السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إشادة ملكية ومكافآت فورية للاعبي الأردن

إشادة ملكية ومكافآت فورية للاعبي الأردن
18 يناير 2011 23:07
رفعت آسيا قبعتها احتراماً لـ”نشامى” منتخب الأردن لكرة القدم، وهم يؤكدون جدارتهم، بالحصول على إحدى بطاقات التأهل إلى دور الثمانية من نهائيات كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة، وعلى وقع الانتصار الذي تحقق على حساب المنتخب السوري، هتفت جماهير الكرة الأردنية في العاصمة القطرية الدوحة وفي مختلف المدن الأردنية “العب العب هذا الأردني اللي ما يتعب”، و”النشامى قادمون والى الدور الثاني يتأهلون”. هي حقيقة جسدها لاعبو المنتخب الأردني على أرض الواقع، وسبع نقاط كانت حصيلة الفريق بعد يتعادل مع اليابان 1-1 وفوز على السعودية 1- صفر ثم على سوريا 2-1. “النشامى” أعادوا كتابة تاريخهم الكروي بأحرف من ذهب، ودونوا اسمهم في قائمة “الثمانية الكبار”، وضربوا موعداً مع إنجاز جديد يحلمون في تحقيقه يوم الجمعة المقبل، فالهدف اليوم، هو العبور إلى دور الأربعة على أقل تقدير، وهو طموح مشروع، لفريق جاء من بعيد، من دون تاريخ، ولا إمكانيات لكنه امتلك إرادة التغيير إلى الأفضل، وأراد القول بوضوح “لكل مجتهد نصيب”. وكانت المغامرة الأردنية في النهائيات الآسيوية حلماً جميلاً، راود كل الأردنيين، ثم أصبح الحلم حقيقة، فلم يحزم اللاعبون حقائبهم عائدين إلى عمان بل قالوا “نحن هنا”. لم يقبل المنتخب الأردني أن يكون “ضيف شرف” على مأدبة فرق المجموعة الثانية، ولا “جسراً للعبور” لأي من المنتخبات، بل قال بالحرف الواحد “نحن هنا لنشارك من أجل المنافسة”. وعبر الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبد الله، عن سعادتهما بالنتائج الإيجابية التي حققها المنتخب الأردني في النهائيات، وفي اتصال جلالته مع المدير الفني للمنتخب الأردني عدنان حمد واللاعبين، أثنى جلالته على أداء اللاعبين النشامى، وأكد أنهم رفعوا الرأس عالياً واستحقوا الإشادة من كل الأردنيين، بعد أن أدخلوا الفرحة على قلوبهم، وقدم الملك عبدالله التهنئة للأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني، ونائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأكد أن الأردن ينتظر المزيد من أبنائه الأوفياء. وقامت بعض الجهات ورجال الأعمال بتقديم مكافآت مالية فورية للاعبي المنتخب الأردني نظيره إنجازه الآسيوي، وسلم الجهاز الفني والإداري المكافآت على اللاعبين، في انتظار المكافآت الرسمية التي يتلقاها النشامى بعد عودتهم إلى عمان. ومن جانبه كان الأمير علي بن الحسين الذي حضر المباراتين أمام السعودية وسوريا شاهداً على فوزين مستحقين، وضعا المنتخب الأردني في خانة ضيقة للمنتخبات التي لم تخسر أي مباراة في الدور الأول، وأثنى الأمير على أداء اللاعبين ونقل لهم تحيات الجماهير والأردنيين، وطالبهم ببذل المزيد حتى يتحقق الحلم الأكبر، ويكون النشامى بين الأربعة الكبار على أقل تقدير. البعض حتى اللحظة لم