الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جونج أون»... هل يغير كوريا الشمالية؟

11 أكتوبر 2010 22:22
في بضع ساعات، فتحت كوريا الشمالية فصلاً جديداً تماماً في التاريخ المضطرب لشبه الجزيرة الكورية؛ ولكن الأمر لا يتعلق بتغير في النظام أو السياسات؛ وإنما يشير إلى أن التغيير حتمي ولا مفر منه في نهاية المطاف مع بدء زعيم جديد الرحلة المتعرجة نحو القمة. الزعيم الجديد شاب يدعى "كيم جونج أون"، الذي وقع عليه اختيار والده "الزعيم المحبوب" كيم جونج إيل، الذي عاش فترة أطول مما كانت تعتقد أكثرية الناس أنه سيعيشها بعد مرض خطير ألم به. والحقيقة أن احتمال الوفاة هو الذي منح طابعاً استعجالياً لاختيار وريث للنظام، والحرص على أن يحصل على التدريب المناسب قبل تسلم شؤون الحكومة والبلاد في وقت يتميز بنقص حاد في المواد الغذائية، وفيضانات موسمية، وتوتر متواصل مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. الجزء السهل هو تعيين كيم جونج أون - الأصغر من بين أبناء كيم جونج إيل الثلاثة، والذي تلقى تعليمه في سويسرا، ويقال إنه من المعجبين بكرة السلة الأميركية - في البداية كجنرال، ثم كنائب لرئيس اللجنة العسكرية لـ"حزب العمال" في مؤتمره السنوي في الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي. والآن، يتعين عليه أن يتعلم المهنة- ويحدد اتجاهه. ولكن، أي طريق سيسلكها النظام عندما يموت كيم جونج إيل ويتولى "جونج أون" زمام السلطة كزعيم من الجيل الثالث لعائلة أسسها جده، "كيم إيل سونج"، الذي توفي في 1994؟ وهل سينتقل الابن، الذي لم يعد طفلاً بعد بدايته في مؤتمر الحزب، نحو المصالحة والتقارب مع أعداء "الشمال" - أم سيرغب في استعراض عضلاته حتى يُظهر للجنرالات مدى قوته وشدته؟ "جاك بريتشارد"، الذي كان لعدد من السنوات المفاوضَ الأميركي الذي حاول إقناع كوريا الشمالية بالتخلص من قوتها النووية مقابل عدد من مليارات الدولارات من المساعدات، يقول إنه يعتقد أن الوقت بات مناسباً؛ ويرى أن "هناك فرصاً لتقليل حدة التوتر"، مضيفاً إن "انتقال السلطة في كوريا الشمالية إلى شخص أضعف نسبياً" يمثل "فرصة". والخطر، يقول بريتشارد، الذي يشغل حالياً منصب رئيس "المعهد الاقتصادي الكوري" في واشنطن، هو أننا "بدأنا نسير نحو "عودة الأمور إلى مجاريها" رغم تداعيات ما تقوله كوريا الجنوبية من أن سفينة تابعة لبحريتها، "شيونان"، قد أُغرقت في مارس بواسطة "توربيد" كوري شمالي، وهو ما تنفيه كوريا الشمالية جملة وتفصيلا. ولواقع أن بريتشارد لا يدعو إلى حرب انتقامية؛ وإنما يريد، بعد أن تم تعيين كيم جونج أون ولياً للعهد، مزيداً من الحوار ضمن الجهود الرامية إلى حمل "الشمال" على التخلي عن أسلحته النووية والتصالح مع أعدائه. غير أنه من السابق لأوانه التعويل على مثل هذا السيناريو السعيد، ولاسيما بعد أن أعقب "باك كيل يون"، سفير كوريا الشمالية إلى الأمم المتحدة منذ قرابة عقد من الزمن، صعودَ كيم جونج إيل بواحد من تلك الخطابات النارية المتشددة التي عُرفت بها كوريا الشمالية، حيث قال إن "الرادع النووي (الكوري الشمالي) يجب أن يعزز ويقوى" ضد الولايات المتحدة، بدلاً من الدعوة إلى حلول دبلوماسية). وفي هذا السياق، يشرح "لي سانج هيون" من "معهد سيجونج"، وهو مركز بحوث كوري جنوبي مؤثر، لماذا ستستمر كوريا الشمالية في الإمساك بالورقة النووية في وقت تنتقل فيه السلطة ويتميز بحالة من عدم وضوح الرؤية في بيونج يانج إذ يقول: "حتى تتم الخلافة في كوريا الشمالية، فإن الإرث الوحيد الذي يستطيع كيم جونج إيل أن يتركه لمن سيخلفه هو برنامجها النووي". وبالفعل، فالبلد فاشل اقتصاديا وخال من الصناعة، ونسبة كبيرة من شعبه، الذي يبلغ تعداده 24 مليون نسمة، تعاني دائماً من الجوع، حيث الكثيرون يموتون جوعاً ومصابون بالأمراض. وبالتالي، فإذا لم يكن لديه شيء، فهو على الأقل يمتلك ما يكفي من المواد النووية لصنع حوالي اثنتي عشرة من الرؤوس النووية، حسب تقديرات استخباراتية؛ ومثلما يقول بروس كلينجر من مؤسسة "هيريتدج فاونديشن" المحافظة، فإن "كيم جون إيل يعتقد أن القنبلة النووية هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على نظامه". ولكن ما هو رأي الابن؟ وهل من إمكانية لظهور موقف مستقل؟ الواقع أن معظم المراقبين يقولون إن ذلك ليس مرجحاً طالما أن كيم جونج إيل على قيد الحياة. وكانت الصور الكورية الشمالية الأولى لكيم جونج أون، التي التُقطت في مؤتمر "حزب العمال" الذي حصل فيه على مقعد في اللجنة المركزية، إضافة إلى منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية، قد أظهرته في الصف الأمامي لمدرج يغص بأكثر من 1200 مندوب. وكان كيم جونج أون، الذي كان يرتدي بذلة ماوية زرقاء داكنة، يصفق غير مبتسم، إلى جانب بقية الحاضرين، بينما كان والده يلوح بيديه محييياً الجمهور من المنصة الرئيسية. والواقع أنه من شبه المستحيل حتى الآن أن يقوم "كيم جونج أون" بتغيير في السياسة، حتى إن كان يريد ذلك؛ فهو دائما تحت حراسة مشددة من قبل مجموعة منتقاة اختارها والده؛ كما أن الجنرالات وأعضاء المكتب السياسي المحيطين به لن يسمحوا له بالخروج عن الخط، مثلما لن يسمحوا لأي كان بالاقتراب منه بما يكفي لتهديد حياته. وفي الصورة التي أفرج عنها وخضعت لتمحيص وتدقيق شديدين، بدا وجه كيم جونج أون خاليا من أي تعابير في وقت كانت تصدح فيه حناجر الحشود المحيطة به بالولاء لوالده. وهو لا يبدو من النوع الذي سيقوم بتغيير في الاتجاه؛ غير أنه فقط بعد وفاة والده، كما يقال، سنعرف ما إن كان للابن رأي مستقل. دونالد كُرك - سيول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©