الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمد أبو شهاب يرصد جماليات المكان في «إطلالة على ماضي الإمارات»

حمد أبو شهاب يرصد جماليات المكان في «إطلالة على ماضي الإمارات»
12 يوليو 2013 00:10
على مدار أيام شهر رمضان المبارك سوف نطل عليكم من خلال هذه الزاوية بعرض مختصر لعدد من الكتب في التراث والأدب والتاريخ وأدب الرحلات لتكون استراحة قصيرة، تروي شيئاً من شغف المعرفة في ساعات هذا الشهر الفضيل. ونتناول اليوم: الكتاب: "إطلالة على ماضي الإمارات" الكاتب: حمد خليفة أبو شهاب عدد الصفحات: 118 من القطع المتوسط سلمان كاصد (أبوظبي)- للغوص بحثاً عن اللؤلؤ قوانين وأعراف، حتى وإن لم تكتب إلا أنها أصبحت ثابتة متعارفاً عليها بفعل اجتماع الناس على صحتها كونها هي التي تحكم بينهم في أمور كثيرة.أصبح الغوص جزءاً من ثقافة حياة الناس الذين استوطنوا هذه الأرض منذ زمن بعيد قبل اتحاد إماراتها السبع. وكانت هناك مواسم للغوص، وهيرات تذهب إليها السفن وأعمال يقوم بها الغاصة، كما كانت هناك حسابات تبدو أنها معقدة، إلا أن ناس ذاك الزمان اكتشفوا بساطتها، وهي التي تحدد العلاقة بين من يشتغل في هذه المهنة. وحدد الإنسان أسماء مواسم الغوص وكيفية توزيع المحصول حسب كل موسم، ومن مواسمها أولاً: موسم الصيف وثانياً: موسم الغوص الكبير «العود» وثالثاً: موسم الردة ولكل موسم قسمة خاصة لمحصول اللؤلؤ بين البحارة والنوخذة والسفينة تختلف عن غيرها. هناك موسم رابع للغوص يدعى «غوص الجبيل وهي تصغير كلمة جبل» وهو موضع يقع بالقرب من “جبل علي” في دبي ويسمون قاصده من السفن «يبّال - جبّال» يبّال وأحبابه على البال ما أكثر حسبته في المداخيل حظّ نقص من أول الفالِ بربوع ونصوف ومهاليل و«ربوع ونصوف ومهاليل» هي من «ربع ونصف وهلله» وهي أجزاء من الربية الهندية، ما عدا الهللة، ويذهب أهل ذاك الزمان قبل اتحاد الإمارات السبع إلى مغاصات منها «عصير في الصومال ودهلك ومصوّع في الحبشة. ورتب الناس أنواع اللؤلؤ حسب أهميته وجماله وحجمه وهي: الجيون، ثم اليكه، ثم القولوا، ثم البدلة، ثم الحشرة، ثم البوكة، ثم الناعمة. وللؤلؤ أوزان خاصة وهي «المثقال» والرتي والآنه والدوكره والمزور» وقد ألفت كتب في أوزان اللؤلؤ منها «الجواهر العالي في حساب وزن اللآلي» للسيد هاشم الهاشمي من دبي وكتاب «كفاية المحتاج» لجمعة بن راشد الحاج من منطقة الخان بإمارة الشارقة، وكتاب ألفه سعيد بن محمد العريض المدفع من الشارقة لم يستطع حمد خليفة أبو شهاب أن يتذكر اسمه كما ورد في كتابه «إطلالة على ماضي الإمارات» الذي نتصفحه هذا اليوم. التجارة والمعرفة وللغوص أعلام وتجار في كل إمارة في ذاك الزمان، أعلام مشهورون هم من وطّد العلاقة بين التجارة والمعرفة، ففتحوا المدارس وأنشأوا نظاماً تعليمياً غير نظامي في أوائل تأسيسه، أنفقوا عليه من أموالهم كونهم كانوا أقرب إلى التوثيق والكتابة واستشعروا أهميتها من خلال تداولاتهم الحسابية المكتوبة، لذا كانوا قد التفتوا إلى ضرورة تعليم الأبناء، بالرغم أن السفن تحتاج إلى الرجال للغوص ولكن فليكن التعليم كما قيل أثناء الردة في مواسم غير مواسم الغوص. ولهذا أنشئت المدارس في