الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشجار النارجيل تعشق الرطوبة المرتفعة وتخشى الرياح العاتية

أشجار النارجيل تعشق الرطوبة المرتفعة وتخشى الرياح العاتية
11 أكتوبر 2010 21:29
أشجار النارجيل البديعة في شكلها والرشيقة في قامتها، تقف بمحاذاة البحر في صورة متكررة لتشكل منظومة فنية رائعة، فيداعبها نسيم البحر العليل لتحرك تاجها بين يمنة ويسرة، فتنقل من يراها إلى أجواء المحيط الهندي، حيث مسقط رأسها. وهذه الطبيعة الساحرة شكلت لوحة متناغمة متمازجة بين مختلف الشجيرات التي شكلت بها ماهية الحديقة بتفاصيلها التي تخلق إيقاعاً بصرياً مريحاً. وأصبحت أشجار النارجيل، التي تعتبر من فئة النخليات، تزين مداخل حدائق القصور، وبعض الأحياء السكنية إلى جانب الحدائق وشاطئ البحر؛ فتزيد المكان سحراً وجاذبية. ترسم أشجار النارجيل، التي تعد من فئة النخليات، أبعاداً جمالية متميزة في الحدائق العامة والخاصة، من خلال زراعتها على أطراف السور الخارجي للمنزل، أو بمحاذاة الجدار من الخارج، وعندما تكون جزءاً من حديقة الطرقات في الحي. إذ أنها تكيفت مع بيئة المكان وأجوائه، وكما هو معروف أن أشجار النارجيل جلبت من موطنها في جنوب شرق الهند وسريلانكا وإندونيسيا والفلبين، بالإضافة إلى ماليزيا. وهي من الأشجار ذات القيمة التنسيقية والاقتصادية المهمة، حيث تتحمل درجات ملوحة مرتفعة، وتوجد منها أصناف طويلة وقصيرة وهجين. وتتطلب هذه الاطلالة الفريدة لأشجار النارجييل العناية والرعاية حتى لا تكون فريسة للآفات، وفق الخبير الزراعي المهندس مدحت شريف، من إدارة الحدائق ببلدية دبي. شجرة عمودية تعتبر الفلبين الأولى على العالم في إنتاج النارجيل، وقد تم استخدام هذه الشجرة على نطاق واسع بشوارع وحدائق المدينة وشواطئها، حيث تمت زراعتها بشوارع الشيخ راشد وشارع الرياض وكورنيش حياة ريجنسي (ديرة) وكورنيش بحيرة الممزر والشاطئ المفتوح، كما زرعت بحدائق الصفا والخور والممزر وحديقة شاطئ جميرا في دبي. وشجرة النارجيل، وفق شريف، عمودية الشكل ساقها بني فاتح اللون يصل ارتفاعه إلى 6 – 20 متراً، ويبلغ قطرها 30 سم، ينتهي الساق بالتاج الذي تحمله على رأسها والذي يتكون من الأوراق التي يصل عددها إلى 20 أو 30 ورقة، وقد يصل إلى 40، وفي الأشجار القوية يصل طول الورقة إلى 5.5 متر، وتحتوي الورقة على وريقات خضراء يبلغ عددها حوالي 200 وريقة، مشيراً إلى أنه نبات وحيد المسكن، حيث تتكون الأزهار المؤنثة والمذكرة على الشجرة نفسها. وتنتج شجرة النارجيل حوالي 12 عزقاً في آباط الأوراق، والعزق يتكون من محور رئيسي عليه عدد من الفروع الجانبية يصل إلى حوالي 40 فرعاً، الأزهار المؤنثة لا تزيد على 5 أزهار على الفرع الواحد، بينما يتكون على أطراف الفرع عدد كبير من الأزهار المذكرة . ويضيف شريف “عادة ما تتفتح الأزهار المذكرة في الأصناف الطويلة مبكراً، في حين تكون الأزهار المؤنثة غير مستعدة لاستقبال حبوب اللقاح، ولذلك فإن الأصناف الطويلة تحتاج إلى التلقيح الخلطي، أما الأصناف القصيرة فإن الأزهار المذكرة تتفتح في الوقت نفسه الذي تكون فيه الأزهار المؤنثة مستعدة لاستقبال حبوب اللقاح، وبالتالي فإن التلقيح يتم فيها ذاتياً”. والأزهار المذكرة، وفقه، عددها كبير