الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

عضلات سيدات أميركا تبرز في «القوى» والسباحة

عضلات سيدات أميركا تبرز في «القوى» والسباحة
9 يوليو 2012
لوس انجلوس (ا ف ب) - الأميركيتان ميلدردي ديدريكسون وهيلين ماديسون وجهان انثويان ميزا دورة لوس أنجلوس عام 1932، الأولى في ألعاب القوى والثانية في السباحة. واعتبرت ديدريكسون، وتنادى تحببا “بيبي” أفضل بطلات الساحة والمضمار، اما ماديسون “حبيبة” الجمهور الأميركي فبدا من الصعب أن ينال أحد منها، “بيبي” صبية في سن التاسعة عشرة قادمة من تكساس، تميزت بقوامها الممشوق وساقيها الطويلتين، أحرزت لقب سباق 80 م حواجز وسجلت رقماً عالمياً مقداره 7ر11 ثانية، ونافست الألمانيتين إيلين بروميلر وتيلي فلاشر في رمى الرمح، وتفوقت عليهما في المحاولة الأخيرة برمية عالمية مقدارها 68ر43 م، وتجاوزت ارتفاع 65ر1م في الوثب العالي لكنها اكتفت بالمركز الثاني خلف مواطنتها جين شيلي. كانت أمنية “بيبي” وهدفها الاسمى أن تكون أعظم رياضية، وعلى رغم إيقافها لاحقاً من قبل الاتحاد الأميركي لألعاب القوى بـ “تهمة” استخدام اسمها في إعلان للسيارات، إلا انها احترفت الرياضة وبرعت خصوصاً في المباريات الاستعراضية في البيسبول (انضمت إلى فريق بروكلين روجزر) وكرة السلة والتنس، وتفوقت في الجولف فحصدت ألقاباً عدة، وأسست رابطة اللاعبات المحترفات. وكانت “بيبي” تزوجت عام 1938 من المصارع اليوناني الأصل جورج زاهاريس، ولم تقف إصابتها بالسرطان حجر عثرة أمام طموحاتها، إلى أن قضت نحبها سنة 1956 عن 48 عاماً. لما سئلت “بيبي” يوما عن رياضتها المفضلة، استغربت السؤال لانها تتقن تقريباً كل الاختصاصات، كانت مميزة في ألعاب القوى والملاكمة والجمباز والتنس، وتستطيع تسجيل 100 نقطة في مباراة لكرة السلة، وتمكنها لياقتها من الانخراط في حصة تدريب مع فريق للرجال لكرة القدم الأميركية، تتقن البلياردو وتتميز قاريا في مبارياتها، تبرع في السباحة والفروسية، وتصوب بدقة في البولينج، ولم تترك سباقات الانحدار في التزلج على الثلج تعتب عليها. ولدت “بيبي” في 26 يونيو 1911 في بورت ارثر (تكساس)، وكانت السادسة في عائلة انجبت سبعة أولاد، والدها البحار وجد في مزاولة التدريب البدني والحركات السويدية اولوية يومية، وفي صغرها لم تتسل “بيبي” في العرائس بل في رفع أثقال بدءا من حملها المكواة مرات عدة تباعاً، ما نمى عضلاتها، وساهمت شهرتها الرياضية في حصولها على وظيفة سكرتيرة في شركة تأمين في دالاس، وذلك في مقابل الدفاع عن الوان فريق كرة السلة (دالاس سيكلون) التابع للشركة، فأمنت له الفوز في 3 مباريات. وتقدمت “بيبي” بمفردها للمنافسة في بطولة الفرق لألعاب القوى التي أجرت في ايفنستون (ايلينوي) المؤهلة نتائجها للأولمبياد، فشاركت في 8 مسابقات وفازت في 6 منها، فقد حصدت المركز الأول في الـ 80 م حواجز، ورمي الرمح، ودفع الجلة، والوثب الطويل، وفي تسديد كرة البيسبول (كانت تتخطى رميتها الـ 100م)، وتساوت مع شيلي نفسها في الوثب العالي، وعند جمع نقاط الفرق، كانت حصة “بيبي” بمفردها 30 نقطة، اي أفضل بـ 8 نقاط من فريق جامعة ايلينوي الذي حل ثانيا ويضم 22 متبارية. وقتذاك كانت قوانين الألعاب الأولمبية لا تسمح للسيدات بخوض أكثر من ثلاث مسابقات، علماً ان بيبي تأهلت في خمس وبالتالي كانت قادرة على حصد ميداليات أخرى، قتلت “بيبي” مسابقة رمي الرمح إثر سيطرتها من المحاولة الأولى، وفي الـ 80 م حواجز عادلت رقمها العالمي في نصف النهائي (8ر11ث) ثم عززته في النهائي (7ر11ث)، وفي الوثب العالي سجلت رقماً عالمياً ايضاً، وبعد تعادلها مع مواطنتها شيلي (65ر1م)، وضع الحكام العارضة على ارتفاع 67ر1م فتجاوزتاها. لكنهم اعتبروا ان أسلوب “بيبي” في القفز مخالف للقواعد المعتمدة إذ أن رأسها تخطى العارضة قبل جسدها، فمنحوا المركز الأول لشيلي، ترى الم يلاحظوا ذلك في محاولاتها الأخرى وعلى ارتفاعات أدنى؟ “إنذار” مفيد قبل دورة لوس انجلوس، حطمت السباحة ماديسون 16 رقماً على المسافات من الـ 100 ياردة إلى الميل، وذلك خلال 16 شهراً ونصف الشهر (1930 - 1931)، لكنها دخلت المنافسة الأولمبية وقد تراجع مستواها قليلاً بعدما خسرت سباقاً للـ 50 ياردة أمام مواطنتها ايليونور سافيل (ثالثة الألعاب الأولمبية)، وجاءت الخسارة المفاجئة قبل سباقات التأهيل للألعاب، فانكب مدربها على تحسين انطلاقتها بحيث تحقق مسافة أبعد لدى قفزها إلى الماء، خلال تمهيديات لوس انجلوس، حققت ماديسون (19 سنة) أفضل خامس توقيت فانهالت عليها نصائح الجهاز الفني لتفادي انطلاقة سريعة واعتماد وتيرة تصاعدية في النصف الثاني من السباق. ويوم الحسم، حققت ماديسون المولودة في سياتل، رقما أفضل بثانية من الهولندية دن اودن (14 عاما) إذ سجلت 8 : 06 :1 دقيقة، وليس بعيدا عن رقمها العالمي (6 : 06 : 1 د). ومقارنة مع الدورة السابقة في امستردام قبل 4 أعوام، تحسن الرقم القياسي 4 ثواني (سجلت الأميركية البينا اوزبوفيتش 10 : 11 : 1د)، لكن الأصعب في لوس انجلوس كان سباق الـ 400 م حرة، اذ فازت ماديسون (80ر1م، 5 . 57 كلج)، الملقبة بـ “الظل الطويل” نظراً لطول أطرافها (الذراعان والساقان)، بفارق جزء من الثانية أمام مواطنتها لينور كايت (5 : 28 : 5 د) وحطمتا الرقم العالمي (0 : 31 : 5 د). كما ساهمت في فوز فريق البدل الاميركي 4 مرات 100م (0 : 38 : 4 د)، واحتفالاً بذهبيتها الثالثة شاركت بمسابقة للرقص مع كلارك جايبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©