الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن شريف يستعد لعرض أعماله في أبوظبي ونيويورك وباريس

حسن شريف يستعد لعرض أعماله في أبوظبي ونيويورك وباريس
12 يوليو 2013 00:08
جهاد هديب (الاتحاد)- يُفتتح في برودواي، شارع الفنون الحديثة، في مدينة نيويورك الأميركية مطلع الشهر الأول من العام المقبل معرض شخصي، للفنان حسن شريف، وهو المعرض الثاني الذي تستضيفه فيها المدينة، حيث كان المعرض الأول في فبراير من العام الماضي في صالة عرض “ألكسندر غراي”. كشف عن ذلك عبد الرحيم شريف، مدير أعمال الفنان حسن شريف، أن ذلك المعرض “سيليه آخر في فرنسا حيث لا تزال هناك مباحثات تجري بصدد تحديد موعد نهائي له، بالإضافة إلى معرض آخر في أبو ظبي، سوف يتم عرض تفاصيله لاحقاً، لكن تأكد أنه سيكون مطلع نوفمبر المقبل”. وعن مدى عالمية الفنان الإماراتي حسن شريف وتجربته الفريدة واقترابها بفن ما بعد الحداثة يقول عبد الرحيم شريف “الآن من الممكن النظر إلى حسن شريف لا بوصفه فنانا ينتج لوحة مسندية فحسب بل هو منتج أعمال فنية بالمعنى الراهن لكلمة فنان في الفضاء العالمي للفن بمجمله، ما يعني أن اللوحة هي جزء من صنيعه الفني لكنها لا تختزل وحدها هذا الصنيع”، وفي ما يتصل بالحداثة وما بعدها في فنه أضاف عبد الرحيم شريف “لقد تأثر حسن شريف بفنانين عالميين عندما كان في بريطانيا، وكتب هو حول ذلك التأثر بالحداثة وما بعدها فأنجز في هذا السياق عددا من الكتب”. واستطرد في مسألة الحداثة وما بعدها بالقول “غير أن هذا القابل في المفاهيم بين الحداثة وما بعدها قد تجاوزها العصر الذي يتسم بالتطور الهائل بالتقنيات والسرعة الفائقة في سيرورة الحياة، بحيث فرضت منطقا خاصا في الفن عموما، نرى من خلاله تجاورا فنيا في الأشكال والمضامين، فما بعد الحداثة، التي لم يتم استيعابها جيدا عربيا هي الآن يعتريها اللُبس”. أما عن “عالمية” المنجز الفني لحسن شريف فأكد أن “اختلاف حسن شريف عن سواه من الفنانين في التفكير في العمل الفني، بالإضافة إلى ثقافته الشخصية هي التي أوصلته إلى أن يصبح فنانا معروفا على نطاق واسع عالميا، فقد حقق حضورا في العديد من مراكز الفنون التشكيلية العالمية مثل أوروبا كلها والولايات المتحدة الأميركية، وتحديدا نيويورك. بالإضافة إلى المراكز الفنية الأبرز في شرق آسيا مثل سنغافورة وهونغ كونغ وسواهما، حيث تُقتنى أعمال لحسن شريف في أغلب هذه المدن والبلدان”. وعن المشاغل الفنية التي ينهمك فيها الفنان حسن شريف في اللحظة الراهنة وطبيعة هذه المشاغل أوضح عبد الرحيم شريف “دائما لديه مشاغل في أكثر من عمل في الوقت نفسه، وهذا يفسر جانبا من عزلته وابتعاده عن الأضواء عادة، إلى حدّ أن من الصعب توصيف ما الذي ينشغل به حسن شريف في هذه اللحظة أو حتى قبلها بقليل، إذ من أين تبدأ الحديث عن رجل ينجز مقارباته الفنية لمشاعره وأفكاره ورؤاه في خمسة أو ستة أعمال في وقت واحد؟”. وهذا ما قاد الحديث مع “الاتحاد” باتجاه الساحة التشكيلية المحلية، فاستطرد عبد الرحيم شريف بالقول “إن واحدا من الأسباب المهمة التي تجعل حسن شريف يسعى دائما إلى أن يكون له نشاط على المستوى الفني هو ذلك الاهتمام الذي بات يبديه جمهور الفن المحلي تجاه أعماله، فثمة فارق شاسع بين ما كانت عليها الحال منذ النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي واليوم، حيث كان أثر الأعمال الفنية والفكرية والثقافية لعمل حسن شريف تقتصر على الساحة الفنية فقط، وذلك باعتراف الفنانين أنفسهم، حيث