الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رؤية أولمرت: دولة حماس في غزة و فتح في الضفة

23 يوليو 2006 02:10
الاتحاد - خاص: الأضواء، حتى ولو كانت الأضواء الحمراء، تتمحور حول فلسطينيي الداخل· مَن يصغي إلى فلسطينيي الشتات؟ خائفون من الاحتمالات الدراماتيكية لتطور الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة· معلومات تصلهم عن مداولات بين قيادات فلسطينية، بعيدة عن الأصابع الساخنة، من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط تكون مهمتها الإنقاذ، وقطع الطريق على الكارثة·· هذا فيما يعتقد البعض أن سقوط حكومة ''إسماعيل هنية'' يعني أن ''أسامة بن لادن'' سيضع يده على قطاع غزة· مبالغة؟ المعلّق الإسرائيلي ''يوئيل ماركوس'' يحذر من ذلك أيضاً·· ''الاتحاد'' تقدم قراءة لرؤية فلسطينيي الشتات: علامات النكبة الكبرى ما هي المسافة بين مخيم الرشيدية في جنوب لبنان والجليل؟ هنا وهناك ما هو أشد حساسية من الاتصالات الإلكترونية: دقات القلب·· اللاجئون في سائر المخيمات اللبنانية خائفون، تأتيهم المعلومات والتعليمات من داخل الأراضي الفلسطينية· كل شيء يوحي بأن تطورات دراماتيكية ستحدث هناك· الساحة مهيأة تماماً لمواجهة حتى بالسلاح الأبيض· هذه ليست بالمبالغة، الخلافات حادة، السلاح في كل يد، الأزمة المعيشية والاقتصادية تزداد حدة، الجوع يدق الأبواب، الدم أيضاً· يقول لنا عجوز في مخيم الرشيدية: ''هذه هي علامات النكبة الأخرى، ربما الأقسى، الفلسطينيون في مواجهة بعضهم البعض· لم يحدث مثل هذا في وقت من الأوقات''· العجوز يتوقع ''الأسوأ الأسوأ الأسوأ''، مع انعدام الضوابط وحتى المعايير السياسية التي كانت تحكم العلاقات بين الفصائل في أكثر الأوقات دقة وتعقيداً· حكومة تكنوقراط لكن معلومات وردت إلى قياديين في مخيم عين الحلوة تقول إن هناك شخصيات فلسطينية محايدة تتدارس الآن هذا الاقتراح: تجميد عمل المجلس التشريعي (أو عدم تجميده) إذا ما حدث خلاف حول هذه النقطة، استقالة حكومة ''إسماعيل هنية''، وتشكيل حكومة تكنوقراط من وجوه فلسطينية بارزة ومؤثرة، ولا علاقة سياسية مباشرة لها إن بحركة ''حماس'' أو بحركة ''فتح''· هذه الحكومة تكون للإنقاذ، لأن الوضع الراهن إذ يتآكل على نحو دراماتيكي، فإنه يزيد في حدة الاحتقان، وإلى الحد الذي ينذر بالشر المستطير· لا مجال لإغفال حال المواجهة بين الحركتين، الانقسام، بل الانشطار، بل الصراع، دخل إلى كل بيت فلسطيني تقريباً، لا ريب أن الاستخبارات الإسرائيلية تحرك خيوطها، ولا ريب أن هناك عقلاء كثيرين على الساحة الفلسطينية، وسواء داخل هذه الحركة أو تلك· هؤلاء يقولون ''لن ندع الإسرائيليين يمشون فوق جثثنا''، ولكن هل يكفي الوعي بأبعاد الكارثة لصدها؟ ثمة تعليقات إسرائيلية واضحة حول ''الحرب الحتمية'' داخل الصف الفلسطيني حتى أن هناك قيادات داخل حركة ''فتح'' تدعو إلى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الوضع الفلسطيني· هناك جمر كثير تحت الرماد، وحتى عندما افتتح مكتب تمثيلي لمنظمة التحرير في بيروت برئاسة ''عباس زكي''، كان على ممثل حركة ''حماس'' في لبنان ''أسامة حمدان'' أن يقول ''هذا المكتب لا يمثلنا''· الشيزوفرانيا·· جدل حول سلطة منظمة التحرير داخل السلطة جدل جعل الازدواجية، لا بل أن تعبير ''الشيزوفرانيا'' استخدمته ''يديعوت أحرونوت'' في كلامها عن المأزق الفلسطيني· يسمعون في المخيمات الكلام الأميركي حول سقوط حكومة ''حماس'' خلال ثلاثة أشهر· أحدهم يعلق: ''إذا حدث هذا فإن ''أسامة بن لادن''، زعيم تنظيم ''القاعدة''، سيضع يده على قطاع غزة''· سقوط مثل هذه الحكومة تحت الضغط الأميركي، أو الإسرائيلي، وهي حكومة منبثقة عن انتخابات شفافة، وإن مع وجود ظروف تعمل آنياً لهذا الطرف أو ذاك، يعني الذهاب أبعد في اتجاه التطرف''، حتى المعلق الإسرائيلي ''يوئيل ماركوس'' يتوقع هذا، ولذلك ينصح بالعقلانية وبالحد من السياسة الصدامية حيال الفلسطينيين· يستخدم تعبير ''كفى جراحاً···'' حتى الآن، الجراح مفتوحة على مصاريعها·· أين اللوبي الفلسطيني؟ إن ثمة من يسأل: ''أين اللوبي الفلسطيني في العالم؟''· النخبة الفلسطينية ضخمة ومؤثرة، الانشقاق يصل إلى الجاليات الفلسطينية في كل مكان، ولكن هناك مَن بدأ العمل من أجل حملة تحمي ما تبقى من فلسطين ومَن تبقى من الفلسطينيين، خصوصاً مع وضوح السيناريو الإسرائيلي· إذا كانت ''رؤية'' (أو رؤيا) الرئيس ''جورج دبليو بوش'' تقول بدولتين متجاورتين، إحداهما إسرائيلية والأخرى فلسطينية، فإن رؤية (أو رؤيا) ''ايهود أولمرت'' تقول بدولتين فلسطينيتين، إحداهما في قطاع غزة وتحكمها حركة ''حماس'' والأخرى في الضفة الغربية وتحكمها حركة ''فتح''· هذا ليس مجرد تصور، صاحب الفكرة هو ''دوف فايسجلاس'' الذي كان يشغل منصب مدير مكتب ''أرييل شارون''، والآن هو من كبار مستشاري رئيس الوزراء الحالي· الفكرة لمعت في رأسه، فوضع سيناريو لتحقيقها، ووضع التفاصيل، والتصورات، على طاولة ''شارون'' الذي حدق فيها ملياً· تهللت أساريره، وقال: ''هذا ما يفترض أن نعمل من أجله''· الخبر تسرب إلى مكتب رئيس حزب العمل ''عمير ميرتس''، وهو الآن وزير الدفاع، ومن هذا المكتب انتقل إلى عاصمة عربية ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع تل أبيب، جرى الاتصال بـ ''شارون'''' فنفى ذلك، لكن الفلسطينيين يؤكدون أن جماعة ''خطة الفصل'' أو ''خطة الانطواء'' لا يكتفون بالفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل انهم يسعون للفصل بين الفلسطينيين والفلسطينيين·· المملكتان اليهوديتان والواقع أن قدامى اليهود عاشوا تجربة الدولتين: مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل عقب وفاة الملك ''سليمان'' في العشرينات من القرن العاشر قبل الميلاد، المملكتان ظلتا في حالة مواجهة حتى اندثرتا، هنا القطاع ينفصل عن الضفة بمسافة لا تسمح بالحرب المباشرة، لكن الواضح أن ثمة من يتولى إدارة الخيوط، أحياناً خيوط الدم، من أجل تفجير الحالة الفلسطينية· وفيما يبدو ان ''أولمرت'' مستعد لتنفيذ خطة الانطواء في الضفة، محتفظاً بالكتل الاستيطانية الكبرى، يبدو الرئيس الأميركي ''بوش'' أكثر وعياً بالتداعيات السيكولوجية والسياسية لذلك، فالخطة التي تطبق حالياً يفترض أن تكون شاملة وعلى كل المستويات، مع عدم إعطاء حكومة ''اسماعيل هنية'' أي ورقة إضافية· الضغط يبلغ حدوده القصوى· بين فلسطينيي المخيمات من يعتقد أن الرضوخ، في ظل الإيقاع الذي أخذته السياسة الإسرائيلية منذ توقيع أوسلو في عام ،1993 يعني أن ''ايهود أولمرت'' سيفرض شروطاً قاتلة على الفلسطينيين الذين ستكون لهم دولة من ورق· حكومة ''حماس'' شرعية مئة في المئة، مع أن فلسطينيي الشتات كانوا يأملون في تجاوز كل الإشكالات - والإشكاليات - وإقامة ائتلاف بين حركتي ''فتح'' و ''حماس''، وعلى غرار ما حدث في الدولة العبرية حيث التقت القوتان الضاربتان حزب ''كاديما'' (29 نائباً) وحزب ''العمل'' (19 نائباً) ليشكل قاعدة قوية لائتلاف· يذهب بعض الفلسطينيين إلى ما هو أبعد من ذلك فـ ''أرييل شارون'' قام بتلك الانتفاضة داخل الخريطة السياسية في اسرائيل، وأنشأ حزب ''كاديما'' الذي استقطب وجوهاً بارزة من 6 أحزاب على رأسها ''الليكود'' و ''العمل''· عملية تجديد مثيرة للمشهد السياسي· من جهة أعطى جدية للوضع الضائع والمترهل، ومن جهة أخرى أقام نواة ائتلافية عالية ما دامت تستطيع التفاعل مع الكثير من الأفكار التي هي، بشكل أو بآخر، في حال من الصراع· الحزب يدعى ''كاديما''، أي ''قدماً''، لماذا لا تقوم حركة ''قدماً'' الفلسطينية؟ ''قدماً'' تحتاج إلى مقدام، مغامر، يخترق الوضع السياسي الحالي الذي ينطوي على كل إمكانات المواجهة، لا شيء يوحي الآن بأن إنجازاً من هذا القبيل قابل للتحقيق· أفكار كثيرة قيد التداول في الساحة الفلسطينية الخلفية· حكومة محايدة؟ تجسد الوحدة الوطنية، كما يبدو الأسى في العيون حين يستخدم فلسطينيو المخيمات كلمة ''ولكن''، تتكرر مرات كثيرة، يتكرر الأسى! عن خدمة ''أورينت برس''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©