واضحاً فوق القسمات البريئة، هو ذلك التباهي المشروع بصدق الانتماء إلى تراث الأوائل، وهو أيضاً وفاء للذات في منابتها المؤصلة، مجدداً تكتمل الدائرة وفق مسارها المنطقي: كبار يبدون حرصاً حانياً على تصدير موروثهم نحو الأجيال القادمة، وصغار يتلقفون هدايا الأسلاف بمحبة وامتنان. تواصل مبشر في مقدم الفرحين باستقبال الصغيرات كان العم علي بن حسن الرميثي، مستشار التراث في نادي تراث الإمارات، وقد أعرب عن سروره بهذا التواصل المبشر بين أبناء اليوم وأسلافهم الذين تركوا بصمات راسخة في وجدان الزمن، ويقول الرميثي: “حق الليلة من المناسبات الفائقة الحضور في وجدان الإماراتيين، هي تعبير عن الاحتفاء بشهر رمضان المبارك، وهي أيضاً مناسبة للتقارب بين أبناء المحيط الواحد، حيث بوسع الناس التعرف على أبناء جيرانهم، والمساهمة في تمتين الصلات بين الناشئة، حتى يكاد الجميع أن يصبحوا عائلة واحدة يجمع بين ابنائها حبل متين من الود والتصافي”. يضيف الرميثي مستذكراً: “كانت أيامنا أقل رخاء من هذه الأيام المباركة التي يعيشها أبناؤنا وأحفادنا، لكنها كانت مملوءة بالمحبة والفرح، كنا نتقن اختيار ألعابنا الشعبية، وكنا نجد أنفسنا مدفوعين تلقائياً نحو التفاعل بمحبة مع بعضنا البعض، وكانت ليلة النصف من شعبان موعداً مع تجديد العهود، وإعادة وصل ما انقطع بفعل ظروف الحياة، لا زلت أتلمس ذلك الشعور النقي الذي كان يخالجنا في تلك الليلة المباركة ونحن نطوف جماعات على منازل الجيران، نردد الأهازيج التي حفظناها عن ظهر قلب، ونرصد في عيون مستقبلينا ذلك الكثير من الفرح والصفاء، مبعثه قلوب مشعة بالبهجة والطمأنينة، وهو ما نحرص على توريثه لأجيالنا المقبلة، وشخصياً يراودني شعور مفعم بالأمل عندما أرى هذا الإقبال على تراث السابقين في عيون الناشئة، أشعر حينها أنهم سيكونون بخير، وأن بلادنا ستكون دائماً على القدر نفسه من المنعة والرفعة التي أرادها لها بناة أمجادها”. يتوقف المستشار الرميثي عن الكلام مؤقتاً، ليتحول إلى إحدى المشرفات على بعض أنشطة نادي تراث الإمارات، ليشرح لها بعض المصطلحات التراثية، ويفسر لها الفروق بينها، لا يفوته في المحصلة أن يستسمحها بكبر المحبين إذ هو يعلِّمها: “أنتم تعلمون ما لا نعلم، ونحن نعلم ما لا تعلمون، وقد أوصانا النبي، عليه الصلاة والسلام، بطلب العلم من المهد إلى اللحد”. من أجل الغد أيضاً يتابع محدثنا بثقة العارفين: “لقد كان الحرص قائماً منذ البداية على ترسيخ القيم التراثية في أذهان الأجيال الفتية، والأمر ليس مجرد وفاء للماضي، وهو أمر مشروع، بل يأتي تعبيراً عن قناعة راسخة بصحة هذه المفاهيم وأحقيتها، وبأن الالتزام بها سيتيح لأبنائنا فرصة الحياة بعزة وكرامة، كما فعل أجدادهم”. أنشطة المركز النسائي من جهتها منى غريب القمزي، مديرة مركز أبوظبي النسائي في نادي تراث الإمارات، أوضحت أن المركز يتولى تدريب الفتيات على الكثير من الأنشطة التي تساهم في صقل شخصياتهن وفق القيم والعادات المتوارثة، مع إفساح المجال أمامهن للتواصل مع مستجدات العصر دون الإخلال بالموروث الذي يشتمل على الكثير من مبررات الاعتزاز. وتوضح القمزي أن أنشطة المركز تتناول تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وتشجيع الطالبات على القراءة والمطالعة، إضافة إلى تعليمهن أصول المطبخ الشعبي، دون إغفال مهارات الحاسب الآلي، وأيضاً دون التغاضي عن حقوقهن البديهية في الترفيه واللعب، حيث يصار إلى تعليمهن العديد من الألعاب الشعبية المناسبة لأعمارهن. أما في ما يخص فقرات البرنامج الصيفي لمركز أبوظبي النسائي فتحددها القمزي على النحو التالي: ? برنامج أحرف من نور الذي يهدف إلى تنمية مهارات التجويد والتلاوة القرآنية. ? برنامج مهارات الذي يساعد الطالبات في عملية التعامل مع الآخرين وبناء الشخصية. ? قيثارة الحنين التي تحتوي على الورش التراثية والألعاب الشعبية. ? من صنع أناملي، وهي منظومة أنشطة تتناول تدريب الطالبات على تدوير المواد، وتنفيذ الأعمال اليدوية المطعمة بلمسات من التراث. ? أناقتي، وهو من برامج السنع الذي يهتم بالمزج بين الماضي والحاضر اعتماداً على المظهر والإتيكيت والذوق العام. ? السيدة ملعقة، وهو برنامج الطبخ الشعبي. ? هل تعلم، برنامج أصدقاء