الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«عزام» خامس العالم في ختام سباق «فولفو للمحيطات»

«عزام» خامس العالم في ختام سباق «فولفو للمحيطات»
9 يوليو 2012
قام كارل فيليب أمير السويد بتتويج فريق جروباما الفرنسي بكأس المركز الأول لسباق فولفو للمحيطات 2011/ 2012 بعد ماراثون طويل استغرق 39 ألف ميل بحري في 9 جولات وذلك في احتفالية رائعة مساء أمس الأول في جالواي بأيرلندا في ختام سباق فولفو للمحيطات، وسوف تقام النسخة المقبلة من هذا السباق الأسطوري في 2014 وستكون أولى المحطات في إسبانيا. وقد انتهى موسم سباق فولفو المحيطات لهذا العام، ولكن الحلم الإماراتي لم ينته بعد، في البحث عن كيفية تطور هذه الرياضة في بلادنا بعد أن وجدت الإمارات ممثلة في اليخت «عزام» الذي كان حديث العالم، خاصة أن فريق أبوظبي للمحيطات هو الفريق العربي الوحيد الموجود بين الفرق الستة في هذا السباق الأسطوري حول العالم، وكان على متن هذا اليخت، الإماراتي عادل خالد ومعه بطي المهيري وهما من المواهب العالمية التي ينتظرها مستقبل كبير في عالم سباقات البحار والمحيطات بعد التجربة الفريدة التي خاضاها في النسخة الأخيرة وهما العربيان الوحيدان ضمن كوكبة من نجوم العالم. واليخت الإماراتي والممثل لفريق أبوظبي للمحيطات أنهى الموسم بعد 9 جولات في المركز الخامس بنهاية الجولة الأخيرة، ومن يتابع فعاليات هذا الحدث الأسطوري يتأكد بالفعل من مدى الجهد الكبير والاسم المتميز الذي أصبح يحمله اليخت «عزام» وفرق أبوظبي للمحيطات الذي قدم بالفعل نموذجا عربيا متميزا من كافة النواحي في وجود وإثراء الثقافة والموروث العربي الأصيل من خلال ما تقوم به هيئة أبوظبي للسياحة برعايتها لليخت عزام، وما تقوم به الهيئة كذلك من فعاليات مصاحبة للحدث العالمي الكبير تظهر من خلاله الوجه الجميل للتراث الإماراتي ومدى انجذاب الأجانب نحوه من خلال الخيمة المتميزة التي تقيمها الهيئة في مثل هذه المناسبات. وقد نجح الفريق الفرنسي «جروباما» في احتلال صدارة الجولات والسباق بشكل عام تلاه فريق كامبر النيوزيلاندي في الوصافة وحل في المركز الثالث فريق بوما الأميركي ثم تليفونيكا الإسباني ثم أبوظبي وفي المركز السادس فريق سانيا الصيني . الأجواء الاحتفالية كانت رائعة في جالواي حيث شاهد السباق الختامي ما يقرب من 10 آلاف متفرج في القرية التي أعدت خصيصا لهذه الجولة الختامية والتي تكدست بالجماهير من كافة بلدان العالم منذ الساعات الأولى من الصباح وظلت حتى المساء لتحتفل بالفرق الفائزة وكافة المشاركين في المساء، وسط سقوط الأمطار والأجواء الاحتفالية الرائعة خاصة أن اليوم الختامي تزامن مع الإجازة الأسبوعية في أوروبا، مما جعلنا نشاهد الكثير من الجنسيات الأوروبية حضرت من مناطق متفرقة من القارة العجوز لمشاهدة نجوم أقوى السباقات العالمية مغامرة في البحار والمحيطات حول الكرة الأرضية. السباق الأخير بشكل عام كان من السباقات الداخلية وتمثلت صعوبته في أن أي نسبة أخطاء تحسب وهو ما حدث لفريق أبوظبي حيث كانت انطلاقة «عزام» جيدة محتلا المركز الثالث، ولكن حدث خطأ في اتجاه الهواء، وتم احتساب “بنالتي” على عزام نتيجة هذا الخطأ مما جعل فريقنا يتراجع في هذا السباق، ولكن بشكل عام من محصلة السباقات الـ9 احتل فريقنا المركز 5 من بين 6. وكان عادل خالد حديث الكثيرين في الجولة الختامية بأيرلندا، خاصة أنه حرص على الوجود في الحفل الختامي بالزي الإماراتي وتم تكريمه مع الفريق بشكل خاص على المسرح الكبير الذي أعد خصيصاً لتكريم الوفود المشاركة كونه العربي الوحيد