السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المواطنون يعزفون عن ركوب حافلات النقل العام

المواطنون يعزفون عن ركوب حافلات النقل العام
19 فبراير 2009 23:21
تقف ''ثقافة السيارة الخاصة'' حجر عثرة أمام تغيير النظرة إلى المواصلات العامة وتزايد جاذبيتها كوسيلة انتقال حديثة وفعالة في أبوظبي، على غرار ما هو سائد في معظم الدول الغربية، دول الخليج العربي عامة تأتي في صدارة دول العالم من حيث نسبة عدد السيارات الخاصة الى عدد السكان، نجد الإقبال على استخدام الحافلات العامة محدوداً إن لم يكن معدوماً لدى معظم المواطنين، والمقيمين أيضاً، على الرغم من تزايد الازدحام المروري وتحسن خدمة المواصلات العامة بشكل حضاري ملموس، وإن كانت بدأت تدريجياً تجني ثمارها بجذب جمهور الركاب وكسب ثقتهم، لكنها لا تزال محصورة بين شرائح معينة· ويؤكد البعض أن نقطة التحول الرئيسية في هذا الاتجاه تتمثل في تغير النظرة العامة إلى الحافلات العامة، حيث ترتبط فى أذهان الكثيرين بأنها وسيلة لانتقال ذوي الدخل المحدود، أو غير القادرين على امتلاك سيارات خاصة، ويرى البعض أن المرحلة التي يصبح فيها استخدام المواصلات العامة وسيلة رئيسية لانتقال أعداد متزايدة من السكان على غرار ما هو سائد في الدول الأخرى بعيدة جداً· في ضوء المؤشرات المتاحة لأعداد مستخدمي الحافلات العامة التي شهدت تطوراً ملموساً الآونة الأخيرة، وأنها تحظى بإقبال ذوي الدخول المتوسطة باعتبارها وسيلة عملية قليلة التكلفة، ووسيلة متاحة أمام الزائرين والسائحين· أسباب وتبريرات مها وريم العبد، شقيقتان، خرجتا للتو من مركز ''مارينا'' التجاري، وقفتا تنتظران سيارة أجرة أمام محطة مخصصة لوقوف الحافلات العامة التي بدت فارغة من الركاب تقريباً، وبسؤالهما عن سبب عدم استخدام سيارات النقل العام قالت مها العبد: ''لم يسبق لي استخدامها على الإطلاق، ولا أعتقد أنني يمكن أن أستخدمها، فغالباً لا يركبها إلا الرجال والشباب أو النساء من الزائرين أو السياح''· وتضيف شقيقتها ريم العبد: ''أظن أن ''الباص'' يستغرق وقتاً أطول في السير، وأن ''التاكسي'' في هذه الحالة أفضل، وبغض النظر عن قيمة الأجرة التي هي في صالح استخدام ''الباص'' إلا أن ''التاكسي'' يصل بالراكب الى المكان الذي يريد، بينما سيارات النقل العام تسير في الشوارع الرئيسية فقط، وتقتصر أماكن وقوفها على المحطات الخاصة بها، الى جانب ازدحامها بالركاب''· ويتساءل علي عبدالله المنصوري: ''لماذا يستخدم الشخص الحافلات العامة وهو لديه سيارة؟، قد يكون زيادة الاعتماد عليها له فائدة كبيرة من حيث تخفيف ازدحام الشوارع بالسيارات الخاصة وزيادة السيولة المرورية، فضلاً عن تقليل التلوث، إلا أنني لم أجربها حتى الآن، وفي حالة الضرورة قد أعتمد على السيارة الأجرة، لأن من الصعب على الشخص الذي اعتاد السيارة الخاصة أن يقف في صف طويل وينتظر ''الباص''، ولا يتحمل تكرار مرات الوقوف عبر شوارع محددة، كذلك هناك نظرة خاصة الى السيارات العامة قد لا تتناسب مع أصحاب السيارات الخاصة، ولا تناسب استخداماتهم الشخصية، وقد تتغير هذه النظرة في المستقبل، إن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت''· لا تناسب النساء أما مها صالح فترى أن النساء اعتدن على سيارات الأجرة ممن ليس لديهن سيارات خاصة، فالحافلات العامة موجودة ونظيفة وخدمتها تطورت كثيراً، لكن الأمر يرتبط بالعادات ونظرة المجتمع، وحاجات الأفراد، ولعل مرونة وسهولة الاعتماد على سيارات الأجرة، وإمكانية الوصول بها في أي