المكتبة ? نحن عالم صغير وهو برنامج الحاسب الآلي. وتبدأ الاستعدادات في الإمارات لهذا اليوم قبل يومين أو ثلاثة من حلوله فيتم التجهيز لهذه المناسبة منذ البداية، بخياطة الخرايط. وهي عبارة عن الأكياس القماشية التي يصنعها الأولاد والبنات الصغار منهم والكبار ليضعونها على أكتافهم، ويسيرون في أسراب كبيرة من بيت إلى بيت، وكأنهم يقولون للناس إنّ من الواجب عليكم تفريحنا، ويطوف الأولاد بعد أن يعلقوا هذه الأكياس في رقابهم على جميع بيوت الفريج وهم يرددون الأهازيج الخاصة، حيث تبدأ المسيرة من بعد ظهر يوم 14 شعبان في جوٍ مرح يُغري كل فرد بالاشتراك فيه. أما العطاء الذي يحصلون عليه أثناء تطوافهم على البيوت كما أشار كتاب رمضان والعيد عادات وتقاليد من إصدار نادي تراث الإمارات، فهو عبارة عن خليط من حلويات ومكسرات «أشكال وألوان» ، وتستعد المحال للمناسبة قبلها بأسبوع حيث تجد أمام كل محل صناديق مقسمة إلى أقسام عدة تحتوي على أنواع متعددة من الحلويات ذات أشكال جميلة وملونة وكأنها مزينة لاستقبال الأفراح السعيدة. بينما تقوم النساء بتوزيع التمر والأرز والطحين على الفقراء والمُحتاجين صدقة عن الأموات من الأهل. المنشأ والهدف يُعَدُّ الاحتفال بالنصف من شهر شعبان مناسبة شعبية يحييها الصغار والكبار في أغلب دول الخليج العربي. وتُعرف هذه الليلة بـ”حق الليلة”، وهي تقليد شعبي وقليلون هم من يعرفون أنّ المناسبة دينية، وتسمى في الإمارات بحقِّ الليلة أو حق الله، ولكن في الدول الخليجية مثل قطر، والبحرين، والكويت يسمونها القرقعان أو القرنقعون الذين يرددون: عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام ثم يشرعون بالدعاء إلى أهل البيت فرداً فرداً: الله يخلي راعي البيت آمين الله يخلي حمودي آمين فتخرج أم البيت وتطلب منهم الإكثار بالدعاء قبل أن توزع عليهم الحلوى والمكسرات فيملؤون أكياسهم ولا يتركون بيتاً إلاّ ويقفون على بابه ويجعلون الليل كرنفالاً جميلاً. ويرجع تميز ليلة النصف من شعبان كونها كانت الليلة التي شهدت تحويل القِبْلَة. وهناك تفسير آخر يقول إنّ شهر شعبان أفضل شهور السنة، حيث إنّه يقع بين شهرين فضيلين هما شهرا رجب ورمضان حيث أنّ النبي محمّد صلى الله عليه وسلم قال: “إنْ جاءكم شهر رجب قولوا اللهم بارك في رجب وشعبان، وبلغنا في رمضان”. ذوو الإعاقة يحيون الليلة الشارقة (الاتحاد) - زار وفد من القيادة العامة لشرطة الشارقة، المركز الصيفي لذوي الإعاقة وإخوانهم الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. وضم الوفد كلاً من الملازم أول نادر بن يعروف، مدير فرع التوعية والحملات الإعلامية بإدارة الإعلام والعلاقات العامة، والملازم أحمد الحمادي، مدير فرع الصحافة والنشر. وهدفت الزيارة إلى مشاركة الطلبة والأطفال من ذوي الإعاقة وإخوانهم فرحة الاحتفال بليلة النصف من شعبان “حق الليلة”. فعاليات متنوعة عجمان (الاتحاد) - احتفلت دائرة البلدية والتخطيط في عجمان بحلول ليلة النصف من شعبان “حق الليلة”، ضمن مبادراتها المجتمعية التي تنفذها على مدار العام. وأقامت عدد من الإدارات في الدائرة فعاليات خاصة بهذه المناسبة، تم خلاله تبادل الهدايا وتوزيع الحلويات والمكسرات بين الموظفين إحياء لعادة تراثية إماراتية. إقامة دبي تشارك بالمناسبة دبي (وام) - نظمت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي احتفالاً بليلة النصف من شعبان أمس في المقر الرئيسي للإدارة وفي مركز الطوار التابع لمراكزها الخارجية وفي أقسام الإدارة بمطار دبي الدولي بحضور عدد كبير من الضباط والموظفين وجمهور المتعاملين. وأكد العميد عبيد مهير بن سرور نائب مدير الإدارة الحرص على المساهمة في الفعالية المجتمعية إدراكا منها أن دورها لا يتوقف فقط عند تقديم الخدمات للجمهور. احتفال المجلس النسائي بدبي دبي (وام) - نظم المجلس النسائي بالنيابة العامة بدبي أمس، احتفالية لأبناء موظفيها وموظفاتها بمقرها الرئيسي ومقر نيابة الجنسية والإقامة ونيابة المرور بمناسبة ليلة النصف من شعبان. وقالت سعاد آل عمر مديرة إدارة خدمات القضايا نائب رئيس المجلس النسائي، إن المجتمع الإماراتي تعود على إحياء هذه المناسبة كل عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©