الدوحة - أحمد ضياء:
كشفت شركة قطر للبترول وشركة ''ساسول'' الجنوب أفريقية النقاب عن إنشاء مصنع جديد لتحويل الغاز الطبيعي الى وقود صناعي شبيه بالديزل من خلال عملية تعرف بـ GTL ، ويرجع عهد هذه التقنية الى العشرينيات من القرن الماضي، حيث استخدمت ألمانيا النازية وجنوب أفريقيا في أيام الفصل العنصري، تقنية مشابهة لإنتاج الديزل من الفحم عندما كانت الحرب في حالة ألمانيا والعقوبات في حالة جنوب أفريقيا تعيقان وصول النفط·
وقال تقرير نشرته مجلة ''الإيكونوميست'' حول تطورات صناعة الغاز المسال في قطر: إن تقنية GTL تتميز عن الغاز الطبيعي المسال LNG بعدة ميزات، أهمها أن المركبات يمكن ان تعمل به، مما يفتح أمام منتجي الغاز الطريق للوصول الى مجالات بيع جديدة بالكامل، كما أنها لا تحتاج الى بنية تحتية خاصة ومخصصة لها بالكامل، مثل الغاز الطبيعي المسال، اذ يمكن شحنها بناقلات عادية وتفريغها في الموانئ العادية ايضاً·
ومع ذلك فإن معظم شركات النفط تفترض أن كلفة التحويل، التي تستهلك قسطاً من الطاقة، ستجعل من التقنية الجديدة أقل ربحية من الغاز الطبيعي المسال بشكل عام·
وترغب قطر- التي تملك الكثير من الغاز والقليل من النفط - بالاستثمار في تقنية GTL الجديدة لغرض التنويع، لكن رئيس شركة ساسول بات ديفيس، يصر على ان المصنع الجديد سيعود بالنفع على قطر، كما تفعل المنشآت الحالية للغاز الطبيعي المسال·
ويضيف ديفيس انه على مدى عقود من الإنتاج في جنوب أفريقيا، استطاعت شركته أن تزيد من فعالية التقنية الجديدة وبالتالي تحسين اقتصادات عملية الغاز الى السائل، ومما يساعد على ذلك أن لدى قطر فائضاً من الغاز الطبيعي الرخيص· وقد اقتنعت قطر بتروليوم بالفكرة حيث دفعت نصف قيمة الاستثمار البالغ 950 مليون دولار بدلاً من اللجوء الى اتفاقية مشاركة في الانتاج، والتي تتطلب أن تضع ساسول كامل المبلغ، كما وافقت على توسيع الطاقة الانتاجية للمصنع الجديد من 34 الف برميل يومياً الى 100 الف برميل يومياً، كما تبني ساسول مصنعاً آخر في نيجيريا مع شيفرون تيكساكو وتدرس بناء مصانع آخرى في استراليا وإيران، وتخطط رويال دويتش شل واكسون موبيل، في الوقت الراهن، لبناء مصانع تحويل الغاز الى سائل في قطر·
إن مستقبل تقنية تحويل الغاز الى السائل يعتمد على الفرق بين أسعار الغاز الطبيعي والنفط الخام الذي يكرر منه الديزل عادة، فعند ارتفاع النفط نسبة الى الغاز، يصبح الغاز الى السائل أكثر جاذبية·
ويجادل ديفيس بالقول إن ذلك سيحدث حتماً، فمع تزايد البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال، سيخلق ذلك تنافساً أكبر في السوق لصالح الغاز وبالتالي سيدفع بالأسعار الى التراجع، كما أن السيارات التي تدار بديزل الغاز المسال، تبعث مواد كيميائية اقل ضرراً من تلك التي تنبعث مع المستخدمة حالياً·
عدد اليوم