يستوعب الصدمة، ولم يفهم الدرس، ووصف التأهل بأنه نتاج حظ ليس إلا، وإن ما فعله المنتخب الأردني في المباريات الثلاث ما هو إلا دفاع على حساب الهجوم، منتقصاً من الجهد المبذول في الملعب، وكأن الحظ وحده يكفي لجمع 7 نقاط من “الكمبيوتر الياباني” و”الصقر السعودي” و”النسر السوري”. ليس بالحظ تتأهل الفرق.. هذه كلمات الجهاز الفني للمنتخب الأردني واللاعبين رداً على من أراد التقليل من شأن الإنجاز، والمنتخب الأردني تعامل بواقعية مع الوقائع، قرأ كل الأوراق بعناية، حيث عرف قدر نفسه واحترم قدرات الفرق المنافسة، فلم ينجرف خلف “المقامرات الهجومية”، وتغلب على ضعف الإعداد وقلة الإمكانيات وبساطة البنية التحتية، بتوفير مقومات الفوز بدءاً من التحضير الفني والبدني والذهني وانتهاء بتوفير الروح المعنوية العالية، ورجولة الأداء وصلابة الصمود وإرادة الفوز. المنتخب الأردني انتهج تكتيكاً واضحاً لا يقلل من شأنه، يعتمد أساساً على الدفاع، ليكون خير وسيلة للهجوم، فدافع المنتخب الأردني، كما يجب بأكبر عدد من المدافعين، احتوى من خلاله الطلعات الهجومية للفرق المنافسة، من خلال تشييد أكثر من جدار دفاعي يمتاز بالمرونة وسرعة الانتقال إلى الحالة الهجومية. لم يأبه النشامى بحسابات السيطرة الميدانية، واستبدلوا ذلك بشعار “العب من أجل الفوز أولاً”، والقوا خلف ظهرهم حسابات المحللين والمنظرين، والتفتوا كثيراً لحسابات الملعب بالغة الدقة، ومنحوا المدربين دروساً مجانية، في كيفية النحت في الصخر وفي كيفية الدفاع من أجل الفوز. وقبل 7 سنوات شهدت الصين المشاركة الأردنية الأولى، وحينها بلغ المنتخب دور الثمانية، وخرج منه مرفوع الرأس بعد “فيلم هندي خيالي” من إخراج يابان ، واليوم يقول الأردنيون إن سقف التوقعات ارتفع وإن الطموحات باتت تصل إلى عنان المسابقة الآسيوية، فالأردنيون احتفظوا للعرب بمقعد جديد يحفظ ماء الوجه بعد “نكسات” مؤلمة أصابت منتخبات عربية كبيرة بوزن الكويت والسعودية. طموح متدرج لم يكن عدنان حمد وبقية نشامى الأردن متسرعين في إطلاق تصريحاتهم، فقد جلسوا بعيداً يراقبون توقعات المحللين والخبراء ثم انشغلوا في التحضير للمباريات، وكانت النقطة الأولى أمام اليابان مهمة للغاية، وهي في حسابات التاريخ والإمكانيات والقدرات تعادل فوزاً، مع أن اليابان خطفت الفوز وحولته إلى تعادل في الزفير الأخير. هذه النقطة مهدت الطريق للنشامى كي يجتازوا المحطة السعودية بكفاءة واقتدار، وساعدهم بذلك الصدمة التي تعرض لها المنتخب السعودي من خسارته أمام نظيره السوري، فانقض النشامى على “الضحية السعودية” بعد أن أطلقوا عليه “رصاصة الرحمة”. لكن النقاط الأربع لم تكن كافية لتحقيق أمل التأهل، ووضعت هذه النقاط في كفة والنقطة التي كان يحتاج الفريق من مواجهة سورية في كفة أخرى، وارتفع مؤشر النشامى في نهاية المطاف إلى سبع نقاط في “البورصة الآسيوية”. النجوم يحتفلون نجوم المنتخب الأردني لم يناموا يوم أمس الأول، عادوا من الملعب، وتناولوا العشاء، وجلسوا في صالة فندق إقامة