شركات التكنولوجيا تخطط للاستفادة من تعافي الاقتصاد العالمي

تبدأ الدورة الثلاثون لمعرض جيتكس للتقنية فعالياتها في مركز دبي التجاري العالمي يوم الأحد المقبل وسط اهتمام من الشركات المشاركة في الحدث للاستفادة من تعافي الاقتصاد العالمي بعد عامين من الأزمة المالية العالمية. وعلى الرغم من أن شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كانت الأقل تأثراً بتداعيات الأزمة مقارنة بالقطاعين المالي والعقاري، فإن شركات التقنية تؤكد أنها ستكون في مقدمة القطاعات المستفيدة من التعافي، حيث يتجه الأفراد والشركات إلى زيادة إنفاقهم على التكنولوجيا مع التلاشي التدريجي لضغوطات الأزمة. ويؤكد خبراء وعاملون بالقطاع أن شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كانت لاعباً رئيسياً في قيادة الاقتصاد العالمي نحو التعافي، حيث قدمت هذه الشركات التقنيات والحلول التكنولوجية البديلة التي ساهمت في الحفاظ على تنافسية الشركات رغم اتجاهها لتقليص النفقات خلال الأزمة المالية العالمية. وأشار هؤلاء إلى أن الحلول الافتراضية وأنظمة الحوسبة السحابية وتقنيات المؤتمرات عبر شبكة الإنترنت التي قدمتها شركات التقنية خلال العامين الماضيين، ساعدت الشركات والمؤسسات التجارية على تحقيق أعلى عائد من استثماراتها في مجال التكنولوجيا. ويضيف أسبوع جيتكس عدداً من الفعاليات الجديدة، مثل مؤتمر جيتكس للحوسبة السحابية وعالم جيتكس للمحتوى والتطبيقات وقمة جيتكس للقادة العالميين، ويشارك في الدورة المقبلة كبار شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المنطقة، مثل “اتصالات” و”دو” و”هواوي” و”سامسونج” و”ريد هات” و”ايتيدا” و”بروديا سيستمز” و”أوبي” و”باناسونيك” و”اوركل” و”برازر”. وتنضم نحو 600 شركة جديدة لقائمة المشاركين في معرض جيتكس، أهمها شركات ياهو وجوجل واديماكس وأمازون ونوكيا وفايكون، بحسب تصريحات سابقة لهلال المري الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، كما تشترك في فعاليات المعرض شركات تكنولوجيا أخرى من الدول العربية وأفريقيا وأوروبا. كما تشارك في الدورة المقبلة “بريتش تيليكوم” و”فوجيستو سيمنز” و”ايوميجا” و”جونيبرنتوركس” و”كينجستون” و”سمارت تكنولوجيز” و”سيمانتيك”. واستقطبت الدورة الماضية لمعرض جيتيكس نحو 3000 شركة تقنية من 65 دولة، مقابل نحو 3300 في دورة عام 2008، فيما زادت مساحة العرض بنسبة 10% لتصل إلى 72 ألف متر مربع. ومن المقرر أن يعلن مركز دبي التجاري العالمي اليوم حجم المشاركات في أسبوع جيتكس لهذا العام. الإنفاق على التكنولوجيا ومن جانبه، أكد عمر شهاب، مدير إدارة البرامج بشركة “اي دي سي” المتخصصة في أبحاث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الأزمة المالية العالمية تركزت على القطاعين المالي والعقاري، إلا أن قطاع الاتصالات تضرر بالتبعية جراء اتجاه الشركات والأفراد إلى تقليص حجم إنفاقهم على التكنولوجيا. وقال شهاب: شركات التكنولوجيا ركزت خلال العامين الماضيين على تسويق حلول التطبيقات الحديثة، مثل الحلول الافتراضية والحوسبة السحابية والتي تمثل بديلاً عملياً أقل كلفة لتوفير الاحتياجات التكنولوجية بالشركات والمؤسسات بأقل قدر ممكن من الاستثمارات الجديدة. وأضاف أن شركات التكنولوجيا تتسابق من خلال مشاركتها في المعرض على التأكيد على هذا المضمون من خلال تسويق التكنولوجيا كأحد أهم الأسباب التي قادت