السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المدفعية الأميركية تقصف «داعش» للمرة الأولى شمال الموصل

المدفعية الأميركية تقصف «داعش» للمرة الأولى شمال الموصل
27 ديسمبر 2016 16:34
سرمد الطويل، وكالات (بغداد) قصفت المدفعية الأميركية المتمركزة في منطقة الشلالات شمال الموصل للمرة الأولى أمس، مواقع تنظيم «داعش» في المناطق الشمالية من المدينة. وأعلن قائد أميركي ضمن القوات المشتركة أن هذه القوات ستستأنف هجومها على التنظيم داخل الموصل لبدء المرحلة التالية في الأيام المقبلة، وسط تأكيدات عسكريين عراقيين أشاروا أيضا إلى عودة ظهور الطائرات المسيرة للتنظيم. في حين ألمح القائد العسكري الجديد للتحالف الدولي ستيفن تاونسند، إلى أن هزيمة «داعش» بالموصل والرقة واجتثاث خلاياه قد تستغرق سنتين إضافيتين، مؤكدا أن التحالف لم ينجح في ردعه حتى الآن. وقال الضابط في وحدة المدفعية بالجيش العراقي بهاء الزبيدي إنها المرة الأولى التي تتدخل القوات الأميركية بريا وتقصف بالمدفعية أهدافا لـ«داعش»، بعد أن اقتصرت عملياتها سابقا على التدخل الجوي والدعم اللوجيستي. ولفت إلى أن التدخل الأميركي جاء بطلب من حكومة بغداد، مؤكدا أن الإسناد الأميركي سيشهد تصاعدا خلال الأيام القليلة المقبلة. وأفادت مصادر عسكرية بأن القوات الأميركية أقامت منذ فترة قصيرة معسكراً في بعشيقة على بعد 20 كلم من مركز مدينة الموصل وركزت مدافعها في منطقة الشلالات شمال الموصل لمواصلة ضرباتها ضد التنظيم. واستهدفت القوات الأميركية مباني وأنفاقا ووحدات قتالية ثابتة ومتحركة لتنظيم «داعش» في مناطق بعويزة، والسكر، والصديق والحدباء، والكندي شمال المدينة. وجاء التدخل الأميركي تزامناً مع إعلان قيادة العمليات المشتركة وصول تعزيزات عسكرية جنوب شرق الموصل بانتظار ساعة الصفر لبدء المرحلة الثانية من المعركة المتوقفة مؤقتاً. وفي السياق، قال الليفتنانت كولونيل ستيورات جيمس قائد كتيبة أميركية مقاتلة تساعد القوات العراقية في الجبهة الجنوبية الشرقية، إن القوات العراقية ستستأنف هجومها على التنظيم داخل الموصل في الأيام المقبلة. وأضاف «الآن نستعد للمرحلة المقبلة من الهجوم، حيث نبدأ التوغل إلى داخل شرق الموصل في الأيام المقبلة، بعد نشر القوات والرجال والعتاد في مواقعهم». وقال جيمس إن هذا سيضع القوات الأميركية الموجودة داخل الموصل في أماكنها الملائمة رغم زيادة المخاطر، مضيفا أن مستوى الخطر ما زال «معتدلاً». وأكد أن تعزيز التكامل مع القوات العراقية إلى مستوى غير مسبوق حتى بالنسبة للجيش الأميركي، سيساعد في تنسيق المراقبة والدعم الجوي وتحركات القوات. وأوضح أن وتيرة المرحلة المقبلة على الجانب الشرقي ستعتمد على مقاومة «داعش»، مضيفا «إذا حققنا نجاحاً كبيراً في اليوم الأول واكتسبنا قوة دافعة، قد تمضي الأمور بسرعة، وإذا قاتل داعش بشراسة وواجهنا طريقا مسدودا واضطررنا للتراجع ثم التقدم مجددا، فهذا يعني أن الأمر قد يستغرق وقتا أطول». بدوره، قال