علي العمودي:
أبدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري عن استعداد بلادها للمشاركة في قوات دولية قد ترسل إلى لبنان للمشاركة في تعزيز الأمن والاستقرار في هذا البلد، وقالت ان حريق لبنان قد يشعل المنطقة بأسرها إذا لم يتم تطويقه· وقالت ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك كان صاحب الاقتراح بتشكيل قوة دولية وذلك خلال قمة الدول الثماني الصناعية في سان بطرسبرج مؤخرا ، وأعربت عن اعتقادها بأنه سيقرر مشاركة فرنسا في هذه القوة·
وشددت على ان القوة لامعنى لها اذا لم يرافقها اتفاق يحدد الإطار المناسب لدورها والمهام المسندة اليها والوسائل التي ستعطي لها لتنفيذ مهامها اضافة الى الوصول الى اتفاق يضمن استمرار الأمن والهدوء في المنطقة·
وتحاشت المسؤولة الفرنسية التي كانت تتحدث في مؤتمر صحفي بعد ظهر أمس بقصر الإمارات في أبوظبي التعليق مباشرة على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس بأن ما يجري حاليا في لبنان حول ألم المخاض لشرق أوسط يولد من جديد· الا انها أكدت على ما أسمته الدور السياسي والتاريخي لفرنسا في قضايا الشرق الأوسط ولبنان على وجه الخصوص·
وانتقدت وزيرة الدفاع الفرنسية ماذكرته رايس بأن الأزمة الراهنة ستكون البداية لايجاد شرق أوسط جديد·وقالت ''اننا نسمع الاميركان يقولون منذ زمن مصطلحات قديم وجديد''·وأكدت اليوماري ان الامور لاتتم بهذا الشكل·
وأضافت ان زيارة رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الى بيروت باعتباره أول مسؤول غربي يقوم بزيارتها تحت القصف انما كان رسالة على التزام فرنسا للقيام بدورها في هذه الازمة·
وقالت ان استمرار المعارك يعني مزيدا من الضحايا من المدنيين وتدمير البنى التحتية وارتفاع عدد القتلى من الجانبين الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان العودة لاستئناف عملية السلام الهشة في المنطقة·
وحول الآمال المعقودة على مؤتمر روما الاربعاء المقبل قالت انه لايمكن عزل الأزمة الراهنة عن سياقها الاوسع في المنطقة ولكنه يتعين أولا البحث عن حل سريع للمشكلة الحالية·
وأشارت للتباين بين الموقفين الفرنسي والأميركي في التحرك لإيجاد حل للازمة الراهنة·
وأكدت أهمية إيجاد حلول بسرعة نظرا لوجود خطورة في استئناف المعارك إذا لم يترافق وقف القتال مع حل سياسي·
مشددة في هذا الصدد على ان أي حل سياسي يجب ان يترافق مع قوة دولية قادرة على الانتشار وضمان الهدوء في المنطقة·
وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ان فرنسا ستبدأ اعتبارا من اليوم لأحد عمليات إجلاء للرعايا الفرنسيين والأوروبيين والاجانب في لبنان إلى قبرص·
مشيرة الى ان سفينتين ستصلان الى المنطقة قادرتان على حمل سبعة آلاف شخص ومستشفى مكون من ''''200 سرير لمعالجة المصابين· وأكدت انها ستتواجد في قبرص للإشراف شخصيا على هذه المهمة·
وكانت معالي ميشيل اليوماري وزيرة الدفاع الفرنسية قد استهلت مؤتمرها الصحفي بالإشارة إلى أهمية الزيارة التي قامت بها الى الدولة والمباحثات التي أجرتها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة·
وقالت إنها تعتز بزيارتها الرابعة الى الدولة والتي تجيء بعد يوم من الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ومباحثاته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك والتي تعبر عن العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين والصداقة والثقة المتبادلة بين دولة الإمارات وفرنسا· مؤكدة ان البلدين لديهما نظرة مشتركة تجاه المشاكل والأحداث المؤلمة التي تعانيها عدة مناطق في العالم ومن بينها الأزمات العسكرية· وأضافت أن البحث تركز خلال مباحثاتها في الدولة حول تعزيز العلاقات بين الإمارات وفرنسا وتكثيف فرص التعاون بينهما على الصعيدين السياسي والعسكري· ولفتت وزيرة الدفاع الفرنسية إلى أن البحث تناول أيضا المشاكل الراهنة وفي مقدمتها الوضع في الشرق الاوسط وأفغانستان والتطورات الراهنة في أفريقيا، وقالت إن المواقف كانت متطابقة حول مجمل هذه القضايا·
عدد اليوم
