الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فن التعليق

18 يناير 2011 22:20
لم أعرف فن التعليق وأسلوبه الراقي، الا عندما أجبرت على متابعة بعض مباريات كأس أمم آسيا المقامة في الدوحة عبر القنوات الأسترالية التي تواجدت فيها لظروف خاصة، ولم يكن أمامي خيار سوى مشاهدة المباريات بأصوات المعلقين الاستراليين لعدم وجود قنواتنا المحلية والعربية في الفندق. أمتعني هؤلاء المعلقين بجماليات التعليق وفنونه وفنون الكرة واسترجعت في مخيلتي أصوات معلقينا الذين يتحدثون أثناء تعليقهم على المباراة في كل شيء الا فنون كرة القدم وسير المباراة، فمنهم من يقول شعرا ويسيء الى الشعر، كما يسيء الى التعليق، ومنهم من يطالب اللاعبين بقرع طبول الحرب، ومنهم من يصور لك أن المنتخب الذي يشجعه سوف يفوز لا محالة اذا ما تجاوب اللاعبون مع نصائحه واستمع المدرب الى توجيهاته والحكام الى ارشاداته وتهديدهم بالوعد والوعيد في حال وقوعهم في أخطاء. كثيرا من معلقينا يتوهمون بأنهم يشاركون المدربين واللاعبين في صنع الفوز وشركاء لهم في الجهد ويحفزون الجماهير الحاضرة في الملعب، ويتخيل لهم وهم جالسون أمام الميكرفون بأن الملعب ومن فيه تحت امرتهم يوجهونهم كيفما ومتى ما يشاؤون منتقدين كل أطراف اللعبة، لا يهمهم المشاهد أو المستمع. المهم أن يفرغوا ما في جعبتهم من ألفاظ وما تعلموه من مصطلحات قد تكون صحيحة أم لا؟ ولكن يسردونها كما حضروها، المهم أن الدقائق التسعين وما فوقها يدقون طبول الحرب ويتوعدون الجميع بعقاب شديد. أما المعلق الأوروبي فهو يعلق على المباراة ويتحدث عن فنون وجماليات كرة القدم واذا انتقد فيكون في اطار الحدود المسموح بها، وأعجبني واحد منهم حينما انتقد أداء المنتخب السعودي في لقائه مع الاردن عندما أكد في اشارة إلى عدم وجود تفاهم بينهم في الملعب، ولم يتناول المدرب ولا التغييرات التي أجراها ولا الجهاز الفني ولا أي شيء آخر وذهب أبعد من ذلك وقال بأن على المنتخب السعودي أن يعمل جاهدا ليعود الى مكانته السابقة في القارة، هكذا هو التعليق الكروى وهذه هي فنونه، لاصراخ ولا توعد وانما وصف للمباراة بما تستحق ونقل الحدث مجرد. نعم التعليق فن وثقافة وذوق عام والمعلق اعلامي بالدرجة الأولى ينقل الحدث كما هو لا كما يريد واضافة بعض الجماليات عليه فهو ليس لاعباً ضمن كشوف المنتخب الذي قد يفوز بالبطولة ويكرم، وليس مدربا يوجه الفريق ليكافأ، أو مشجعا يشكل اللاعب رقم 12 بصوته المدو أو رئيسا للاتحاد يتوعد بمعاقبة الجميع بأقصى العقوبات اذا ما فشل في الظفر بالبطولة ولا رئيسا للجنة الحكام يتوعدهم بالرفع من القائمة الدولية. انه عنصر مشارك في صناعة كرة القدم وشريك استراتيجي لرياضتنا وليس منفذا لسياسة الاتحاد وجهازه الفني، قد يسمعك المشاهد ويتفاعل معك ولكن سرعان ما يدرك بعد المباراة بأنك معلق رسمت له احلاما وردية قبل وأثناء المباراة ثم قدمت له صورة مظلمة لمستقبل كرتنا بعد الهزيمة، هكذا هم معلقونا وللأسف. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©