البعثة، والمحطات الفضائية العربية في انتظارهم، فالكل يريد أن يعرف سر “الطبخة الأردنية” كما هو الحال مع “المنسف الأردني الشهير”، اللاعبون قالوا ببساطة “لقد احترمنا خصومنا، بحثنا عن الفوز فوجدناه، عرفنا كيف نكون أصحاب الكلمة العليا وكيف نفرح أخيراً وكثيراً”. اللاعبون جلسوا والسعادة تغمرهم، حسن عبدالفتاح صاحب الهدف الأول للنشامى في البطولة، وفي مرمى اليابان كان يرد على اتصال عائلته من عمان ويتلقى التهاني بكل مسرة ويعدهم بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله. شادي أبو هشهش يتجول في ردهة الفندق مبتسماً، ويقول هنيئا للأردنيين بهذا الإنجاز، لم نفعل الكثير بعد ونحن نطمح بتحقيق نتيجة ممتازة مع أوزبكستان. الحارس عامر شفيع لمح زميله السوري مصعب بلحوس قادماً من خارج المنتخب، تقدم شفيع وتبادل المصافحة مع زميله بلحوس، وأكد له بأنه حارس كبير، وإن اللعب فوز وخسارة، عاد شفيع إلى مقعده والسعادة تغمره، وبجانبه كان ثمة مشجعون يقولون له “فيع...فيع...يا شفيع... إن شاء الله أحسن حارس في آسيا” ويرد عامر، المهم التأهل واجتياز أوزبكستان، لا يهمني اللقب الفردي بمقدار فوز منتخب بلادي. يطل مؤيد أبو كشكش من الشرفة يرد التحية على عدد من الموجودين ويقول “الدوحة فال خير علينا انتظرونا في المباراة المقبلة”، وبشار بني ياسين كابتن المنتخب، كان التعب واضحاً عليه بمقدار السعادة التي ارتسمت على وجهه، يبتسم للجميع ويرد على مطلب لإحدى الفضائيات بإجراء لقاء ويقول، غداً يبدأ التحضير للمباراة المهمة، المهم أن نحافظ على هدوئنا وتركيزنا. يجلس الحارس البديل لؤي العمايرة ويثني على أداء زميله عامر شفيع ويقول إنه أفضل حارس مرمى في البطولة ويؤكد بأن النشامى كانوا على قدر التحدي وعند حسن الظن بهم. لغة الأرقام الدوحة (الاتحاد) - لعب المنتخب الأردني في الدور الأول ثلاث مباريات فحقق الفوز في مباراتين وتعادل في واحدة ولم يخسر أي مباراة وسجل 4 أهداف مقابل هدفين في مرماه، وجمع 7 نقاط وهو نفس الرصيد الياباني لكن الأخير تفوق بفارق الأهداف. لعنة الخط الخلفي! الدوحة (الاتحاد) - يغيب الظهير الأيسر باسم فتحي عن الأردن في مباراة أوزبكستان في الدور ربع النهائي، للإيقاف، نظراً لنيله إنذارين في مباراتي السعودية وسوريا، في الوقت الذي يستمر فيه غياب المدافعين حاتم عقل وأنس بني ياسين بسبب الإصابة، لكن المدرب عدنان حمد طمأن الأردنيين، بأن البديل جاهز. والتوقعات تشير إلى احتمال مشاركة اللاعب أحمد عبدالحليم في مركز الظهير اليسر، وهو الذي شارك بديلاً في المباريات الثلاث السابقة، أو الدفع بالظهير الأيسر البديل محمد الدميري. فرحة لتحاشي الصدام مع «العنابي» الدوحة (الاتحاد) - أظهر أعضاء البعثة الأردنية سعادتهم لعدم مقابلة المنتخب القطري، في دور الثمانية من البطولة، ليس خوفاً من “العنابي”، ولكن رغبة في عدم سقوط أحد المنتخبين مبكراً، وسعياً إلى تأهل أكثر من فريق عربي إلى الأدوار المتقدمـة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©