المشارك في هذا السباق الأسطوري. يقول عادل:”في البداية لابد أن نشكر هيئة أبوظبي للسياحة وطيران الإمارات على ما يقدمانه لهذا الفريق العالمي المتميز، حيث أصبح اسم فريق أبوظبي للمحيطات يتردد في كل أرجاء العالم، وأعتقد أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من التركيز لتحقيق الحلم الذي أسعى إليه والمتمثل في تكوين فريق إماراتي خالص في سباق «فولفو للمحيطات»، وأن قيادة اليخت عزام من الممكن أن تكون إماراتية من خلال طاقم بحري كامل وهذه الخطوة تتطلب التركيز والعمل المستمر”. وعن السباق، يقول: “بذلنا جهدا غير عادي، حتى نصل إلى هذه المحطة، التي دوما ما حلمنا بالرسو على شاطئها، وواجهنا مع الطاقم العديد من الصعوبات، على مدار الأشهر التي قطعها عزام، في مياه المحيطات من إسبانيا إلى أبوظبي ووصولا إلى جالواي في أيرلندا، وهناك بعض المواقف التي تعرضنا فيها لخطورة كبيرة لولا الخبرات الكبيرة التي يتمتع بها الطاقم الذي يقود اليخت برئاسة الإنجليزي إيان والكر ربان اليخت، وعشنا فترات صعبة في ظل المرور ببلدان، أجواؤها البحرية صعبة، وقوة الرياح فيها، لا تساعد على الإبحار تماما، فضلا عن الارتفاع الكبير للأمواج، الأمر الذي دعانا إلى أخذ كافة الاحتياطات عند المرور”. أضاف: “أجبرتنا الظروف أيضا وعامل الزمن، على عدم الانتظار والمضي قدما في الرحلة، وكان علينا أخذ المخاطرة، بمواصلة المشوار، من أجل ضمان مركز متقدم في السباق، وفي هذه اللحظات تعرضنا لاهتزازات عدة في قلب المحيط، ولولا الصبر والعزيمة التي تحلى بها الطاقم بشكل عام، لما استطعنا، الوصول إلى جالواي”. وتابع عادل، قائلاً: “لا يمكن لأحد أن يتصور مدى المتعة الخاصة بهذا السباق، والاختلاف التام بينه وبين أي حدث بحري آخر، وإثارة تحدي فولفو للمحيطات مستمرة ليل نهار على متن يخت في محيط ليس له نهاية، ولا يمكن على الإطلاق مقارنة قوة السباق بآخر، فالإبحار في محيط ليس له شبيه ولا يمكن أن يقارن بالخليج أو البحر”. وأكد عادل خالد أن قصة اختياره ليكون ضمن الطاقم البحري لليخت عزام، لم تكن وليدة الصدفة، فقد جاءت بعد خطوات عديدة، وتقدم لها العديد من الأشخاص تمت تصفيتهم إلى خمسة فقط وفي النهاية وقع عليه الاختيار، مع بطي المهيري لكي يكونا ضمن الطاقم، وهو الشيء الذي أسعده كثيرا، كونه حقق أمنية كانت تراوده منذ فترة طويلة. أضاف:”سبق أن خضت العديد من التجارب في سباقات «الشراعية»، وإنني أحمل لقب العديد من البطولات المحلية والخليجية والعربية، وشاركت في دورة الألعاب الأولمبية في الصين عام 2008، ولكن وجودي في سباق فولفو للمحيطات، أمر يختلف تماما عن بقية المنافسات والألقاب الأخرى، ويكفي أن يعرف الجميع أن وزن الشراع الخاص باليخت يصل في أوقات كثيرة إلى عشرة أطنان، كما أن التعامل مع اليخت بشكل عام أمر غاية في الصعوبة”. وأكد عضو الطاقم البحري لليخت عزام، أنه لم يكن يتخيل على الإطلاق ما شاهده خلال الرحلة من مصاعب ومواقف تعرضت خلالها حياة الطاقم للخطر، منوهاً إلى أن أصعب الأوقات كانت ساعات الليل التي تمر على اليخت في عرض المحيط، فالظلام دامس بشكل لا يتخيله أحد، وللدرجة التي لا يمكن لك أن ترى زميلك الذي يجلس بجوارك بقليل، وهو الأمر الذي يجعلك دائم الحذر في التعامل. واختتم عادل خالد تصريحاته، قائلاً:”رغم الظروف التي تعرضنا لها منذ البداية، وتعرض اليخت للكسر، الأمر الذي أفقدنا المنافسة في البداية، فإن طموحاتنا كانت كبيرة ونجحنا في فترات كثيرة من السباق”.
المصدر: جالواي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©