تناول اللحوم الحمراء مرةً في الأسبوع يقي المرأة سرطان الثدي

انضم الباحثون إلى حملات التوعية بسرطان الثدي التي تُنظم في العديد من دول العالم شهر أكتوبر الجاري -على شكل كشف مجاني وندوات ومؤتمرات تثقيفية وتوزيع مطويات تعريفية بالمرض- بالإعلان عن نتائج دراسة حديثة حول العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء والإصابة بسرطان الثدي. فهذا المرض الذي تعتبره الكثير من بنات حواء مرض العصر وترتعش فرائصهن لمجرد ذكر اسمه يتسبب في 28% من إجمالي وفيات النساء حول العالم. ولذلك فإن غاية الجميع واحدة، وإذا كانت غاية الحكومات والجهات الصحية وجمعيات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية هي التحسيس بأهمية التشخيص المبكر وتشجيع النساء على مراجعة الطبيب دورياً وتفادي كل ما من شأنه أن يسهم من قريب أو بعيد في ظهور هذا المرض، فإن دور الباحثين هو تقديم حلول علاجية وطرق وقائية وتعريف الجمهور بجميع مسببات هذا المرض لتفادي الإصابة به. وبعد نشر دراسات تؤكد وجود رابط بين الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء وارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض القلب، ظهرت دراسة جديدة تسلط الضوء على سلبية أخرى لإكثار من تناول اللحوم الحمراء لا تقل خطورة وهي سرطان الثدي لدى النساء من نوع مستقبلات الهورمونات الإيجابية. وقد راجع الدكتور يونيونج تشو وزملاؤه بيانات بحث جمعتها ممرضات من 90,000 امرأة مصابة. وبينت نتائج هذا البحث أنه لا توجد أية علاقة بين تناول اللحوم الحمراء باعتدال والإصابة بسرطان الثدي. وعندما قارن الباحثون النساء المصابات بالسرطان ممن لديهن مستقبلات هرمونات إيجابية مع المصابات الأخريات اللاتي لديهن مستقبلات هرمونات سلبية، وجدوا نتائج جداً متباينة. فقد سجلوا لدى الصنف الأول من المصابات «ذوات مستقبلات الهرمونات الإيجابية» نسب استهلاك أعلى من لحوم البقر والغنم، على شكل سندويتشات أو كطبق ضمن مائدة غداء أو عشاء، أو على شكل مواد معلبة. وهو ما أكد لهم وجود رابط فعلي بين اللحوم الحمراء وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان في حال الإكثار من تناول اللحوم الحمراء واتخاذه الطبق الرئيس يومياً أو مرات متعددة خلال الأسبوع الواحد. وينصح معظم الأطباء النساء بتبني نظام غذائي يقوم على تنويع الأطباق والعناصر الغذائية والاستمتاع بأكل اللحوم الحمراء، لكن بما لا يزيد عن مرة واحدة في الأسبوع. ويأخذ العلماء في الاعتبار عدداً من النظريات حول زيادة احتمال الإصابة بالسرطان لدى آكلي اللحوم الحمراء بإفراط. فاللحم المطهو يحتوي على أحماض أمينية حلقية غير متجانسة قد تقوم مقام المواد الكيميائية المحفزة لظهور أورام قابلة للتحول إلى أورام سرطانية، بالإضافة إلى حديد الهيم الذي تبين أنه يحفز وظيفة الأورام السرطانية. ووجد الباحثون كذلك أن حجم الدهون الموجودة في اللحوم المستهلكة يعتبر محدداً قد يتسبب في رفع مستويات السترويد. وأشار الباحثون أيضاً إلى أن اتباع الطرق الحديثة في تعليف الأبقار والأغنام واستخدام الهرمونات في علاجها أدى إلى انتشار السرطانات أكثر من السابق، فبقايا هذه الهرمونات تحفز ظهور سرطانات لمن لديهن مستقبلات هرمونات إيجابية. عن موقع «healthykey.com”