أكد الدكتور حازم الببلاوي رئيس وزراء مصر المكلف بتشكيل الحكومة المؤقتة أن المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت تفتح باب التفاؤل لمواجهة التداعيات والأوضاع الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
وبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها الدول الخليجية الثلاث خلال الأيام الماضية نحو 12 مليار دولار منها 5 مليارات أعلنت السعودية عن تقديمها و3 مليارات قدمتها الإمارات منها مليار دولار منحة لا ترد وملياري دولار قرضاً بدون فوائد، كما أعلنت الكويت تقديمها مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار.
وقال الببلاوي في اتصال هاتفي مع “الاتحاد” ما زلت أبحث تشكيل الحكومة الجديدة لعرضه على الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصوري، وفي حال الموافقة على هذه الوزارة سيتم الإعلان عن خارطة طريق اقتصادية للمرحلة الحالية”.
وأضاف أنه ستكون أولويات الحكومة الجديدة التعامل مع المشاكل الاقتصادية الراهنة، بما يحقق الاستقرار والأمن للمواطن. وأرجأ الببلاوي الحديث عن التفاصيل بقوله “بعد الموافقة على الحكومة سيتم الإعلان عن الخطة والخطوات التي نعتزم تنفيذها”.
وأكد الببلاوي أن قضايا المواطن ستكون العمود الفقري للعمل الاقتصادي للحكومة الجديدة.وتابع الببلاوي” أقوم بإجراء العديد من المشاورات من أجل تشكيل الحكومة وستعتمد في أساسها على الكفاءات والخبرة”، متمنياً سرعة الانتهاء من التشكيل خلال الساعات المقبلة.
وفي الإطار نفسه، قال الببلاوي في تصريحات صحفية أمس إنه لا يمانع في مشاركة الإخوان في الحكومة الانتقالية التي يسعى لتشكيلها وذلك برغم تحدي أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي.
وكانت جماعة الإخوان أكدت أول أمس رفضها الدخول في الحكومة الجديدة، وقال مسؤول بالجماعة انهم “لا يتعاملون مع انقلابيين ونرفض كل ما يصدر عن هذا الانقلاب”. غير أن الببلاوي قال “إذا تم اقتراح شخص من حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للإخوان) وكان مؤهلاً للمنصب”، فسيكون بالإمكان النظر في ترشيحه.
من جهة أخرى، اختتم الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس وزراء مملكة البحرين وغانم بن فضل البوعينين وزير الدولة للشؤون الخارجية أمس زيارة إلى مصر استغرقت عدة ساعات.
وغادر المسؤولان على رأس وفد اليوم القاهرة إلى البحرين بعد مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن ما يمكن أن تقدمه البحرين لمصر خلال الفترة القادمة لدعم الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات البحرينية في مصر.
والتقى الوفد خلال زيارته مع المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت والفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وعدد من المسؤولين المصريين.
كان ملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، قد بعث في وقت سابق ببرقية تهنئة الى رئيس مصر المؤقت المستشار عدلي منصور، الذي تولى مهامه بعد عزل الرئيس محمد مرسي في أعقاب ثورة 30 يونيو.
وقال الشيخ في برقية التهنئة “إننا لواثقون بأنكم ستتمكنون، بعون من الله عز وجل، من تحمل المسؤولية بكل حكمة واقتدار، تحقيقاً لتطلعات الشعب المصري الشقيق”.
وأشاد الشيخ حمد بما وصفه “الدور الهام الذي قامت به القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، في ضمان استقرار مصر وحماية المجتمع من الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه، حفظاً للأمن الوطني المصري، الذي هو ركيزة الأمن القومي العربي”.
وأعرب ملك البحرين عن تمنياته “لشعب مصر الشقيق كل التوفيق في القيام بدوره الريادي المعهود في المجالين الإقليمي والدولي”.
على صعيد آخر قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إنه جرى أمس اتصال هاتفي بين وزير الخارجية محمد عمرو ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وذكر بيان للخارجية، إن الوزيرين تناولا سبل توثيق العلاقات الثنائية بين مصر والكويت في كافة المجالات بما يعكس المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
كانت الكويت أعلنت أمس الأول تقديم مساعدات عاجلة لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار وتشمل وديعة بقيمة ملياري دولار في البنك المركزي المصري وتقديم مليار دولار منحة، إضافة إلى تقديم نفط ومشتقات نفطية بقيمة مليار دولار أميركي كمنحة.
وتلقى وزير الخارجية المصري محمد عمرو أمس اتصالا هاتفيا من نظيره الإيراني علي أكبر صالحي نقل خلاله مضمون التصريحات الصادرة عنه بالأمس والتي أكد فيها على أن مصر دولة كبيرة لها دور مؤثر وحاكم في المنطقة، صرح بذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.
وأوضح صالحي أن الشعب المصري هو الذي يجب أن يحدد مصير بلاده, مضيفا أن “الجيش المصري هو جيش وطني”. وأضاف المتحدث أن الوزير عمرو أعرب خلال الاتصال عن تقديره لمضمون التصريحات الصادرة عن الوزير الإيراني. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي قد اعرب امس الأول عن الاستياء الشديد من تكرار صدور تصريحات عن مسؤولين إيرانيين تنم عن عدم إلمام دقيق بطبيعة التطورات الديمقراطية التي تشهدها مصر. واعتبر المتحدث أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تمثل “تدخلاٌ غير مقبول في الشأن الداخلي المصري”. وطالب المتحدث المسؤولين الإيرانيين بالتركيز على ما تواجهه بلادهم من تحديات داخلية وخارجية بدلا من التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي الإطار نفسه، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأنه في إطار الاتصالات المكثفة والمستمرة التي يجريها وزير الخارجية مع نظرائه في دول الاتحاد الأوروبي, جرى أمس اتصال هاتفي بين الوزير عمرو مع وزير خارجية لوكسمبورج. وحسب المتحدث , قدم الوزير عمرو شرحا للتطورات السياسية الجارية في البلاد والمعالم الرئيسية لخريطة الطريق والإعلان الدستوري الذي وضع جدولاً زمنياً لتنفيذ الخريطة.
من جهة أخرى، قال صندوق النقد الدولي أمس إنه لا يجري حاليا مناقشات مع الحكومة المؤقتة في مصر حول قرض محتمل وإن قراره بشأن الدخول في مناقشات سيتحدد وفقا لآراء المجتمع الدولي. وكان الصندوق يتفاوض على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار مع مصر قبل إعلان الأسبوع الماضي عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي. وقال جيري رايس المتحدث باسم الصندوق للصحفيين “في تحديد كيفية التعامل مع الحكومة المؤقتة في مصر فاننا سنسترشد مثلما نفعل في العادة في مثل هذه الظروف بآراء المجتمع الدولي وخصوصا آراء أعضاء الصندوق.” وفي العادة فإن الصندوق لا يتفاوض مع حكومات لم يعترف بها المجتمع الدولي.
عدد اليوم
