الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارتفاع مبيعات الحلوى الشعبية

ارتفاع مبيعات الحلوى الشعبية
14 يوليو 2011 19:27
(رأس الخيمة) - شهدت محال بيع الحلوى الشعبية والمكسرات، إقبالاً كبيراً خلال الأيام الماضية بمناسبة الاحتفال بـ “حق الليلة” الذي يوافق ليلة النصف من شعبان، وهي المناسبة التي يعتز بها أهل منطقة الخليج عموماً وأبناء الإمارات بصفة خاصة، رغم ما شهدته الحياة من متغيرات أخذت معها الفرجان والشعبيات والعديد من الأهازيج والأغاني الشعبية، في وقت أكد فيه البعض أن تجاراً يحاولون استغلال المناسبة بشكل كبير من خلال رفع الأسعار. ويردد الأطفال في الفرجان والمناطق الشعبية، عبارات وأهازيج متوارثة عبر مئات السنين، منها “عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم”، وخلال العقود الماضية كان الاحتفال بسيطاً وغير مكلف ويشترك فيه الصغار والكبار على السواء حيث تعبأ الحلوى والمكسرات في أكياس صغيرة لتوزيعها على الأطفال ابتهاجاً بهذه المناسبة، وقبل ذلك يقصد الرجال والسيدات الأسواق الشعبية لشراء المكسرات والحلوى الشعبية والأكياس الملونة، ويشترك كل أفراد الأسرة في تعبئة الأكياس، وفى ليلة النصف من شعبان يتولى الجميع توزيع هذه الهدايا البسيطة في مظاهرة حب تنثر البهجة بين الكبار والصغار. ومع الوقت تحولت الأكياس إلى سلال جميلة، وتوزع على الأقارب والأصدقاء في بيوتهم، محملة بعبارات مثل “عساكم من عواده” وتطورت المناسبة وطرق الاحتفال بها، وباتت هناك محال متخصصة في تعبئة هذه الهدايا وتوصيلها إلى المنازل. وفي بعض مناطق الدولة يصر الكثيرون على طقوس الشراء من المحال القديمة، وتجمع أفراد الأسرة في المجلس، وتعبئة هذه الأكياس وتسليمها للصغار لتوزيعها على أهل الفريج، وفي مثل هذا الوقت من العام تنشط محال بيع الحلوى والمكسرات، ويحرص العديد من الرجال على شراء المكسرات والحلوى وغيرها بالجملة ثم يعاد تعبئتها في أكياس قبل توزيعها على الجيران والأقارب، وتتفاوت الكميات حسب قدرة كل مشتر فهناك من يعتبر “حق الليلة” طقساً لا يمكن التفريط فيه ويشتري حلوى ومكسرات وأكياسا ولعبا للأطفال بأكثر من ألفي درهم، وهناك من يعتبرها حدثاً رمزياً ويشتري بمبلغ زهيد. وتقول أم سعود من منطقة الظيت الجنوبي في رأس الخيمة كل عام أبدأ بالإعداد لـ”حق الليلة” قبل أسبوعين، وأحرص على شراء جميع المستلزمات الخاصة من حلويات وأكياس الشوكولاتة لتوزيعها على الأطفال، وكل عام أتجمع مع أخوتي، وأطفالهم في منزل الوالد، ونقوم بالاحتفال بينما يرتدي أطفالنا الملابس الشعبية قبل تولي عمليات التوزيع. وترى صديقتها أم راشد أن هذه العادة التي توارثها الأبناء من الأجداد عبر مئات السنين ما زالت متأصلة في المجتمع الخليجي، وتقول: أحرص كل عام على ابتكار طرق جديدة لتوزيع “حق الليلة” على الأطفال، وأستعين بالمحلات المتخصصة في تغليفها من خلال وضع المخلوط من المكسرات، والحلويات بسلال أو علب مزينة أو فوانيس، وأحرص على أن تكون الحلويات والشوكولاتة من أفخر الأنواع. في حين يرى زيد علي أن بعض التجار بدأوا استغلال المناسبة بشكل كبير من خلال رفع الأسعار، على الجانب الآخر باتت “حق الليلة” وسيلة للتباهي، فنرى الأم تريد أن توزع المخلوط من المكسرات والحلويات بطريقة تحرص على أن تكون أفضل من بقية صديقاتها، وحدث ولا حرج عن التكاليف الباهظة للشوكولاتة البلجيكية أو السويسرية. في الإمارات تختلف عن بعض الدول الخليجية، ففي الكويت يطلق الصغار والكبار على “حق الليلة “ اسم “قرقيعان” وتحتل المناسبة حيزا مهما لدى العائلات، لا سيما عند من رزقوا بمواليد جدد خلال العام، حيث يطوف أطفال الكويت في هذه المناسبة، الأزقة والشوارع، ويطرقون الأبواب حاملين أكياساً وسلالاً، مرددين الأهازيج والأناشيد الشعبية القديمة التي يرددونها بمناسبة ليلة النصف من شعبان، ومنها “قرقيعان وقرقيعان، بيت قصير ورميضان، عادت عليكم صيام .. كل سنة وكل عام”. ويؤكد عبد الله حسن، إن حق الليلة أصبح مجالاً للمباهاة بين الأسر، حيث تتجاوز تكلفتها في كثير من الأحيان آلاف الدراهم، خاصة أن التطور الذي تشهده الحياة، ترك أثراً كبيراً على أساليب وعادات الأطفال. ويقول علي محمد تاجر: في مثل هذا الوقت من العام نستعد لهذه المناسبة، بجلب التحف والسلال، والألعاب الصغيرة كالسيارات والعرائس الصغيرة والفوانيس أو الألعاب الشعبية المعروفة في القديم مثل “التيلة” التي يمكن وضعها مع المخلوط من المكسرات والحلويات فالكثير من الأمهات يضعن الحلويات والمكسرات في تحفة أو سلة فاخرة مصحوبة ببطاقة تهنئة تحمل أسماء أبنائهم. محمد ميرزا صاحب محل لبيع الحلوى يقول: أعمل في المجال منذ 30 عاماً ففي السابق كنا نبيع الأكياس معبئة حيث كان الواحد منها يحتوي على الفول السوداني، واللوز الصغير الحجري، والزبيب الأسود، والنخي، ونقل يخلط مع بعضه، وكان الأهالي يشترون معها الحلوى العمانية والزلابية، وغزل البنات كما كانت هناك حلويات صغيرة على شكل أساور وساعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©