أبوظبي وأول مدرسة فيها أنشأها خلف بن عبدالله بن عتيبه 1912- 1927م وكان يقوم بالتدريس فيها الشيخ راشد بن عبد الله المبارك، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم المبارك والشيخ عبد العزيز بن أحمد المبارك، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الله المبارك، وكان هؤلاء المشايخ يقومون إلى جانب التدريس بأمور الوعظ والقضاء بين الناس في حل مشاكلهم، وكان العتيبة يقوم بالإنفاق على المدرسة وهو أحد أكبر تجار الؤلؤ آنذاك يسير في البحر عشرات السفن بحثاً عن الدر الكامن فيها.ومن مدارس دبي مدرسة الأحمدية على اسم «الشيخ أحمد بن دلموك الفلاسي» 1912م وكانت المواد التي تدرس فيها «القرآن الكريم، والحديث الشريف، والفقه، والسيرة النبوية، والرياضيات، والخط العربي، واللغة العربية وعلومها». كتاب «اللؤلؤ البراق في مكارم الأخلاق» وهو كتاب في الإرشاد والتوجيه والتهذيب. ومن مدارس دبي مدرسة السعادة التي أنشأها الشيخ محمد بن عبدالله اليماني المعلم في مدرسة الأحمدية بعد أن ترك الأخيرة، وثالثة المدارس في دبي مدرسة السالمية وأنشأها سالم بن مصبح بن حمودة السويدي، ورابعاً مدرسة الفلاح أسسها الشيخ محمد بن علي زينل «من الحجاز». وفي الشارقة تعددت المدارس منها المدرسة التيمية أنشأها الشيخ علي بن محمد المحمود والمدرسة النابودية وأنشأها عبيد بن عيسى النابودة السويدي، ومدرسة الحيرة أنشأها علي بن عبدالله بن سلطان العويس. ومن مدارس عجمان مدرسة الفتح أسسها الشيخ محمد بن سالم بن خميس السويدي: يا فتح قومي للعلوم وثقفي أبناء شعبك وانثري التعليما ومدرسة الحمرية أنشئت في عجمان عام 1910. أما مدارس رأس الخيمة فهي المدرسة الأولى 1913م وأسسها الشيخ أحمد بن حمد الرجباني في بيته وكان آنذاك قاضياً للإمارة، والمدرسة الثانية أنشأها الشيخ سلطان بن سالم القاسمي الحاكم السابق للإمارة. القضاة والشعراء هذه المدارس خرجت القضاة والشعراء، أما القضاء فقد حازه عدد من رجالات العوائل المعروفة في ذاك الزمان بورعها وحكمتها وسداد رأيها ومن أشهر القضاة الشيخ أحمد بن سلطان المري، والشيخ محمد بن أحمد بن سلطان الكندي المري، والشيخ محمد بن أحمد بن حسن الخزرجي، والشيخ مجرن بن محمد الكندي المري، وفي دبي كان هناك قضاة معروفون وكذلك في الشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة. ونعود أخيراً للشعر لنجد أن شعر ذاك الزمان أغلبه في الغوص، والحب والولع والفراق والشوق، حيث يقول خلفان بن عبدالله بن يعدوه: واحسرتي ضاق الفضا بي يوم أبعدوا بي عن حبيبي في خنّ ساعي م الخشاب سلكٍ ومجراه المغيب يلومني لي ما درى بي أني من الفرقا صويب ومن أوصاف هول البحر: أبحرٍ كايد ومسودٌ غاصتي المحار باتيبه وقال راشد بن ثاني بن عبدالله من عجمان واصفاً فراق أحبابه: هلّت دمعتي يوم بنشل وتلاطمن في ضلوعي حراب يا ليت هذا الطير ما حل ولا ابتليت بودّ الأحباب ولمجتمع البادية والصحراء موطن البدو حكايات في الحب والهجران وهم المرتحلون دائماً حيث ينتجعون منابت القطر ومواطن العشب والكلأ وهذا المجتمع له شعره في كل مناحي الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©