أنور إبراهيم:
الفوز بلقب بطولة الدوري هو حلم يراود أي فريق كروي في أي بلد في العالم، ولكن عندما يتحقق هذا الحلم أو بالأحرى هذا الهدف خمسة مواسم متتالية، فإن البحث عن رقم قياسي غير مسبوق يكون هو الهدف الأسمى والأعلى·· ونادي ليون الفرنسي يسعى بقوة إلى تحقيق ذلك بعد أن نجح في الاحتفاظ باللقب خمسة مواسم متتالية، واللقب السادس يضع ليون على القمة أوروبياً مثلماً وضعه اللقب الخامس على القمة على المستوى الفرنسي المحلي حيث لم يسبق لأي فريق أن فاز بالدوري الفرنسي أكثر من 4 مواسم متتالية (فريق مرسيليا) ·· وفي المقابل لم يحصل أي فريق أوروبي على بطولة الدوري في بلاده أكثر من خمس مرات متتالية ولهذا فإنه لو حدث ونجح ليون في الفوز بدوري فرنسا للمرة السادسة على التوالي ستكون سابقة أوروبية أولى من نوعها·
ورئيس نادي ليون ''جان ميشيل أولا'' ومستشاره برنار لاكومب وأيضاً مديره الفني جيرار هولييه لا يخفون طموحاتهم بالنسبة للموسم الجديد 2006-2007 وهو الموسم الذي يستهدفون فيه لقباً محلياً سادساً (رقم قياسي أوروبي) والوصول إلى أبعد مدى في دوري الأبطال الأوروبي·· ولأن أربعة لاعبين من ليون كانوا ضمن صفوف منتخب فرنسا الذي شارك في مونديال ألمانيا الأخير، فإن الفريق قد حرم من جهودهم خلال فترة الإعداد الأولى قبل بدء الموسم، وهؤلاء اللاعبون هم: ايريك أبيدال الظهير الأيسر، وفلورون مالودا لاعب الوسط المهاجم في الجناح الأيسر، وسيلفان ويلتورد ساعد الهجوم، وجريجوري كوبيه حارس المرمى·
تفاؤل المدرب
ورغم هذا الغياب المؤقت، فإن جيرار هولييه المدير الفني لفريق ليون والذي يبدأ موسمه الثاني فقط مع هذا الفريق، متفائل تماماً بامكانية تحقيق هذا الانجاز الكبير (الفوز بالدوري للموسم السادس على التوالي) وإن كان يعنيه أيضاً الفوز بدوري الأبطال الأوروبي·
وفي حوار له مع صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية، أكد هولييه أن الفوز بلقب سادس هو الهدف الأول لليون هذا الموسم وبرر ذلك بقوله: لن يكون ذلك مجرد فوز فرنسي وانما فوز أوروبي لأن اللقب الخامس كان انجازاً ورقماً قياسياً فرنسيا، أما اللقب السادس فسيكون الأجمل لي ولفريقي أيضاً لأنه سيكون غير مسبوق أوروبياً''·
اللقب الأجمل
وعندما طلبت منه الصحيفة أن يختار بين اللقب السادس للدوري المحلي وبين الفوز بدوري الأبطال الأوروبي، وان يحدد أيهما يحقق له سعادة أكبر قال جيرار هولييه: في الرياضة لا تسير الأمور على هذا النحو فنحن لا نختار·· واعتقادي أن الأجمل هو لقب سادس في الدوري المحلي·
وأضاف: على أية حال الفوز بالدوري المحلي ليس بالسهولة التي يتصورها البعض·· لقد عانينا كثيراً لكي نفوز باللقب الخامس في الموسم الماضي وواجهنا صعوبات اصابة بعض اللاعبين ورغم ذلك نجحنا في الفوز وهذا انجاز·
واعترف هولييه بأن دوري الأبطال الأوروبي يشغل تفكيره أيضاً هذا الموسم على وجه التحديد وعلق قائلاً: لم نكن بعيدين عن الفوز بهذا اللقب في الموسم الماضي، بل قدمنا بشهادة الجميع مباريات على مستوى جيد، وأيضاً أحرزنا تقدماً ملموساً ولهذا فإننا لن نبدأ من الصفر، فالخبرات تتراكم دائماً على مر السنين· واستطرد هولييه يقول: ومع ذلك ينبغي أن يكون الفريق كاملاً متكاملاً وأن ينجح على المستوى التكتيكي وأن يتوافر له الحظ والتوفيق أيضاً من أجل الفوز بهذه البطولة الأوروبية·
مستوى عالمي
وسألته الصحيفة عما ينقص ليون من لاعبين لكي يكون فريقاً كاملاً، قال البعض يقول إنني بحاجة إلى مهاجم ولكن ليس هذا ضرورة ملحة فهناك البرازيلي فريد الذي لم يلعب سوى موسم واحد مع ليون وأمامه فرصة للتقدم أكثر·· ولا أريد أن أحكم على اللاعبين من مباراة واحدة أو اثنتين وانما الحكم على الموسم كله·
وأكد أولييه إن هدفه الوصول باللاعبين الموجودين فعلاً إلى مستوى عالمي مشيراً إلى أن عنده اثنان من هذه النوعية أحدهما هو البرازيلي جونينهو ولكنه أضاف معلقاً: أي فريق كبير يجب أني كون لديه ثلاثة أو أربعة لاعبين من هذه النوعية السوبر، واليوم علينا أن نستهدف ذلك، وقال هولييه إن ليون ينشد الامتياز وعلق قائلاً: أنت لا تفوز بلاعبين يرتفع عندهم الحافز والدافع في مباراة كل مباراتين، وانما تفز بمجموعة ترغب في المزيد من الانتصارات·
