ماذا جرى للأخضر؟، وهل هذا هو المنتخب السعودي الذي عشقناه ونحن صغار؟، والذي ننظر إليه دائماً باعتباره من المنتخبات التي يسعد بها كل الخليجيين، نعم عندما نلعب معه في أي بطولة نحب أن نفوز لأن هذا الفوز يعني أننا نسير على الطريق الصحيح باعتباره من أكبر فرق القارة والعرب، ولكن لم نكن نتمنى له أبداً أن يلقى هذا المصير الذي واجهه مع اليابان.
لو قال لي أحد إن السعودية خسرة خمسة من اليابان ربما قلت إنه يضحك أو يسخر أو يقول نكتة ولكن لأنني رأيت ما حدث للسعودي بعيني فمازلت غير مصدق لما حدث، وإذا كان الإعلام والجماهير السعودية منذ فترة حمّلوا بيسيرو المسؤولية وكان ذلك سبباً في إقالته وترحيله من الدوحة ليتولى المهمة مدربهم الوطني ناصر الجوهر، فماذا نقول اليوم بعد ما حدث؟، ومن المسؤول عن هذه الخماسية، وإذا كان رئيس الاتحاد السعودي قد ترك المهمة لغيره بعد أن اعترف بمسؤولية الاتحاد، والمدرب رحل باعتباره المسؤول، فأنا أرى أن اللاعبين وحدهم هم المسؤولون عن الخسارة الأخيرة من اليابان وأنهم أيضاً بحاجة إلى التعامل معهم بنفس المبدأ الذي تعامل به الاتحاد مع نفسه ومع المدرب، ولو وصل الأمر لدرجة استبعاد بعض اللاعبين والبحث عن جيل جديد لأن هذا الجيل الذي خسر بالخمسة وتذيل مجموعته في البطولة بثلاث هزائم لا يمكن الاعتماد عليه في المستقبل ولابد من إعداد جيل جديد يعود بالكرة السعودية إلى سابق عهدها.
كنت حتى ما قبل مباراة الأخضر مع اليابان أنتظر أن يحفظ الفريق ماء الوجه وأن يعود إلى الرياض بانتصار معنوي يقول إنه ما زال هناك أمل في الكرة السعودية لدرجة أنني في بعض الأحيان قبل المباراة كنت مثل الواثق من ذلك، وقلت: ليس معقولاً أن يعود الأخضر دون فوز، وليته خسر بهدف أو اثنين كما حدث مع شقيقيه العربيين سوريا والأردن، وإنما بخمسة أهداف دفعة واحدة، ولولا أن اليابانيين اكتفوا وشبعوا لكان بإمكانهم أن يضيفوا المزيد.
تابعت الكثير مما قاله الزملاء الإعلاميون بالسعودية عما حدث لمنتخب بلادهم، وأرى أن ما تمر به الكرة السعودية ليست كبوة و عارضاً ولكنه مرض يحتاج إلى تدخل سريع وجراحي إن أمكن لأن نجاح الكرة السعودية وعودتها لسابق عهدها أمر لا يهم السعوديين وحدهم وإنما يهمنا معهم، والفريق الذي كان ممثلاً للخليج والعرب في كأس العالم عدة دورات متعاقبة لا نقبل له أن يكون بهذه الصورة التي رأيناه عليها في البطولة الآسيوية.
لن أكون أكثر حباً للأخضر من إخواننا السعوديين، وأكيد أن ما حدث سيلقي بظلاله على الكرة السعودية طوال الفترة القادمة، ولكن لابد ونحن نبحث عن حل أن نكون صريحين إلى أقصى درجة وأن نكون هادئين أيضاً، لأن التفكير بعصبية لا يؤدي إلى شيء ولأن ما حدث قد حدث.
fahed_alemadi@hotmail.com
عدد اليوم