الشركات إلى التعافي من خلال تعزيز قدراتها التنافسية في مواجهة تداعيات الأزمة المالية. وتوقع شهاب أن تستمر شركات التكنولوجيا في تسويق المنتجات الإلكترونية والبرامج التي تساعد الشركات على تنفيذ خططها التي تهدف إلى زيادة الفعالية وتقليص النفقات في الوقت نفسه. وتبين دراسات “أي دي سي” أن حجم الإنفاق الخليجي المتوقع على البرامج والتطبيقات المرخصة، سيصل إلى 339 مليون دولار خلال العام الجاري، ويرتفع إلى 600 مليون دولار بحلول 2013. وتوقعت “أي دي سي” أن تسجل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى معدلات نمو يقدر بنحو 13.1% خلال عام 2010 رغم استمرار ضغوطات الأزمة المالية العالمية، مقابل متوسط نسبة نمو للإنفاق العالمي تبلغ نحو 3.2%. الشبكات الاجتماعية وتحظى الشبكات الاجتماعية بأهمية متنامية في الدورة الثلاثين في معرض جيتكس في ظل ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت الذي سيصل إلى أكثر من ربع تعداد سكان العالم وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على الحواسيب المكتبية والحواسيب المحمولة وبقية المنتجات والحلول التقنية المرتبطة بانتشار الشبكة. وقال إيهاب غطاس المدير الإقليمي لشركة هواوي تكنولوجيز إنه «بعد مرور عامين على بداية الأزمة المالية العالمية، فإن قطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط كان الأقل تأثراً لقدرة شركات التقنية على المرونة والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية كافة. وأشار غطاس إلى أن الشركات الاستثمارية زادت من إنفاقها خلال العامين الماضيين على التقنيات الحديثة لعقد المؤتمرات والاجتماعات وتسويق المنتجات وإرسال واستلام المستندات وذلك لتوفير نفقات السفر والانتقال، لافتاً إلى استمرار اتجاه الشركات نحو اعتماد الحلول التقنية رغم ظهور بوادر الانتعاش. وأكد أن التوجه نحو النطاق العريض وتطبيقاته غير المحدودة سيتزايد خلال السنوات القليلة القادمة، مما يضمن استمرار نمو الطلب على الخدمات التكنولوجية، خاصة مع نمو الأجيال الجديدة التي تمتلك أدوات العلم والمعرفة الرقمية كافة. وبلغ عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت مثل “فيس بوك” و”تويتر” وغيرهما نحو 700 مليون مستخدم منتصف العام الجاري في ظل توقعات بأن يرتفع عدد مستخدمي هذه الشبكات إلى نحو 1.25 مليار مستخدم بحلول عام 2013. وقال رانجيت راجان مدير الأبحاث بقسم البرمجيات، لشركة “آي. دي. سي” الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا “إن الاتجاهات الجديدة للإنفاق على تكنولوجيا المعلومات خلال الأزمة المالية زادت من وعي الشركات المحلية بأهمية زيادة الاستثمارات في التكنولوجيا”. جهازان جديدان من «بلاك بيري» دبي (الاتحاد) - قررت شركة “بلاك بيري”، المشاركة في فعاليات جيتكس، عقب موافقة هيئة تنظيم الاتصالات استمرار جميع خدمات “بلاك بيري” في الدولة، والتي كان مقرراً إيقافها يوم أمس. وتعتزم شركة «ريسيرش ان موشن» إطلاق جهازين جديدين من “بلاك بيري” في السوق المحلية من خلال شركائها “اتصالات” و”دو”، وهما “بلاك بيري كيرف” و”توريتش”. وكانت هيئة تنظيم الاتصالات قررت يوم الجمعة الماضي استمرار خدمات “بلاك بيري” في الدولة بعد توصلها إلى حل توافقي مع شركة «ريسيرش ان موشن» الكندية، يضمن توافق الخدمة مع التشريعات والأنظمة المحلية التي تنظم قطاع الاتصالات في الدولة.