الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تناغم الألوان وتضاربها سر نجاح ديكور المنزل وراحة سكانه

تناغم الألوان وتضاربها سر نجاح ديكور المنزل وراحة سكانه
11 أكتوبر 2010 21:33
للألوان مدلولات نفسية، وتأثيرات حسية لا يمكن أن يمضي المرء من خلالها دون أن تترجم عبر سلوكه وتصرفاة التي نجدها على وتيرة عالية من النشاط والحيوية تارة، أو تميل إلى الهدوء والسكينة أحياناً أخرى. والألوان لا بد أن تهيأ وفق نمط وشخصية الإنسان وطبيعيته، بحيث تتوافق وتنسجم مع احتياجات المرء، فلا تكون بيئة طاردة ومنفرة، بل تحوي المرء وتجعل المكان مقراً جاذباً آمناً بعد عناء من التعب ومشقة العمل خارج المنزل. لا يمكن وضع مخطط الديكور الداخلي دون أن انتقاء الألوان، بحيث تتوافق مع طبيعة المكان وطبيعة ساكنيه. والاهتمام بهذا العنصر إنما هو انعكاس طبيعي لثقافة عالية تتجلى في الاهتمام بالذوق الذي يعكس نفسيه الإنسان. وحول كيفية تطويع البيئة المنزلية، بحيث تكون مكاناً للراحة والاسترخاء والهدوء، وبيئة محفزة على النشاط والحيوية، يقول طارق الشميري خبير “الإتيكيت” إن توظيف الألوان في الديكور المنزلي يؤثر على الاستقرار النفسي لساكنيه. ألوان الطيف يقول الشميري: “الألوان تلعب دوراً كبيراً في حياة الإنسان، فقد يتسلل إلى داخله شعور بالإحباط والقلق والاكتئاب، من شيء ما دون معرفته بماهيته، والظروف التي جعلته يحس بذلك ربما في لحظتها يستعيد ذكرى سيئة مرت عليه في حياته نتيجة وجوده في مكان وبيئة أسهما في استثارة وتهييج بعض هذه الأحاسيس، هذا الشعور إنما يتولد نتيجة التأثر بالألوان التي تحيط به، فنجد أن المرء عندما يشعر بضيق واكتئاب يتجه فوراً إلى البحر ذي اللون الأزرق الممتد الذي سرعان ما ينتابه أحساس بالراحة والهدوء والانتعاش”. ويضيف: “يجب على الفرد أن يبتعد بقدر ما من الألوان القاتمة الداكنة إلى ألوان فاتحة منعشة. فجسم الإنسان بحاجة إلى جميع الألوان، ولكن بشكل متوازن، فكل لون له نقطة تحكم في جسد الإنسان، وللجسم 7 مراكز رئيسة للطاقة ولكل مركز لون معين يسيطر أو يؤثر عليه”. ويشرح الشميري: “الألوان السبعة المؤثرة هي ألوان الطيف، فالأبيض يؤثر على مركز التاج الذي يناظر الغدة النخامية في قمة الرأس، وهو يتعلق بالجانب الشعوري، أما اللون البنفسجي فيرمز للحكمة والبصيرة والفهم ومقر طاقته في جسم الإنسان العين الثالثة المرتبطة بغدة الجسم الصنوبري وتتصل بالجهاز العصبي. أما اللون الأزرق، فيتخذ من الحلق والرئتين منطقة الطاقة المرتبطة بالغدة الدرقية وهي ما تسهم على التعبير عن الذات والاتصال بالآخرين. ومركز القلب المرتبط بغدة التيموس خلف عظمة منتصف الصدر، فاللون المؤثر فيه هو اللون الأخضر والذي يرمز إلى الحب والعاطفة، ثم تأتي الغدد الليمفاوية والتي مركزها في الظفيرة الشمسية، وهو المركز الذي يتوسط الجسم، حيث يؤثر فيها اللون الأصفر بدرجة قوية وتعد مركزاً للقوة والمشاعر. كما أن هناك مركز العجز أو العصعص، وتتركز به الطاقة أو القدرة الجنسية ويتصل بالغدة فوق الكلوية واللون الأكثر تأثيراً لهذا المركز هو اللون البرتقالي. وأخيراً من المراكز الرئيسة مركز الجذر والمرتبط باتخاذ العلاقات الأسرية والاجتماعية المعيشية فهو يعتمد على اللون الأحمر الذي يتصل أيضاً بالغدة فوق الكلوية”. ويشير إلى أن “هناك مراكز ثانوية داخلية، وهناك مراكز خارجية، وكل له لون مؤثر فيه، وكما أن للألوان فوائد لها أضرار، حيث إنها تؤثر أحياناً على بعض الحالات المرضية، فالأصفر مثلاً لا يجب التعرض له بصورة متكررة في حالات التوتر الشديد أو التهيج العصبي؛ لأنه يزيد من حدة تلك الأعراض”. ويبين الشميري أن “هناك تفضيلاً بين لون وآخر عند بعض الأشخاص الذين يتمتعون بحس لوني وبصري، إلا أن ذلك لا يمنع أن يتمتع الإنسان بجميع الألوان، التي ترسم نوع من البهجة والفرحة في النفس، كتقديم باقة ورد متنوعة الألوان سنجد تأثيره القوي والمباشر على متلقيها”، مشيراً إلى أنه يمكن توظيف هذه الألوان في المنازل، بحيث تتناغم مع طبيعة الديكور الداخلي، عبر انتقاء الألوان المناسبة ووضعها في المكان المناسب”. يشير الشميري إلى أنه يجب أن يكون هناك نوع من التناغم