الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشيد الحمادي يتوصل إلى تراكيب جديدة تساعد على نمو الأعصاب

رشيد الحمادي يتوصل إلى تراكيب جديدة تساعد على نمو الأعصاب
11 أكتوبر 2010 21:15
العلم بالنسبة للبعض أكثر من مجرد اجتياز للاختبارات ونجاح في الامتحانات المقررة، هو أقرب إلى صعود مضنٍ نحو ذرى المعرفة واختراق لأماكن غير مألوفة، وهو أيضاً اكتشاف واعد لمناطق بكر تبقى مجهولة حتى يأتي من يزيل الغموض عن معالمها، ويتيح السبل الميسرة أمام قاصديها، حتى يغدو الوصول إليها في غاية السهولة، وتصبح ملامحها في غاية الوضوح والشفافية. ينطبق هذا القول على قلة من قاصدي المعرفة، في مقدمهم الدكتور رشيد أحمد الحمادي الذي يصنف أول أكاديمي مواطن يحصل على درجة الدكتوراه بمجال التشريح البشري وبيولوجيا الخلية (علوم الأعصاب) من جامعة ساسكا تشوان في كندا، وهو تخصص علمي نادر يركز على التغيرات البيولوجية التي تحدث على مستوى الخلية العصبية الطرفية حال تعرضها للإصابة أو التلف. ولفت الدكتور رشيد أحمد الحمادي ـ الذي عاد إلى عمله الأكاديمي بجامعة الإمارات بعد 17 عاماً من الدراسة والبحث ـ إلى أن أهمية التخصص بمجال علوم الأعصاب تكمن في حقيقة أن الخلايا العصبية المركزية التي توجد في المخ، وما يتصل به من الجهاز العصبي المركزي، لا تتجدد إذا ما تعرضت للتلف عكس الأعصاب الأخرى الطرفية التي تمتلك القدرة على التجديد. إعجاز علمي أرجع الحمادي اختياره لهذا التخصص النادر لكونه غير مطروق بالنسبة للاكاديميين المواطنين، وينطوي على تحد بيولوجي كبير، في ظل سباق عالمي محموم بين شركات الادوية العالمية للتعرف على المواد والتراكيب الجديدة التي تساعد على نمو الاعصاب بشكل عام، والأعصاب الطرفية على وجه الخصوص. وأشار الباحث إلى أن التعمق في دراسة بيولوجيا الخلية العصبية ينطوي على قدر كبير من الاثارة والمتعة، لأنه يتيح للباحث فرصة الاطلاع على المزيد من الاعجاز العلمي الكبير لطبيعة التركيبة المعقدة للخلية العصبية، وخصوصا تلك الموجودة في جسم الانسان الذي ينطوي على تعقيد كبير، خاصة فيما يتصل بالاعصاب المركزية وتكوينها وطبيعة عملها. تحديات كبرى أضاف الحمادي أنه قام، وضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه، بتدريس التشريح البشري لطلبة السنة الاولى في كليتي الطب البشري وطب الاسنان بالجامعة الكندية لاكثر من 4 سنوات من اصل 5 سنوات امضاها في الجامعة التي تقع غرب كنداو واجه خلالها تحدياً كبيراً تطلب منه جهداً مضاعفا نظراً لندرة هذا التخصص العلمي الحيوي. وشدد الباحث على اهمية وجود كوادر مواطنة متخصصة بمجال علوم الاعصاب نظرا لارتفاع معدلات حوادث الطرق في الامارات، وما ينجم عنها من وفيات واصابات تطال في كثير من الحالات الجهاز العصبي سواء في المخ أو في الحبل الشوكي، ما يؤدي بدوره الى ارتفاع حجم الخسائر المادية والبشرية ويؤثر سلبا على وتيرة التنمية في المجتمع. الحمادي طالب بضرورة ايجاد مركز وطني متخصص في دراسة علوم الاعصاب مع التركيز على بحث دراسة النتائج المترتبة عن اصابات الجهاز العصبي المركزي والاعصاب الطرفية وتحديدا التغيير الجيني الذي يطرأ على الخلية العصبية حال تعرضها للاصابة. ولفت الحمادي الى اهمية التعاون وتبادل الخبرات بين المركز المقترح والمراكز العالمية المتخصصة بمجال علوم الاعصاب، واستقطاب العلماء والخبراء لتأهيل وإعداد الكوادر المواطنة المتخصصة بهذا المجال النادر، مشيرا الى ان هناك تركيزا عالميا كبيرا على البحث المتعمق بمجال علوم الاعصاب من خلال جمعية علوم الاعصاب الايركية التي تنظم مؤتمرا عالميا سنويا يحضره حوالي 40 ألف خبير من مختلف انحاء العالم. جهود إنسانية دعا الدكتور رشيد الباحثين المواطنين الى المبادرة نحو البحث العلمي المتعمق بمجال علوم الاعصاب، لأنه يمثل جهدا انسانيا وليس مجرد تخصص علمي أو اكاديمي آخذين بعين الاعتبار مصلحة الوطن أولا وأخيرا، نظرا لحاجة المجتمع المحلي لجهودهم نتيجة ارتفاع نسبة اصابات الجهاز العصبي لدى الاشخاص الذين يتعرضون للحوادث المرورية. وكان الحمادي حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفانيا الاميركية عام 1990 ثم حصل على ماجستير في علوم الأجنة من جامعة تمبل من نفس الولاية عام 1993 ثم حاز على درجة الدكتوراه في التشريح البشري وبيولوجيا الخلية (علوم الاعصاب) من جامعة ساسكا شوان الكندية في مايو من العام الجاري..
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©