الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: ليلة النصف من شعبان استغفار وعتق من النار

العلماء: ليلة النصف من شعبان استغفار وعتق من النار
14 يوليو 2011 19:33
في ليلة النصف من شعبان المباركة كان تحويل القبلة والقلوب تهفو نحو البيت الحرام والكعبة المشرفة قبلة المسلمين جميعا. وطالب علماء الدين بألا ننسى في نفس الوقت القبلة الأولى بيت المقدس والمسجد الأقصى الأسير. وأكد علماء الدين أن شهر شعبان هو شهر المغفرة من الذنوب، وفيه ترفع الأعمال إلى الله، مطالبين بالتمسك بالدفاع عن المسجد الأقصى، وتبني فقه تغيير النفوس، وتوفر الرغبة الحقيقية في التغيير والتوبة الصادقة إلى الله والإكثار من العبادة في هذا الشهر بالصوم وقيام الليل والتهجد وقراءة القرآن وتدبره والإكثار من التصدق والعطف على اليتامى والمساكين والمسارعة إلى الخيرات والتعرف على حال الإسلام والمسلمين وتقديم يد العون لمن يحتاج استعدادا لشهر رمضان. أوضح علماء الدين أنه بتحويل القبلة في شهر شعبان من العام الثاني للهجرة وفرض الصيام في العام الثالث ثم الزكاة في العام الرابع ثم الحج في العام السادس أو السابع اكتمل للإسلام والمسلمين خصوصيتهم وتفردهم في قبلة من دون سواهم وفي صيام شهر معلوم بأيام معدودات وحج في أشهر معلومات. وعن فضائل شهر شعبان على غيره من شهور السنة، يقول الدكتور علي جمعة‏، -مفتي مصر- اقتضت حكمة الله عز وجل تفضيل بعض الشهور على بعض‏،‏ ومن ضمن هذه الشهور شعبان الذي فضله الله‏،‏ وعظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏،‏ فحري بنا أن نعظمه وان نكثر من العبادة والاستغفار فيه، كما جاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صلى الله عليه وسلم: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”. وفي هذا الشهر ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها فقال: أن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” وقد ورد في فضل تلك الليلة أحاديث بعضها مقبول وبعضها ضعيف، غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها. تحويل القبلة وأكد الدكتور علي جمعة، أن تحويل القبلة في شهر شعبان، يعد حدثا عظيما في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان ذلك في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية “وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه” البقرة:143 فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه، ولأن هدف الإسلام هو تعبد الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغير الله وحثها على إتباع المنهج الإسلامي المرتبط بالله مباشرة، فقد اختار لهم التوجه قبل المسجد الأقصى، ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية، ليظهر من يتبع الرسول إتباعا صادقا عن اقتناع وتسليم، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية ورواسبها، وبعد ان استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة، صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام، ليس تقليلا من شأن المسجد الأقصى، ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى هي حقيقة الإسلام، حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله، وليكون قبلة للإسلام والمسلمين، وليؤكد أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام:”ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين” الحج:78. التكاتف والوحدة وطالب الدكتور علي جمعة جموع المسلمين بالتكاتف والوحدة دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مؤكدا أن تحويل القبلة إلى مكة المكرمة كان تأكيدا للرابطة الوثيقة بين المسجدين، وأضاف: إذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها النبي الكريم مسافة زمانية قصر الزمن أو طال، فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية، الغرض منها التوجه إلى الله تعال من دون قطع مسافات، إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق، قال تعالى “وهو معكم أينما كنتم” الحديد:4 وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فهو بذلك يعود إلى أصل القبلة التي قال عنها تبارك وتعالى “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين” آل عمران:96 فهي دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام، ولكنها لم تتم او تكتمل إلا بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم فقد أخره الله ليقدمه، فهو وان تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال. الهجرة إلى المدينة ويرى الدكتور علي جمعة أن تحويل القبلة إلى المسجد الحرام في شهر شعبان، كان تكريما ومكرمة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي ظل قلبه معلقا بمكة منذ هاجر إلى المدينة المنورة، وقد كرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة بأن طيب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لرجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى:”قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره” البقرة: 144 وقال عالم الازهر الدكتور سالم عبدالجليل إن ليلة النصف من شعبان هي ليلة مباركة حول الله تعالى فيها قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة، مشيرا إلى أن القبلة جزء من رموز الإسلام لا تقل عن الصلاة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتا، فهو المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا”. مضيفا: إذا كان العالم يبحث عن أسباب توحده وتجمعه وإذا كان يبحث عن مصادر للقوة، فالأولى بالأمة الإسلامية أن تتوحد لأن ربهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد وقبلتهم واحدة، مشيرا إلى أن المسجد الأقصى أسير في أيدي اليهود ويحتاج لتوحد الأمة لتخليصه من دنسهم. الشهر القمري وأكد الدكتور إسماعيل الدفتار -أستاذ الحديث بجامعة الأزهر- أن ليلة النصف من شعبان تسمى الليالي البيضاء من الشهر القمري، وهي الأيام التي خصها النبي بالصيام، وعندما سئل عن ذلك قال “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفعَ عملي وأنا صائم”. مضيفا أن ذلك دليل على الحفاوة بهذه الليلة لقوله أيضا “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها”، مشيرا إلى أن ليلة النصف من شعبان بها ذكرى وتاريخ، فالذكرى هي تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وهذا الربط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام تذكير بالمسجد الأقصى حتى لا ينساه المسلمون، أما التاريخ فهو رمز التوحيد حيث جمع الله فيه جميع الأنبياء بلا استثناء وإمامهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. جاء الإسلام فأقر الأشهر الحرم وأكد القرآن ذلك وحث عليه في قوله تعالى “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم” وقد بين الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الأشهر وليس من بينها “شعبان” الذي لم يكن من الأشهر التي لها احترام في الجاهلية بل كان من أشهر الغزو والسلب. الاحتفال بليلة النصف ويقول الدكتور رمضان يوسف -الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في زمن تسود فيه عادات الجاهلية فأحب رسول الله أن يغير فيها وكان ذلك والنبي يصلي ومن معه من المسلمين متوجها إلى بيت المقدس، واستمر الأمر بعد الهجرة وكان في نفس رسول الله رغبة أن يأمره الله بالتوجه في صلاته والمسلمين إلى البيت الحرام في مكة فنزل قول الله سبحانه “قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره” وحدد أهل الحديث أن هذا كان في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة وكان أمر الله بتحويل القبلة في صلاة الظهر في اليوم السابع عشر من شعبان ولهذا يأتي الاحتفال بليلة النصف من شعبان إحياء لذكرى تحويل القبلة . وأضاف: خص بعض العلماء بذكر الكثير من فضائل هذه الليلة وأن إحياءها من الأمور المستحبة ومن ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت “دخل رسول الله في هذه الليلة فوضع عنه ثوبيه ثم لم يستنم فقام ولبسهما فأخذتني غيرة شديدة وخرجت أتبعه فأدركته بالبقيع يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء فقلت بأبي وأمي يا رسول الله أنت في حاجة ربك عز وجل وأنا في حاجة الدنيا وانصرفت فدخلت حجرتي ولي نفس عال فلحق بي رسول الله وقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله ورسوله عليك لقد أتاني جبريل فقال هذه ليلة النصف من شعبان ولله عز وجل فيها عتقاء من النار لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى قاطع رحم ثم قال النبي يا عائشة أتأذنين لي في قيام هذه الليلة فقلت نعم فقام فسجد طويلا حتى ظننت أنه قبض فقمت ألتمسه فتحرك ففرحت وسمعته في سجوده يقول:”أعوذ بعفوك من عقابك وبرضاك من سخطك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك” فلما أصبح ذكرت له ذلك فقال يا عائشة تعلميهن وعلميهن”. ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم -رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية- لشهر شعبان منزلة كريمة، ومكانة عظيمة، اختصه الله تعالى بأنه الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فيه. وكما جاء في الحديث: “كان يصوم حتى نقول: لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيناه في شهر أكثر صياما منه في شهر شعبان”، وعندما سئل عن سبب كثرة صيامه فيه قال: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”. وقال إنه من الواجب أن نعلم أن لله في أيام دهرنا نفحات وعلينا ان نتعرض لها، وورد أن الله تعالى يغفر فيها لهذه الأمة يغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم وفي رواية إلا المشرك أو المشاحن وفي رواية إلا لمشرك ومشاحن وعاق لوالديه أي أن نفحاته سبحانه وتعالى في هذه الليلة لأولئك المخلصين في إيمانهم البارين بأبائهم وأمهاتهم المتحابين مع إخوانهم وليس للمتخاصمين ولا المتشاحنين لأن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم حين يوجهنا إلى الخير يوضح لنا أننا لا نحصل على هذا الخير ولا على هذه النفحات إلا إذا طهرنا قلوبنا من الأحقاد والبغضاء والشحناء والكراهية، وصفت هذه القلوب لله رب العالمين وكنا أحبة في الله وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأكد الدكتور احمد عمر هاشم أن ما تمر به أمتنا الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها من بأس ومشكلات لا تخفى على أحد وما يتعرض له القدس الشريف وتتعرض له الأرض المحتلة وما تتعرض له الأقليات الإسلامية في كل مكان يستوجب من أمتنا الإسلامية أن تفيء إلى مبادىء دينها الحنيف وأن تتوب إلى ربها من ذنوبها فما نزل بالأمة بلاء إلا بذنب ولا رفع عنها بلاء إلا بتوبة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©