وتتفتح الأزهار المذكرة أولاً وتستغرق الفترة بين تفتح أول زهرة مذكرة وآخر زهرة مذكرة حوالي 10 - 22 يوماً، وتتفتح هذه الأزهار قبل تفتح الأزهار المؤنثة في الأصناف الطويلة، بينما تتفتح الأزهار المذكرة والمؤنثة في الوقت نفسه في الأصناف القصيرة، أما الأزهار المؤنثة فعددها قليل مقارنة بالأزهار المذكرة ويستغرق تفتح الأزهار المؤنثة من 4 - 10 أيام وتكون الزهرة قابلة لاستقبال حبوب اللقاح خلال 1 - 3 أيام من التفتح ويتحكم فيها وجود الرحيق. جو دافئ يقول شريف إن التلقيح يحدث بعد الإخصاب وتتكون الثمار التي قد يسقط جزء منها (التي لا يكتمل تكوينها خلال أسبوعين من عقد الثمار)، أما بقية الثمار فتستكمل نموها وتبلغ الحجم الكامل خلال ستة أشهر، تأخذ بعدها فترة قد تصل إلى 6 أشهر لاكتمال النضج، والثمرة الناضجة كروية الشكل تتكون من طبقة اللب وسمكها حوالي 1.5 – 2 سم بداخلها الماء وهي مغطاة بغلاف صلب عليه طبقة ليفية، الجذور تتكون من قاعدة الشجرة ويتكون بالشجرة البالغة حوالي 4000 – 7000 شعيرة جذرية تساعد الشجرة في الحصول على الماء والغذاء بالإضافة إلى تبادل الغازات، وعادة يوجد 80% من الجذور في طبقة سمكها متران حول الشجرة. ويتابع “يبلغ معدل الأمطار المناسب لنمو النارجيل من 1000 – 3000 ملليمتر في السنة، كما تحتاج أشجار النارجيل إلى جو دافئ، وتعتبر درجة 27 مئوية هي الأنسب لنمو أشجار النارجيل بارتفاع أو انخفاض بمعدل 6 - 7 درجات مئوية، ويمكنها أن تتحمل درجات حرارة أعلى بشرط عدم انخفاض نسبة الرطوبة عن الحد المناسب. حيث تفضل أشجار النارجيل الجو الرطب فتحتاج إلى رطوبة نسبية لا تقل عن 60%”. يشير شريف إلى أن الرياح تؤثر سلباً على أشجار النارجيل، حيث إن الرياح الشديدة والعواصف تؤدي إلى سقوط الثمار قبل اكتمال نضجها، بالإضافة إلى سقوط الأوراق ما يؤثر على الحالة العامة لنمو الشجرة. وعموماً تفضل أشجار النارجيل الجو المشمس، حيث يساعد على النمو الجيد عكس المناطق المعروفة بالغيوم والتي يقل فيها معدل النمو. ويجود النارجيل في كثير من أنواع التربة الجيدة الصرف ولكن يفضل زراعته في التربة الرملية الطميية وعلى السواحل الرملية. وتتكاثر بالبذرة، حيـث تزرع بذور جيدة من أمهات ذات صفات مرغوبة ويتم الإنبات بعد حوالي 4 أشهر. ومن الصفات الواجب توافرها في البذرة أن تكون البذرة متوسطة الحجم مستطيلة الشكل، ووزن الثمرة لا يقل عن 600 جرام ويجب أن تحتوي على لب لا يقل وزنه عن 150 جراماً، كما يجب أن تحتوي على ماء بداخلها وأن يكون اللب أو النواة سليمة وعادة ما تؤخذ هذه الثمار من أمهات ذات صفات جيدة. أصناف هجينة عن صفات الأصناف الهجينة من الأشجار النارجيل، يقول شريف “نجدها سريعة النمو، شتلاتها قوية، تحتاج إلى فترة قصيرة لتصل إلى الحمل (الإثمار)، وتبدأ الإثمار بعد 4 سنوات من الزراعة، وسريعة الاستجابة للتسميد، وهي ذات محصول عال، حيث يصل إنتاج الشجرة من 95 - 116 ثمرة، وثمارها تحتوي على لب ذي صفات جيدة”. أما عن صفات الأمهات الجيدة، فيوضح “عمرها لا يقل عن 20 عاماً، معدل إنتاجها السنوي لا يقل عن 80 ثمرة، كما يحتوى تاجها على 30 - 40 ورقة، وهي تحمل ثماراً متوسطة الحجم مستطيلة الشكل، وهي تحمل على الأقل 12 عزقاً من الثمار، كما