نيويورك - وكالات الأنباء:
اكدت منظمة مراقبة حقوق الانسان الأميركية ''هيومان رايتس ووتش'' ان تعذيب العراقيين المعتقلين لدى القوات الاميركية في العراق بشكل منهجي استمر بعد فضيحة انتهاك كرامة السجناء في سجن أبوغريب غربي بغداد عام 2004 وأن جنودا أبلغوا عن عمليات الاساءة تعرضوا للتوبيخ أو التجاهل·
ويؤكد العسكريون الاميركيون أن مراكز الاعتقال الأميركية في العراق تضم حاليا 14 ألف سجين· وأدانت ''هيومان رايتس ووتش'' في تقرير من 53 صفحة نشرته أمس الانتهاكات التي خضع لها المعتقلون باستمرار بين 2003 و·2005 وذكرت ان الضحايا خصوصا في معسكر ''نعمة'' المحظور دخوله قرب مطار بغداد الدولي، ليسوا مسجلين لدى اللجنة الدولية للصليب الاحمر مما يشكل انتهاكا للقانون الدولي· وأوضحت انها استندت في تقريرها الصادر تحت عنوان ''لا دماء· لا أخطاء''، الى شهادات جنود اميركيين ومذكرات واقوال تم الادلاء بها تحت القسم حصلت عليها من ملفات سرية·
وقال معد التقرير، كبير الباحثين في شؤون الارهاب ومكافحة الارهاب في المنظمة، جون سيفتون ''ان التعذيب ممارسة راسخة ومسموح بها على ما يبدو في اجراءات الاعتقال والاستجواب، ان القيادة العسكرية الاميركية لم تكتف بتجاهل هذه التجاوزات بل ساهمت في تنظميها فعليا''· واوضح ان الجنود وضباط التحقيق أُبلغوا ان اتفاقيات جنيف لحسن معاملة الأسرى والمدنيين في زمن الحرب ''لا تنطبق على المعتقلين'' ولذلك تم استخدام أساليب استجواب وحشية عديدة سمحت بها القيادة العسكرية لانتزاع معلومات منهم، تشمل الضرب العنيف المبرح واجبارهم على البقاء في اوضاع قاسية وتجريدهم تماما من ملابسهم وحرمانهم من النوم لفترات طويلة وتعريضهم لدرجات حرارة منخفضة او مرتفعة جدا·
ونقل عن ضابط استجواب في معسكر ''نعمة '' قوله ''ان المسؤولين يعتقدون ان هذا جزء من عملهم وان عليهم القيام بذلك كل مرة''· كما أكد احد افراد الشرطة العسكرية في قاعدة قرب القائم شمال غربي العراق انه طُلِب منه اسقاط شكوى قدمها الى ضابط حول ضرب معتقلين وانتهاكات اخرى كان شاهدا عليها· وقال ''ابلغت مرارا ان ذلك ليس طريقة حكيمة للعمل من اجل ملاحقة مرتكبي التجاوزات''·
وقال المحقق السابق توني لاجورانيس ان الاساليب القائمة على الانتهاك كانت شائعة في منشأة قرب مطار الموصل عمل فيها خلال فبراير ومارس وأبريل عام ·2004 وذكر انه تسلم مذكرة بها قواعد الاستجواب كانت ''تخول'' استخدام الكلاب وتعريض المحتجزين للاجواء الحارة والباردة والتدريب البدني القسري وحرمانهم من النوم من ضمن وسائل إكراه أخرى·
وقال سيفتون ''إن هذه الشهادات تفند مزاعم الحكومة الاميركية بأن التعذيب والممارسات الأخرى غير مسموح بها وتشكل حالات استثنائية بل تؤكد على العكس أنه يتم التغاضي عنها ويشيع استخدامها لأن القيادة العسكرية في بغداد وواشنطن أبلغت بحالات تعذيب معتقلين لكنها لم تفعل شيئا أو فعلت القليل لوقفهها''· وأضاف ''من الواضح ان القادة هم المسؤولون عن الممارسات في العراق وقد حان الوقت لمحاسبتهم''· وذكر أن أخطر حالات إساءة المعاملة ارتكبها أفراد قوة مهام خاصة متمركزة في معسكر ''نعمة''· وطالب بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في حجم الممارسات المرتكبة وتتبع سلسلة القيادة لتحديد دور القيادات العسكرية والمدنية التي أقرتها أو تغاضت عنها بدل التركيز على الجنود، حيث لم يحاكم أي من ضباط الاستخبارات العسكرية الاميركية في تلك القضايا حتى الآن·
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية اللفتنانت كولونيل مارك باليستيروس، رغم ذلك، بأن الوزارة اجرت 12 مراجعة ولم يخلص أي منها الى أنها أعلنت عن سياسة تقر وتوجه وتشجع الانتهاكات· وقال ''معايير المعاملة هي دائما معايير إنسانية للمحتجزين''·
عدد اليوم
