السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علمني كيف أزرع؟

11 أكتوبر 2010 21:28
سنوات تأتي وتذهب ولا يزال زعماء العالم وقادته يبحثون طرق ووسائل الحد من الأزمات التي ترافق الكوارث، وقد أعلنت الأمم المتحدة في أوائل العام الجاري عن أن اثنتين وعشرين دولة تعاني أزمات غذاء متواصلة، بسبب الصراعات أو المؤسسات الضعيفة والكوارث الطبيعية، وقد جاءت النتائج في تقرير لمنظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو، التي تعنى ببرنامج الغذاء العالمي لتكشف عن وجود حالة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2010، ورغم أن عدد الجوعى في العالم قد تراجع من 1023 مليوناً مسجلين في عام 2009 إلى 925 مليوناً، إلا أن تلك الأرقام مرتفعة بشكل غير مقبول. فهناك طفل يموت كل ست ثوان نتيجة أمراض متعلقة بالجوع، وهناك نسبة من الأشخاص يعانون من سوء التغذية، خاصة في تلك الدول التي تعاني أزمات ممتدة مثل أنجولا وبوروندي وغينيا وهايتي والعرق، وأيضاً أفغانستان والصومال والسودان، إلى جانب دول مثل طاجيكستان وزيمبابوي، وخص التقرير وضع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث وصفها بأنها تعاني أزمة ونقصاً حاداً في الغذاء. كم من السنوات نحتاج لإعادة النظر بشكل كبير في كيفية إيصال المساعدات إلى تلك الدول، وقد جاءت تلك الجملة في ذات التقرير، لأن الفاو تعلم من خلال برنامج الغذاء العالمي، أن هناك دولاً تعاني منذ ثماني سنوات من حصولها على 10 % من المساعدات الأجنبية على صورة مواد إغاثية، ولذلك من المفترض أن كل الدول المانحة كان عليها أن تضع حلولاً طويلة المدى عن طريق تعزيز قدرات تلك الدول، من خلال دعم أنشطة إنقاذ الحياة وحماية موارد الرزق. يبدو أن الأهم هو ما نغفل عنه، لأن الأهم وهو الزراعة التي تعد المصدر الرئيسي للغذاء والدخل في قرابة ثلثي سكان العالم، لم تحصل على الأولية في البرامج التي تنفذ المشاريع التي يمكن أن تخدم تلك الدول على المدى البعيد، من أجل التخلص من أزمة الغذاء العالمية، كما أنها وسيلة لتوفير فرص عمل للآلاف من سكان تلك الدول، التي تعاني البطالة والجوع والموت بسبب الجوع أو التشرد أو الأمراض، حيث تحصل الزراعة على ثلاثة إلى أربعة في المائة فقط من تمويلات التنمية والمساعدات الإنسانية. نحن نردد علمني كيف أصيد أو وفر لي صنارة ولا تمنحني سمكة، وعلمني كيف أزرع بدلاً من أن تطعمني، ولكن متى ستتحول الشعارات والجمل التي يرددها البعض في الندوات والمؤتمرات الخاصة بالخطط التنموية والبيئية لصالح البشرية؟، إن المليارات تجمع وتنفق من أجل الحد من الأزمات التي تنجم عن الكوارث، ولكن العالم بحاجة لمليارات من جميع دول العالم من أجل توفير المواد والإمكانيات التي تحل القضايا، من مجاعة وبطالة وأمراض عن طريق الزراعة وتشغيل الأيدي العاملة من أبناء تلك الدول، لأن الجوع والعطش هو أحد أسباب الصراعات والحروب في العالم. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©