«النسور الحمر» تهبط من سماء الدوحة على إيقاع الخسارة

لم يكن تيتا فاليرو المدير الفني للمنتخب السوري مقنعاً للإعلاميين السوريين وهو يبرر خروج فريقه من الدور الأول لنهائيات الأمم الآسيوية لكرة القدم، بعد أن خسر أمام المنتخب الأردني 1-2 أمس الأول، حيث ألقى باللائمة على الحظ، واعتبر أن المنتخب الأردني خدمه الحظ في التأهل. لكن ما قاله تيتا لم يجد آذانا صاغية عند السوريين، لأن مشكلة منتخب بلادهم أكبر من ذلك بكثير، ذلك أن تيتا تسلم المهمة على عجل، بعد هروب المدرب السابق الصربي راتومير دويكوفيتش تحت عنوان “خرج ولم يعد”، ولم يستطع تيتا إقناع جمهور الكرة السورية بأن من اختارهم هم الأفضل في دوري بلادهم، إلى جانب بعض اللاعبين المحترفين في الخارج. استهل المنتخب السوري المشوار الآسيوي ببداية قوية، وتمكن من وضع نقاط ثلاث في رصيده بعد أن تفوق على السعودية 2-1 وتصدر المجموعة الثانية في جولتها الأولى، لكنه سرعان ما تخلى مكرهاً عن القمة بعد أن خسر أمام اليابان 1-2، في مباراة حملت سلسلة من الأخطاء التحكيمية، اعتبرها السوريون مؤثرة على نتيجة المباراة، ولذلك كانت الجولة الثالثة حاسمة بالنسبة للنسور الحمر، الذي كانت تتشوق للتحليق في أجواء الدوحة والتأهل إلى دور الثمانية. كان المنتخب السوري بحاجة إلى الفوز كي يضمن التأهل، بغض النظر عن نتيجة اليابان والسعودية، وفي الربع ساعة الأولى من المباراة أمام الأردن سجل السوريون هدفاً السبق بواسطة نجمهم محمد زينو، لكن المباراة لم تنته بعد ومن يفرح أولاً قد لا يفرح أخيراً وكثيراً، ولو أن المنتخب السوري استفاد من حالة التراجع للمنتخب الأردني في نصف الساعة الأول من المباراة، لكان في مقدوره أن يكون بطلاً للمباراة، لكن حالة الارتباك والتراجع في الأداء الفني وتراجع الروح المعنوية، جعلت المنتخب السوري يطعن نفسه بهدف التعادل القاتل عبر “نيران صديقة”، ثم تتلقى الشباك السورية هدف الفوز الأردني. سيطرت حالة الحزن على لاعبي المنتخب السوري بعد المباراة، والدموع كانت تنهمر من عيون بعضهم ولم يسمعوا سوى كلمات “هاردلك” أو حظاً أوفر من المحيطين، ولكنها لم تكن كافية للخروج من الواقع الحزين، بعد أن كان المنتخب يمني النفس صوب انطلاقة جديدة. وكان الحارس مصعب بلحوس يطمح في المنافسة على جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة إلى جانب الحارس الأردني عامر شفيع، لكن ذلك لم يحدث وبقي شفيع وحيداً في الميدان.