والتوازن بين مفردات الديكور الداخلي، فعادة ما يجب أن يشغل اللون الرئيس ‏%60‏ من مـــساحة الغرفة واللون الثانوي ‏%30 من مساحة الغرفة، في حين أن اللون الثالث الذي يمكن أن يدخل في الديكور عادة ما يسهم في إبراز اللونين السابقين اللذين تم اختيارهما، وينصح بأن يشغل ‏%10 من مساحة المكان، لافتاً إلى أن أكثر وسائل تدريج طلاء الغرفة انتشـــاراً هو اختيار لون الحائط ثم اختيار أحد تدرجاته الفاتحة لطلاء الأسقف أو الاعتماد على طريقة تـضارب الألوان والإطارات الجبسية التي تفصل بين الحائط والسقف إذا كان لون الحائط فاتحاً يمكن إضافة إطار من الجبس من اللون الغامق والعكس صحيح. ‏مع الأخذ في الاعتبار أن الألوان الفاتحة تلائم الغرف الصغيرة‏ والضيقة، حيث تجعلها تبدو أكثر اتساعا‏، عكس الألوان الداكنة‏. وحول توظيف الألوان في المنازل، يقول الشميري: “بالنسبة للمدخل يفضل أن يكون باللون الأحمر؛ لأنه يمنح المكان شيئاً من الحيوية، مع إمكانية تطعيمه ببعض اللمسات الزرقاء التي تعكس وجود علاقات متينة بين أفراد الأسرة. أما غرفة الجلوس، فيمكن أن تكون باللونين الأزرق والبيج، فهي غرفة الالتقاء وتبادل فيها السلام والتعارف والتواصل وغرفة المودة. أما الممرات فيفضل أن تكون باللون البيج الذي يمنح المكان شعوراً بالراحة والرغبة في اختراق هذا الممر بهدوء إلى مرافق أخرى في المنزل. وينصح لغرفة النوم أن تكون بالألوان التي تعيد للنفس هدوءها وراحتها، من خلال انتقاء اللون الأبيض المطعم ببعض المساحات الزرقاء أوالخضراء، في حين أن البرتقالي يناسب غرف الأولاد، أما للبنات فتكون مطعمة ببعض المساحات الوردية التي تتناول شخصية البنت الرقيقة الناعمة”. ويضيف الشميري: “في غرفة النوم الرئيسة، فإن التوشيحات الذهبية والسوداء الخفيفة كخطوط على الأبواب والجوارير ستعطي الغرفة مزيداً من البهجة وبالنسبة لغطاء لسرير والوسائد أو الكنب التي يمكن أن توضع في مساحة من غرفة النوم، فيفضل أن تكون بلون فاتح والابتعاد عن الألوان الفسفورية والصارخة، وهذا أيضاً ينطبق على الستائر التي يجب أن تنسدل بنعومة وبألوان هادئة تتماشى مع اللون الأبيض، ويفضل الألوان الباردة كالأخضر والأزرق. ولا يستخدم الأسود للحجرة بالكامل أبداً ولكن يجب أن يتخلل الألوان الأخرى بشكل مناسب ليكسر حدتها، وهو مناسب للحجرات التي تتسم بالطابع الحديث على أن تكون مساحاتها مفتوحة ومتسعة وأثاثها متوافق مع هذا الطابع”. وتنقسم الألوان المفضلة لغرفة النوم إلى مرحلتين، وفق الشميري، الأولى للعرسان الجدد، وفي هذه الحالة تعتمد الغرفة أو المفضل فيها اللون الأحمر. أما الثانية، فهي لما بعد الزواج بفترة، وهنا يحتاج الزوجان إلى أن يخلدا إلى مكان للراحة والهدوء، بعد يوم من الجهد والعناء، فينصح باللون الأخضر الفاتح أو الأزرق الفاتح وهكذا. الأبيض للمطابخ والمشمشي لغرف الطعام بالنسبة لألوان المطبخ، يقول طارق الشميري خبير “الإتيكيت”: “نظراً لوجود عدد من الأجهزة الكهربائية التي يعتمد فيها اللون الأبيض في كثير من التصاميم أو لون الكروم، الاستانستيل، وهما لونان يمكن أن يتماشى معهما مختلف الألوان، ولكن دائماً ما نعود إلى نبع الصفاء والنقاء وهو الأبيض، الذي يمدنا بالراحة والإحساس بالنظافة المطلقة التي من الضروري أن يتحلى بها المطبخ، وهذا اللون الذي سرعان ما ينعكس على نفسية المرأة التي تمضى وقتاً طويلاً بين جدران المطبخ”. وفي غرفة الطعام، يقول: “يفضل أن يكون اللون المشمشي؛ لأنه يسهم في فتح الشهية والإقبال على الطعام بشكل جيد، في حين يمكن أن نطغى على هذا الإحساس بأن يكون اللون باهتاً. كما يمكن اختيار الألوان وفق الموسم أو حتى المناسبات التي تمر علينا، ولخلق بيئة معينة تتماشى مع نوع المناسبة، فللحظات الرومانسية فيفضل أن تكون ألوان السهرة بلون هادئ مع إدخال لون واحد فوشي قوي كالأحمر أو الزهري، ليعطي نوعاً من الرومانسية، بالإضافة إلى تزيين أطراف المكان ببعض الشموع، أما للصباح فتكون ألوان بهرجة كالأصفر الأبيض البرتقالي الأزرق الفاتح البيج، الألوان المشعة الفاتحة للدلالة على الصباح، ونزين الطاولات بالزهور الطبيعية”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©