ضابط عراقي في جهاز مكافحة الإرهاب، إن القوات العراقية دعت عبر وسائل إعلام محلية أهالي 6 أحياء في الساحل الأيسر شرق الموصل، للاستعداد لعملية تحريرهم من «داعش» والإسراع في الابتعاد عن تجمعات عناصر التنظيم والتحصن داخل البيوت وعدم الخروج منها، في إطار الاستعدادات لاقتحام أحياء «الحي العربي والحدباء شمالا، والمثنى والكرامة والقدس شرقا، والمنطقة الصناعية». في المقابل، كشفت مصادر عسكرية عن عودة طائرات «داعش» المسيرة في سماء الأحياء المحررة، مما ينذر بخطر عودة استهداف المناطق المحررة شرق المدينة بمقذوفات الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي يمتلكها التنظيم، وعادة ما يسقط ضحايا بين المدنيين من سكان الموصل في المناطق المحررة. وألمح القائد العسكري الجديد للتحالف الدولي ضد «داعش» ستيفن تاونسند، إلى أن هزيمة التنظيم في الموصل والرقة واجتثاث خلاياه قد تستغرق سنتين إضافيتين. وقال لصحيفة «الديلي بيست» أمس، إن «التنظيم لم يعد كما كان بدائيا يحارب بالسكين، بل بات يتفنن في سحق ضحاياه، من السحق بالجرافات إلى المنشار الكهربائي، إلى النار، وغيرها وقد حاول التحالف قصف معاقله جوا، لكنه لم ينجح في ردعه حتى الآن». ولفت في إطار إشارته إلى لجوء «داعش» لأساليب تصعب عمل التحالف، إلى أن أحد عناصر التنظيم على سبيل المثال قد يحمل طفلا فوق رأسه ويتنقل به من بناء إلى آخر، مستعملا إياه درعا بشرية». وأشار إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها القوات العراقية في الموصل، تكمن في السيارات المصفحة المفخخة. وأكد أن القوات العراقية لم تدرب بشكل كاف من أجل القتال ضمن الأحياء والمناطق المدنية، وهم الآن يتعلمون ذلك، ويتعلمون ضرورة إبعاد المدنيين قبل مهاجمة منطقة ما. من ناحية ثانية، قال غياث سورجي مسؤول إعلام مركز تنظيمات نينوى للاتحاد الوطني إن مجموعة من أهالي الموصل هاجمت تجمعا لـ«داعش» في الجانب الأيمن من الموصل، وقتلوا عددا منهم، بينهم (أبو عبيدة) و(أبو سياف) وهما المستشار العسكري ومسؤول الاستخبارات في التنظيم. وفي الأثناء، هاجم نازحون من الموصل لاجئون في إقليم كردستان العراق أمس، الحكومة المحلية لمحافظة نينوى  مؤكدين أنهم سيلقون بهم إلى «القمامة» بعد تحرير مدينتهم. ونقلت وسائل إعلام كردية عن النازحين في مخيم «حسن شام» وبرطلة قرب أربيل والذين يعانون وضعا سيئا، القول إن «عمل حكومتنا المحلية السرقة والنهب ولا تكترث لأوضاع النازحين وسنستقبلهم بالحجارة إذا جاؤوا»، مضيفين «انتخبناهم لخدمتنا وليس لبيعنا، وسنقوم بثورة ضدهم ونلقي بهم إلى القمامة». على صعيد آخر، أكدت تقارير لبعثة الأمم المتحدة (يونامي) أن 12 ألفا و38 عراقياً قتلوا، وأصيب 14 ألفا و411 آخرون، بتفجيرات وأعمال عنف مختلفة وقعت غالبيتها في بغداد، ومناطق شمال وغرب البلاد تشهد معارك بين القوات العراقية وتنظيم «داعش» خلال عام 2016.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©