لا مجال، على ما أعتقد، للاجتهاد في هذا الأمر لأن بصمات دأبه الفني موجودة في كل مكان”. أما عن أثر أعمال حسن شريف وطروحاته حول الفن وجوهره ودوره الاجتماعي في الفنانين الإماراتيين الشباب، قال عبد الرحيم شريف “عندما عاد حسن شريف من لندن لم يكن هناك وعي حقيقي بما يفعله الفنان، ولم تكن هناك فكرة عن الاتجاهات الأكثر حداثة في الفنون على المستوى العالمي إجمالا، وهذا أمر طبيعي آنذاك”. واستطرد “بالنظر إلى ما أنجزه حسن شريف منذ ذلك الوقت حتى اليوم فإننا لا نستطيع أن نضعه في زاوية ما لنقول بأن كل هذه الحداثة في الفن التشكيلي الإماراتي قد صنعها حسن شريف، ففي هذا ظلم للآخرين، فلقد وضع حسن شريف مع فنانين آخرين أسس جديدة للفن نهضت عليها حركة التشكيل في الإمارات مهّدت طريقا أمام أجيال لاحقة، وبالطبع لم يكن هذا ليحدث لو لم يصمد حسن شريف وأقرانه بدافع من موقفهم المعرفي والفني، فقدموا فعلا ومنجزا فنيا تراكميا، أدّى إلى ظهور هؤلاء الفنانين الشباب واستمرارهم في مناخ فني يتقبلهم ويتقبل صنيعهم وأفكارهم بخروجها عن المألوف، فيتم تفهمها واستيعابها. لذلك من الطبيعي أن يحدث في المستقبل أن يأتي فنانو آخرون فيؤسسون لاتجاهات أخرى مختلفة في الفن، حيث تبدأ دورة حياة فنية جديدة. هذا هو منطق الحياة، وسعي البشر والأفراد إلى التميّز والبقاء عبر الفن”. ويقول عبد الرحيم شريف “على الرغم من أن التجربة الفنية لحسن شريف ترقى إلى السبعينات من القرن الماضي، وعلى الرغم من هذا الحضور الفني المثير للجدل لحسن شريف عبر أعماله الفنية مثلما عبر أفكاره حول الفن، فإن أول معرض فني له في الإمارات تأخر حتى عام 2011 عندما أقامت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة معرضه “تجارب وأشياء 1979 – 2011” في قاعة حي قصر الحصن الثقافي بأبوظبي، حيث أشرف على تنظيمه وتقييمه وإخراجه إلى الجمهور الفنان التشكيلي الإماراتي محمد كاظم، والأكاديمية الفرنسية كاثرين ديفيد أستاذة اللسانيات وتاريخ الفن في جامعة السوربون واللوفر في باريس، بوصفهما قيمين عالميين على المعارض الفنية. وترافق ذلك المعرض بإصدار كتاب حول تجربة حسن شريف بمراحلها المتعاقبة، وقد كتبت فيه كاثرين ديفيد “إننا نعرض مجموعة مختارة من أعمال الفنان التجريبية من إبداعات ورقية وقطع مُشَكَّلة منذ أواخر السبعينات وحتى اليوم. وأنا حريصة على إبراز البُعد التجريبي في أعماله، لأنني أريد تبديد بعض الأفكار المغلوطة والمُسَلَّمات التي تَرُوج حول نوعية الإنتاج الفني في هذه المنطقة. إن عرض أعمال فنية تمتد على مدار ثلاثين عاماً يسمح للجمهور بمتابعة التطوُّرات والتحوُّلات”. ويَرِد في ذلك الكتاب على لسان الفنان حسن شريف قوله “لا أحب أن أوصف بأنني الأول، أنا فنان وأعمالي تُعبِّر عن تفاعلي مع المجتمع ومع الحياة اليومية، فتعكس طريقة سير الناس ورؤيتهم للأشياء وشغفهم بالحياة ورُدود أفعالهم. أنا مُشاهد. أعمالي آنية وتُعنى بالحاضر، أي بـ «الآن». أُصنِّف نفسي فناناً «واقعياً»، ولهذا السبب أُعجب وأستمتع بأعمال فنانين أمثال جوستاف كوربي. أحتفي بجميع أشكال الفنون، فهي كلها مهمة وذات صلة بالواقع. وما يهمُّني وأحرص بشكل خاص عليه هو توضيح السياق التاريخي للفن المعاصر، فهو فنِّي الذاتي وتعبير عن رؤيتي وفهمي الشخصي للأمور. وبموازاة ذلك، هناك السياق التاريخي للقرن العشرين، فأنا أرى أنني أنتمي إلى القرنين العشرين والحادي والعشرين معاً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©