أنها تنتج ثماراً لا يقل وزن الواحدة عن 600 جرام، ووزن اللب بالثمرة يجب ألا يقل عن 150 جراماً، وهي ذات ساق قوية وأوراق ذات قاعدة عريضة والأوراق قوية وملتصقة بقوة بالساق، وبعد تلقيح وإخصاب الزهرة المؤنثة يبدأ تكون الثمرة التي تأخذ حوالي 11 - 12 شهراً لكي تنمو وتصل إلى مرحلة النضج”. النباتات أياً كانت أنواعها، بحاجة إلى أعمال الرعاية والصيانة، وحول رعاية أشجار النارجيل، يقول شريف إنها بحاجة إلى ري منتظم وهي مقاومة للملوحة حتى 22000 جزء في المليون، ومقاومة أيضاً لارتفاع مستوى الماء الأرضي، وتحتاج شجرة النارجيل البالغة إلى 150 لتر ماء يومياً خلال فصل الصيف تقل إلى 112 لتراً يومياً خلال فصل الشتاء وذلك في حالة زراعتها داخل المسطحات الخضراء. أما في حالة زراعتها خارج المسطحات الخضراء فإنها تحتاج إلي 200 لتر ماء يومياً صيفاً تقل إلى 150 لتراً شتاء، ويعتبر نظام الري الفقاعي هو الأنسب لري أشجار النارجيل ويأتي الري بالتنقيط في المرتبة الثاني”. تسميد وتلقيح يشير شريف إلى أن أشجار النارجيل “تحتاج إلى التسميد مرة واحدة سنوياً بالسماد العضوي بمعدل كيس زنة 25 كجم للأشجار المثمرة يتم تقليبه مع التربة الموجودة في حفرة الشجرة في طبقة سمكها 30 سم. أما التسميد الكيميائي فيتم خلال المرحلة الأولى لزراعة البذرة بالمشتل، وتعتمد البادرات الناتجة على الغذاء المتوافر بلب الثمرة، إلا أنه يجب إضافة 50 - 60 جراماً سلفات بوتاسيوم لكل شتلة. كما تحتاج أشجار النارجيل المثمرة إلى إضافة الأسمدة الكيميائية على ثلاث دفعات سنوية حتى تستطيع تعويض ما يفقد من العناصر الغذائية خلال مرحلة الإثمار”. ويتابع “تضاف الأسمدة الكيميائية الآزوتية منها خلال شهر أكتوبر بمعدل 750 جراماً من مخلوط (اليوريا وسلفات الأمونيوم). وتضاف الأسمدة الكيميائية المركبة بطيئة الذوبان بمعدل 500 جرام خلال شهر فبراير، أما الأسمدة الكيميائية المركبة بطيئة الذوبان فتضاف بمعدل 500 جرام خلال شهر مايو”. ويضيف شريف أن “عملية التلقيح (انتقال حبوب اللقاح (الجاميت المذكر) من متك الأزهار المذكرة إلى مياسم الأزهار المؤنثة) يجب أن تتم يدوياً بواسطة عمال مدربين لأصناف النارجيل الطويلة التي تتفتح فيها الأزهار المذكرة قبل الأزهار المؤنثة، حتى يندمج الجاميت المذكر والجاميت المؤنثة وتكوين الزيجوت الذي ينمو ويتطور إلى أن يصل إلى مرحلة الثمرة بعد 11 - 12 شهرً”، لافتاً إلى أن عملية التقليم من الخطوات المهمة لرعاية الأشجار ويقصد بها إزالة الأوراق الجافة وبقايا الشماريخ الزهرية للمحافظة على نظافة ومظهر الأشجار نظراً لأن تركها يسبب إصابتها بالأمراض والحشرات علاوة على تأثيرها السلبي على المظهر العام. آفات مرضية لا بد من مراعاة مكافحة الآفات الحشرية والمرضية، حيث يمكن أن تصاب هذه الشجرة بسوسة النخيل الحمراء وحفار ساق النخيل، وحفار عذوق النخيل، والعناكب، والبق الدقيقي، والحشرة القشرية، والدوباس ومن أهم الآفات التي تصيب أشجار النارجيل، يقول شريف “الخنفساء السوداء من أهم الحشرات التي تصيب النارجيل، إذ بإمكانها أن تحدث الضرر من الحشرة الكاملة، حيث تحفر في أنسجة البراعم وعادة ما يكون ضررها كبيراً على الأشجار الصغيرة والتي قد تؤدي إلى موتها، وتتم المقاومة