مكان، وسهولة الحصول عليها في أي وقت ولو بالهاتف جعل الكثيرين يعتمدون عليها في حالة عدم وجود سيارات خاصة، لأن سيارات النقل العام تلتزم بخط سير محدد، ولا يمكنها السير في الشوارع الفرعية أو الأماكن البعيدة عن خط السير· وتضيف فاطمة المهيري قائلة: ''إن معظم المواطنين والمقيمين لديهم سيارات خاصة، وفي حالة عدم وجودها لأي سبب، فإنهم يستأجرون سيارات الأجرة، أو ''التاكسي''، فسيارات النقل العام لا تناسب انتقالات النساء، واحتياجات الأسر، وليس من المعقول أن تتسوق سيدة وتحمل عشرات الأكياس وتقف لتنتظر السيارات العامة، إنها مسألة صعبة، في الوقت الذي يتاح فيه ''التاكسي'' الذي يؤدي الغرض بدراهم قليلة، ويختصر وقت الانتظار وسرعة الوصول، هذا الى جانب تدني النظرة الى المواصلات العامة، فإذا تفحصت أي ''باص'' يصعب أن تجد به أي راكب من المواطنين، ولاسيما النساء المواطنات''· أما محمد علي الدرمكي فيقول: ''إن سيارات النقل العام جعلت لخدمة شريحة معينة أو عدة شرائح من الناس ممن لا يمتلكون سيارات خاصة أو ممن لديهم سيارات خاصة ولا يرغبون في استخدامها لظروف معينة، وأظن أن فرص الحصول على السيارات الخاصة أصبح في متناول الجميع من المواطنين وغير المواطنين، لكنني أرى أن غالبية مستخدمي سيارات النقل العام من غير المواطنين والزوار والسائحين الذين يقصدونها مضطرين لعدم امتلاكهم سيارات خاصة''· تدني النظرة يضيف سيف السويدي: ''لعل أغلب مستخدمي الحافلات العامة من الزائرين والسياح الذين يصعب عليهم امتلاك سيارة خاصة خلال مدة الزيارة القصيرة لأبوظبي، وفئة الموظفين والعمال الذين يصعب عليهم ذلك، حتى أن الشباب من المواطنين الذين لم يصلوا بعد لسن استخراج رخصة قيادة سيارة، فإنهم لا يستخدمون السيارات العامة، ويميلون الى استخدام سيارات الأجرة لتدني النظرة المقترنة بالمستوى المادي والاجتماعي· وأن استخدام سيارة الأجرة يلبي احتياجاتهم في التنقل بشكل أفضل وأسرع· أما الحر راشد المهيري، فيؤكد عدم استخدام سيارات النقل العام على الإطلاق، ويرى أن من غير الممكن أن يتصور نفسه واقفاً لساعات طويلة في محطة عامة لسيارات النقل لينتظر دوره، في الوقت الذي يمكن أن يعتمد فيه على ''التاكسي''، الى جانب قناعته بأن سيارات النقل العام وجدت لخدمة شرائح معينة من الجمهور ولاسيما المقيمين بشكل مؤقت أو ذوي الدخل المحدود، أو الذين لا يمتلكون سيارات خاصة· الزائرون والسائحون من جانب آخر يشير فيريز إيلارت ''ألماني الجنسية'' وزوجته ديبي الى اعتمادهما على الحافلات العامة في الانتقال خلال زيارتهما الى أبوظبي، وانهما معجبان بمستوى الخدمة والتطور الذي لاحظاه في هذا القطاع، ولم يجدا صعوبة على الإطلاق في الوصول الى أي مكان بالمدينة، ولقد استخدما سيارة الأجرة خلال زيارتهما لمرات معدودة، ولاسيما بعد انتهاء عمل سيارات النقل العام· كما أشادت أليكسي جيتنا ''نمساوية'' بمستوى التطور والخدمة الراقية للسيارات العامة التي تعتمد عليها في التنقل بين الأماكن الرئيسية في المدينة، وانها نادراً ما تلجأ الى سيارات الأجرة رغم إحساسها بدرجة الأمن العالية والانضباط والالتزام خلال المدة التي تقضيها في أبوظبي· ويؤكد راجو راكيفي ''هندي'' أن الحافلات العامة هي الأكثر ملاءمة لعدد كبير من الوافدين المقيمين في أبوظبي، وتشهد إقبالاً كبيراً بينهم، ولا سيما في انتقالاتهم الطويلة، من حيث التكلفة، والسهولة وانتظام السير، والتطور الذي شهدته في الفترة الأخيرة، كما أن بطاقات الاشتراك المخفضة الشهرية تتيح المزيد من الفرص