الاحترام «وحده» لا يكفي

يخوض “الأبيض” مباراته الأخيرة بالمجموعة الرابعة اليوم عندما يواجه نظيره الإيراني، وبها يختتم الدور الأول منافساته، ولا بديل أمام منتخب الإمارات سوى تحقيق الفوز، إذا أراد أن يكون طرفا في حسابات التأهل، ورغم أن “الأبيض” نال الاحترام بعد مباراتيه مع كوريا الشمالية والعراق اللتين كان يستحق أن يخرج منهما بأربع نقاط، إلا أن الرصيد الفعلي للأبيض حتى الآن لا يتجاوز النقطة الواحدة، لذا فإن الفريق يجب ألا يكتفى بمجرد الفوز باحترام المراقبين، فالتأهل مرهون بتحقيق الفوز بنتيجة المواجهة مع إيران، وليس أي شي آخر. ولن يتحقق ذلك إلا بزيادة الفاعلية التهديفية؛ لأنه من غير المقبول أن يكون “الأبيض” الإماراتي هو الوحيد بين المنتخبات الـ 16 المشاركة بالبطولة، الذي لم يسجل هدفا واحدا حتى الآن. ودّع بطل الخليج “الكويت” ووصيفه “السعودية”، البطولة الآسيوية دون أن يكسبا نقطة واحدة من مجموع 18 نقطة لعب عليها الفريقان بالمجموعتين الأولى والثانية، ولم يسجل البطل ووصيفه سوى هدفين فقط، أحدهما من ركلة جزاء، واحتل كل منهما المركز الأخير في مجموعته، وهذه نتائج لا تتناسب على الإطلاق مع قيمة الكرة الكويتية التي أهدت الكرة العربية أول لقب آسيوي في تاريخها، ولا مع مكانة الكرة السعودية التي تعتبر الأنجح في تاريخ المشاركات العربية بالبطولة، والتي سبق لها أن صعدت للمباراة النهائية ست مرات، قبل أن تغيب عنها شمس البطولات والإنجازات. ولأن المنتخب الياباني نتاج منظومة احترافية، فإنه سعى جاهدا لاستثمار حالة المنتخب السعودي “التي قد لا تتكرر” بتحقيق فوز عريض يدخل تاريخ لقاءات الفريقين في أهم بطولة على مستوى القارة، وجاءت الخماسية لتجسد الفارق بين الاحتراف الياباني والاحتراف السعودي. من يرصد تصريحات المسؤولين عن الوفدين السعودي والكويتي لحظة وصولهما إلى الدوحة، من السهل جدا أنْ يكتشف أنَّ التصريحات “الوردية” كانت في واد والنتائج في واد آخر.. وكان الله في عون جماهير المنتخبين التي عانت الأمرين خلال البطولة. تأهل نشامى الأردن، بكل جدارة واستحقاق، إلى دور الثمانية الكبار بعد أن نجحوا في اقتحام “باب الحارة”، ودفع المنتخب السوري فاتورة الأخطاء الدفاعية القاتلة التي استثمرها “النشامى” وحولوا خسارتهم بهدف إلى فوز مثير بهدفين، ومن حق الجماهير الأردنية أن تسعد بمنتخبها الذي أكد أنه الأنجح والأفضل “عربيا” في الدور الأول. issam.salem@admedia.ae