بنظافة الأشجار مع استخدام مبيد سيفين 85% أو سايمون أو دورسبان وينصح باستخدام المصائد الضوئية، المصائد الفيرمونية، المكافحة الحيوية باستخدام فطريات وفيروسات لإصابة اليرقة”. ويتابع “الآفة الأخرى التي تصيب الأشجار هي الحشرة القشرية، حيث تظهر على شكل بقع صفراء على السطح العلوي للأوراق وهي من الحشرات الماصة التي تؤدى إلى اصفرار وضعف الأشجار وتتم المعالجة باستخدام الدايموثويت 40% + زيت معدني أو ملاثيون + زيت معدني – أو أي مركب زيتي، أما النيماتودا فهي تصيب الجذور، حيث تؤدي إلى سد أنابيب توصيل الماء والغذاء وبالتالي تؤدي إلى اصفرار الأوراق وباستمرار الإصابة تؤدي إلى موت الأشجار، وتتم المعالجة باستخدام مبيد نيماتودا مناسب إلى الحفرة المزروع بها الشجرة وتقلب جيداً بالتربة وتروى”. وينصح شريف بضرورة تطهير التربة قبل الزراعة مع استخدام أسمدة عضوية معاملة حرارياً وخالية من النيماتودا”. وتصيب سوسة النخيل الحمراء، أشجار النارجيل أيضاً، وفق شريف، حيث سجلت إصابات بحشرة سوسة النخيل الحمراء على أشجار النارجيل بدولة الإمارات وهي من الآفات الخطيرة جداً، ويجب مقاومتها حتى لا تؤدي إلى موت الأشجار والانتشار بالمنطقة أو المزرعة. ويقول “يجب الاهتمام بالأشجار وتنفيذ برنامج صيانة لضمان قوة الشجرة وعدم حدوث أي جروح بالساق. وفي حالة اكتشاف الإصابة يمكن استخدام أقراص الفوستاكسين أو الإسيكاب، حيث توضع في مكان دخول الحشرة للساق وتسد هذه الثقوب أو الفتحات”، ناصحاً باستخدام المصائد الفيرمونية واستخدام الكيرمونات لجذب الحشرات الكاملة والتخلص منها. وبتنفيذ المكافحة الحيوية إلى جانب عدم زراعة أشجار النارجيل بجوار أشجار النخيل. فئران وفطريات يزيد شريف أن أشجار النارجيل لا تسلم من عبث الفئران، حيث إنها تتسلق الأشجار وتتغذى على الثمار وتحدث بها ثقوباً وتؤدي إلى تلفها وسقوطها وقد تسبب ثقوباً في ساق الشجرة أيضاً، مشيراً إلى أن مقاومة الفئران تتم باستخدام الطعوم السامة. وهناك بعض الفطريات التي تلحق الأذى بشجرة النارجيل، وحول هذه الفطريات يقول شريف “من الأمراض الفطرية التي قد تصاب بها أشجار النارجيل تعفن البرعم الطرفي ويسببه فطر Phytophthora palmivora وأهم أعراضه اصفرار ورقة أو ورقتين من الأوراق الصغيرة حول البرعم ثم ذبول القمة وسقوطها وهو من الأمراض الخطيرة التي تصيب أشجار النارجيل وتسبب موتها، وأيضاً تعفن الأوراق ويسببه فطر Bipolaris halodes، أما تعفن الثمار فيسببه فطر Phytophthora palmivora. ونزيف الساق وهو يصيب الأشجار التي عمرها أكثر من 20 سنة ومن أهم أعراضه إفراز سائل بني محمر من التشققات الموجودة على ارتفاع 50 - 90 سم من سطح الأرض وقد تظهر بقع نازفة أعلى الساق. أما الذبول ويسببه فطر Ganoderma lucidem، حيث يسبب تحلل الجذور وجفاف الأوراق وسقوط الثمار مع إفراز سائل بني محمر لزج من الساق. وهناك مرض ندوة الأوراق، أو الندوة الرمادية ويسببه فطر Pestalotia palmarum”. وعن كيفية مقاومة الأمراض الفطرية، يقول شريف “لا بد من الاهتمام بالعمليات الزراعية وعدم ملامسة مياه الري لمنطقة نمو الساق العلوية (البرعم الطرفي)، واستعمال مركبات نحاسية مثل بانرت أو دياثين أو أوكسي كلورور النحاس فونقوران. وإزالة