أمام أعداد كبيرة من العمال والموظفين للانتقال داخل إمارة أبوظبي دون أي أعباء مادية إضافية، وتقلل من نفقاتهم الشهرية''· خلت حافلات النقل العام في أبوظبي تماماً من الركاب المواطنين، هذا ما كشفت عنه أكثر من ثماني زيارات استطلاعية قامت بها ''الاتحاد'' خلال الأسبوع المنصرم، لعدد من محطات النقل العام المتفرقة في المدينة ولاسيما القائمة بالقرب من أكبر المراكز التجارية، خلال أوقات الذروة ، والساعات التي تشهد ندرة في توافر سيارات الأجرة· كشفت دراسة قام بها باحث من جامعة أكسفورد في أبريل 2008 أن المواصلات العامة في العاصمة الأردنية عمان، هي الأفضل على مستوى العالم، وأن وزارة النقل في الأردن قطعت شوطاً كبيراً في تطوير منظومة المواصلات العامة لتصبح الأفضل في المنطقة من حيث الخدمات· وقد أعلن وزير النقل الأميركي عن نيته إرسال فريق خاص مهمته الوقوف على أسباب تطور المواصلات العامة في الأردن من حيث مستوى الخدمة المقدمة للجمهور· وهنالك شبكة ''باصات'' حديثة جداً تسيّر جميعها حسب مواعيد دقيقة بنظام الكتروني، إلى جانب الاعتماد على جداول لوحات الكترونية، ونظام حجوزات الكتروني عبر الانترنت للمواطنين إذ يكفي زيارة موقع هيئة المواصلات العامة وحجز التذكرة عبر الانترنت ومن ثم اختيار المكان المفضل للجلوس داخل الباص· بينما خلص استطلاع للرأي في العاصمة المصرية، القاهرة إلى أن 86% من المبحوثين يستخدمون المواصلات العامة، سواء يعتمدون عليها وحدها أو يستخدمونها مع وسيلة أخرى، كما أن 85% من المبحوثين من مستخدمى المواصلات العامة يستخدمون ''الميكروباص'' فى انتقالاتهم، و 60,5% من المبحوثين من مستخدمى المواصلات العامة يستخدمون التاكسى العادى فى انتقالاتهم، و59% من المبحوثين من مستخدمى المواصلات العامة يستخدمون ''التوك توك''، كما أن 43% من المبحوثين من مستخدمى المواصلات العامة يستخدمون مترو الأنفاق· كشف استطلاع للرأي أجرته ''الاتحاد'' لعينة عشوائية من الجمهور قوامها (100 حالة) من الجنسين، أن 96% من المواطنين في أبوظبي يعزفون عن استخدام الحافلات العامة ''الباص''، ويعتمدون في الانتقال وإنجاز احتياجاتهم الضرورية على سيارات الأجرة ''التاكسي''، وعزى 87 % منهم السبب إلى أن المواصلات العامة لا تتناسب ولا تليق باستخداماته اليومية العادية، فيما أشار 93 % إلى أن المواصلات العامة جعلت لخدمة شريحة معينة من الجمهور سواء غير القادرين على امتلاك سيارة خاصة أو بعض المقيمين والزائرين والسائحين· وأشار استطلاع الرأي أيضاً إلى أن 66 %من أفراد العينة من المواطنين ''لا يتحملون كثيراً الانتظار أو الوقوف المتكرر'' للحافلات في مقابل 53 % لغير المواطنين ''المقيمين''، بينما أشار 22 % من المواطنين إلى ازدحام سيارات النقل العامة مقارنة بنسبة 18 في المئة للمقيمين، كما أشار 13 % من المواطنين إلى أن من بين الأسباب أن وسيلة المواصلات العامة لا تسير إلا في الشوارع والطرق العامة فقط في مقابل 24 % لغير المواطنين· والملفت للانتباه في هذا الاستطلاع أن 82 % من أفراد العينة من المواطنين أكدوا أن السبب ''تدني النظرة العامة إلى الحافلات العامة'' في مقابل 45 % لغير المواطنين، رغم أن 18% فقط من غير المواطنين قد أرجعوا السبب إلى ازدحام المواصلات العامة بالركاب، فيما لم تشكُ أي من الحالات سوء الخدمة في وسائل المواصلات العامة في أبوظبي على الاطلاق، وهو ما يؤكد التطور الملموس الذي طرأ عى هذه الخدمة في الآونة الأخيرة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©