منافسة شديدة
وعندما حاولت الصحيفة التقليل من انجازات ليون المحلية ونسبتها إلى ضعف وفشل المنافسين أكثر من هيمنة وسيطرة ليون، كان رد هولييه قاطعاً وحاسماً: لا ·· لا أعتقد ذلك ·· وهذا الموسم أيضاً ينبغي أن نعمل ألف حساب للمنافسين ·· موناكو ضم إلى صفوفه لاعبين جيدين وكذلك باريس سان جرمان، وبوردو كان ثاني الدوري الموسم الماضي وإذا ما عزز صفوفه سيكون منافساً قوياً ·· إذن نحن أمام منافسة شديدة·
وقال أولييه: لقد كنا في حاجة إلى فترة إعداد أطول وليس معقولاً أن يكون نهائي كأس العالم يوم 9 يوليو ونستأنف مسابقة الدوري يوم 9 أغسطس ·· فالإعداد البدني وحده يستمر حتى 29 يوليو وبعدها نكون في حاجة إلى فترة أخرى للعب مباريات ودية والتدريب على تكتيكات وخطط لعب جديدة·
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يخشى أن يكون حارس مرماه الأول جريجوري كويبه (احتياطي بارتيز في المنتخب) محبطاً بعض الشيء نتيجة عدم مشاركته في أي مباراة في المونديال، قال جيرار هولييه: هو يعرف ما أفكر فيه، وأنا لا أشك في حالته المزاجية وروحه القتالية، فليس هناك حراس مرمى كثيرون فازوا بست ألقاب متتالية ·· وأنا أثق فيه ·· ولكي اكسب بطولة ولقبا يجب أن يكون عندي حارس مرمى كبير وعظيم مثل كوبيه·
وعندما سألته الصحيفة عن اللاعب فرانك ريبيري نجم مرسيليا والذي تألق في مونديال ألمانيا، قال هولييه: الكل يعرف أن ريبيري لاعب أحبه وهو يرغب في المجيء إلى ليون، وسنكون سعداء به لو جاء وليس عندي ما أقوله أكثر من ذلك·
القرار لرئيس النادي
وعن هامش المناورة الذي يتمتع به في اجراء مفاوضات مع لاعبين جدد قال هولييه: لقد عززنا الفريق فعلاً بثلاثة لاعبين كيم كالستروم من نادي رين وسبستيان سكلاتشي من موناكو وجيرمي تولالان من نانت، وأنا راض عن ذلك·
وأضاف هولييه قائلاً: انتقالات وضم اللاعبين الجدد تتم بعد التفاوض بين رئيس النادي ''جان ميشيل أولا'' ومستشاره الخاص برنار لاكومب وأنا ·· والقرار النهائي يكون لرئيس النادي وهذا لا يضايقني·
مهاجم سوبر
إلى هنا انتهى حوار جيرار هولييه المدير الفني لفريق ليون، مع صحيفة الايكيب، ولكن الحديث لم ينقطع عن حاجة ليون إلى مهاجم سوبر ·· ولأن رئيس مارسيليا قطع الشك باليقين وأعلن أنه لن يستغني عن فرانك ريبري، فقد اضطر ليون إلى عبور الحدود الفرنسية بحثاً عن غايته المنشودة·
المهاجم السوبر حتى يحتفظ باللقب المحلي لموسم سادس على التوالي·· والسوق المناسبة هي ايطاليا حيث هبطت ثلاثة أندية كبرى إلى الدرجة الثانية (يوفنتوس ولاتسيو وفيورنيتينا) وثلاثتها تضم نخبة من النجوم التي قد لا تستمر مع هذه الأندية في الدرجة الثانية·· والمهاجم السوبر قد يكون واحداً من اثنين: الأول هو ديفيد تريزيجيه هداف يوفينتوس (انهى الموسم الماضي برصيد 23 هدفاً) ،الثاني هو لوكا توني هداف فيورنيتينا والدوري الإيطالي برصيد 31 هدفاً·
وتريزيجيه الذي يقدر سعر انتقاله بعشرة ملايين يورو يتابع التطورات الأخيرة للانتقالات من خلال والده بينما هو يقضي اجازته السنوية·· أما لوكا توني الذي يتمتع بطول فارع وقوة جسمانية ويجيد اللعب بالرأي فإنه يعجب مسؤولي ليون أيضاً ولكن السؤال: هل تسكت جماهير فيورينتينا على مثل هذه الصفقة لو حدثت ولاسيما أن هذه الجماهير تتمسك بقوة بمهاجمها النجم؟
وأياً كان الوضع الذي ستحمله الأيام القادمة، فإن نادي ليون الفرنسي لن يتنازل مطلقاً عن الهدف الأول الذي حدده لنفسه وهو الفوز بالدوري الفرنسي لسادس مرة على التوالي، سواء أضاف المزيد من النجوم إلى صفوفه أو اكتفى بما عنده، انتظاراً لفترة الانتقالات الشتوية في يناير القادم لضم المهاجم السوبر الذي يبحث عنه، إذا ما فشلت محاولاته الجارية لضم تريزيجيه أو لوكاتوني، دعونا ننتظر لنرى·
عدد اليوم