النباتات الميتة وحرقها، كما يمكن أن تصاب أشجار النارجيل بالعنكبوت الأحمر والعنكبوت الأيريوفيدي Eriophyidae والتي تعالج بأحد مبيدات العناكب مثل النيرون. خطوات الزراعة حول عملية زراعة بذور أشجار النارجيل، يقول شريف إنه بداية يتم تجهيز التربة في منطقة مظللة بالمشتل حيث يتم عمل حفرة بعمق 25 - 30 سم، وتزرع البذرة رأسية والسويقة لأعلى وهكذا تزرع بقية البذور في صفوف، بحيث تكون المسافة بين البذرة والأخرى داخل الصف 30 سم وبين الصفوف 30 سم أيضاً، وتغطي البذور بالتربة ويكون الجزء العلوي غير مغطى، ويفضل أن يتم ذلك خلال شهري مايو ويونيو ويتم الري مرة كل يومين ويفضل التغطية بالملش للمحافظة على رطوبة التربة ويراعى إزالة الأعشاب التي تنمو أولاً بأول، ثم تتم إزالة البذور التي لم تنمو خلال ستة أشهر من الزراعة، بالإضافة إلى التي نمت وماتت كما يجب الاهتمام بمنع الإصابة الفطرية خلال هذه المرحلة. وعن عملية تفريد الشتلات، يقول إنها تتم بعد 9 - 12 شهراً من الزراعة، حيث تكون الشتلات نمت بصورة جيدة وتكون عليها 4 - 8 ورقات، حيث يتم اقتلاع الشتلات بواسطة لوح تقليع، ويتم تجنب سحب الشتلة من المجموع الخضري، وتتم زراعة الشتلات في قصارى ذات حجم مناسب أو تزرع في المكان المستديم بعمل جرة وتملأ بالتربة المخلوطة مع نشارة الخشب وبقايا قشرة ثمار النارجيل وتروى وتتم العناية بها. أهمية تنسيقية واقتصادية ولأشجار النارجيل قيمة تنسيقية، إلى ذلك، يقول شريف “تصلح أشجار النارجيل للزراعة في صورة فردية بالجزر الوسطية وعلى جوانب الشوارع والدورات، بحيث لا تقل المسافة بين الشجرة والأخرى عن 8 - 10م، كما تصلح للزراعة بالحدائق العامة، خاصة الطبيعية الطراز، كل مجموعة من خمسة إلى سبعة أشجار، بشرط ألا تقل المسافة بين الأشجار داخل المجموعة عن 6 أمتار، وتصلح للزراعة بالمناطق التي تعاني تربتها من ارتفاع الملوحة وحتى 22000 جزء في المليون، وهي أيضاً تصلح للزراعة بحدائق الفنادق والحدائق المنزلية. أهمية أشجار النارجيل الاقتصادية والطبية إلى جانب دورها التجميلي، فإن لها أهمية اقتصادية، حيث تستخدم الثمار، وفق الخبير الزراعي المهندس مدحت شريف، لإنتاج جوز الهند من اللب الذي يستخدم في صناعة الحلوى. والماء الموجود بالثمار يستخدم كمشروب لذيذ مفيد جداً في عملية تنشيط الكلى وإدرار البول، كما أنه يساعد على التخلص من آلام المعدة والديدان التي قد توجد بها، علاوة على أن دهن الجسم بماء النارجيل يساعد على التخلص من الحبوب التي تظهر عليه وقت الحر والجزء الجيلاتيني المتبقي بعد شرب ماء النارجيل يضغط ويحول إلى ما يسمي بلبن النارجيل الذي يستعمل في الشرب أو يخفف ويستعمل في صناعة البسكويت والآيس كريم، ويستخرج الزيت من لب الثمرة في مرحلة النضج ويستعمل في صناعة المرجرين والزيوت النباتية والصابون ومستحضرات التجميل”. ويضيف “تحتوي ثمرة النارجيل على عناصر غذائية متنوعة مثل السكريات والدهون والبروتين ومواد أخرى، كما أنه يدخل في صناعة الدواء ومستحضرات التجميل، ويدخل في صناعة الألياف التي تستعمل في صناعة الحبال والحصير، أما السيقان فتستخدم في بناء الأكواخ كما تستخدم لإنتاج بيئات للزراعة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©