كل شيء في مدينة ''مدهش'' الترفيهية مدهش بالفعل، الفعاليات،
الألعاب، الديكورات والألوان، الدمى والبالونات، فرحة الأطفال وابتسامة الموظفين·
كل ركن من أركانه يستوقفك لكي تتأمل: المسرح بفعالياته وموسيقاه التي تدفع الأطفال للرقص فرحا، ركن الرسم والتلوين حيث يتوافر للأطفال كل ما يلزم
من أدوات لتجسيد شخصياتهم وأحلامهم على الورق، الألعاب الرياضية المطاطية
أي القفز بلا توقف والحركة في مساحات فسيحة لا تتوافر في الشقق، ركن ''اليولة'' لتعليم الأطفال الرقص بالبندقية، فعالية ''بيم بوم بام'' لتعليم الأطفال تمييز الأصوات
وتقليد النغمات، والكثير الكثير من الألعاب الجميلة والمفيدة·
فداء طه:
تصوير- محمد حنيفة
بين كل تلك الأركان ثمة مشهد واحد يتكرر: فتية وفتيات من مختلف الأعمار يتوزعون هنا وهناك، وهم في حركة دائمة كخلية النحل، مهمتهم العمل على راحة الآخرين ومساعدة زوار المدينة والترفيه عنهم، أما شعارهم المفضل فهو البسمة الدائمة مهما اعترضهم من صعوبات أو مشاكل·
هؤلاء الأطفال هم موظفون حقيقيون تطوعوا للعمل في المدينة مقابل أجر شهري، لكن فكرة تشغيلهم وإشراكهم في هذا النشاط المميز والفائدة التي يجنونها من خلال عملهم في مفاجآت الصيف ومدينة ''مدهش'' أكبر من أي ثمن مادي·
فوائد لا تقدر بثمن
مروان عبد الله الملا،14 سنة، أحد هؤلاء المتطوعين والعاملين في مدينة ''مدهش''، ويعمل مع المهرجان للسنة الثانية على التوالي، ومهمته مساعدة الأطفال والاهتمام بهم وتعليمهم تفاصيل اللعبة المطاطية ومراقبتهم من أجل تأمين سلامتهم·
مروان يعمل في الفترة الصباحية من الساعة 9:30 ولغاية 4:30 ويتقاضى ألف درهم في الشهر، لكن المبلغ ليس مهما بالنسبة له بل الفوائد الحقيقية التي يجنيها: قضاء العطلة الصيفية في عمل شيء مفيد، تعلم الاعتماد على النفس، تقدير قيمة العمل والنقود، التعرف إلى أصدقاء جدد والتعود على العمل الجماعي·
أما صديقه عبد الرحمن جمال أهلي، 14 عاما، الذي يحب مساعدة الناس والأطفال، فسارع للمشاركة في هذا العمل المفيد بمجرد سماعه عنه من أصدقائه·
عبد الرحمن يشارك في العمل مع مهرجان صيف دبي للمرة الثانية على التوالي، وتعلم أشياء كثيرة وهي: كيفية معاملة الآخرين والتعامل معهم، تقدير قيمة العمل، تأدية الواجبات، وتحمل المسؤولية·
قمة السعادة
بالنسبة لإيمان الفاتح بدوي، 16 سنة، كان العمل في مفاجآت دبي أمنية من أمنياتها، فعندما زارت مدينة ''مدهش'' قبل عامين ورأت فتيات وأولاد في مثل عمرها يعملون في المهرجان تمنت أن تكون معهم، وفي العام التالي قدمت طلبا للمشاركة فقبلوها وكانت قمة السعادة بالنسبة لها·
إيمان تعمل في ركن الرسم والتلوين، وهي مستمتعة جدا بالعمل الجماعي، تقول: ''نحن حوالي 11 شخصا نعمل في الركن، ونتعامل كأننا أخوة، نتحدث ونتبادل الأفكار حول العمل، ونقوم سويا بعمل الفنون والأشغال اليدوية، وهذا شيء ممتع· أما الفوائد التي اكتسبتها فكثيرة وأهمها: تعلم الصبر على الأطفال خاصة وأن التعامل معهم متعب وأحيانا يسبب الصداع، والصبر على ساعات الدوام الطويلة، كذلك تعلمت بعض الفنون والأشغال فنحن نعد بعض الأشكال بأنفسنا ومن هنا تعلمنا الابتكار، أما المبلغ الذي أتقاضاه فيشعرني بالزهو والإنجاز لأنه أول راتب لي في هذه السن الصغيرة''·
سعود عبد الله الشحي، 16 سنة، مسؤول عن الأطفال في النادي الصيفي، ويعمل لأول مرة مع المفاجآت· يقول سعود: ''إن فكرة العمل جميلة جدا وممتعة مع أنها ليست سهلة فالأطفال متعبون والتعامل معهم صعب ولكنها تجربة جديدة بالنسبة لي من المفيد أن أخوضها وأتعلم منها''·
توفير المصروف الشخصي
وتعمل هناء دلمار، 21 سنة، كمصورة في استوديو ''مدهش'' حيث يبدأ دوامها من الساعة 2- 9 مساءً يوميا، وخلالها تقوم بتصوير الأطفال وما يلفت انتباهها من لقطات جميلة·
هناء التي تدرس في الجامعة الأميركية بالشارقة، رأت في العمل مع مفاجآت صيف دبي فرصة جيدة للعمل واستغلال العطلة الصيفية بشيء مفيد وتوفير مصروفها الشخصي، وهي فرصة أيضا للتعود على جو العمل من الآن وتكوين خبرة تساعدها على إيجاد فرصة عمل أسرع بعد التخرج·
700 طلب
و200 موظف
تقول ليلى سهيل، المدير التنفيذي لمفاجآت صيف دبي، إن فكرة إشراك الأطفال في العمل رافقت انطلاق فعاليات مدينة ''مدهش'' منذ البداية، فهي مدينة خصصت للأطفال والهدف منها الترفيه عنهم بكافة الوسائل وتحقيق أحلامهم· وقد وجدنا أن إشراك الأطفال بالعمل في المدينة من شأنه أن يحقق لهم الكثير من الفوائد وأولها قضاء وقت ممتع ومفيد خلال العطلة الصيفية، ومساعدتهم في الحصول على دخل خاص بهم وتغطية مصروفهم الشخصي، وإضفاء سمة تميز المدينة وتنجح فكرتها خاصة وأن الأطفال هم الأقدر على التعامل مع غيرهم من الأطفال زوار المدينة وهذا يجعل التفاهم بينهم أسهل·
وتضيف: ''إن مكتب المفاجآت تلقى حوالي 700 طلب للاشتراك في العمل التطوعي بمفاجآت الصيف اختير منهم 200 شخص تتراوح أعمارهم بين 13 و25 عاما، ويعمل 150 متطوعا منهم في مدينة مدهش في حين تتوزع البقية على الفعاليات الأخرى وهي فعاليات ''أهلا دبي'' و''نادي أصدقاء مدهش''·
عملية اختيار المشتركين تتم بناء على المقابلة الشخصية التي يتم التركيز فيها على شخصية المتقدم ومظهره العام والمهارات التي يملكها وسلوكه الشخصي، أما المهام المطلوبة منهم فهي تتمثل في العمل بالركن المخصص، ومساعدة الآخرين من الزوار، والابتسامة الدائمة والتعامل بلطف مع الآخرين·
عدد اليوم
