الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خليجي 4 للناشئين أول لقب رسمي منذ 35 عاماً

خليجي 4 للناشئين أول لقب رسمي منذ 35 عاماً
24 يوليو 2006 00:54
انتظرت كرة الإمارات 35 عاما حتى تصعد إلى منصة التتويج رسميا لأول مرة في تاريخها على مستوى المنتخبات، وكان ذلك مساء الأمس باستاد مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية بالمحالة في مدينة أبها السعودية ،وذلك بعد فوز منتخبنا الوطني بكأس خليجي 4 للناشئين ،ليصبح بذلك أول منتخب إماراتي يفوز ببطولة رسمية منذ أن تأســــــــــس اتحاد الكرة عام 1971 · تحقق هذا الإنجاز بعد أن تصدر منتخبنا البطولة بفارق الأهداف عن المنتخب السعودي صاحب الأرض الذي حل ثانيا بعد تغلبه أمس على المنتخب الكويتي· ليتساوى بذلك في عدد النقاط مع الإمارات ولكل منهما 13 نقطة إلا أن منتخبنا حسم اللقب بمهارات احمد خليل واحمد علي وبدر عبد الله وذياب عواني ومحمد فوزي الذين أحرزوا 13 هدفا في 5 مباريات ،وفي المقابل لم تهتز شباك الحارس احمد عبد الرحمن سوى مرة واحدة فقط ليخسر الأخضر اللقب الذي فاز به آخر بطولتين في قطر عام 2003 وفي السعودية عام 2001 ويصعد منتخب الإمارات فوق منصة التتويج ليحمل كأس البطولة، بقيادة المدرب المواطن جمعة ربيع وفوق أرض سعودية وبكل جدارة بعد أن قدم عروضا رائعة من البداية للنهاية نالت إعجاب وتقدير الجميع خلال الفترة من12 إلى 23 يوليو الحالي وفازوا على قطر 2-1 وعمان 4- صفر ،والكويت 2- صفر ،وتعادلوا مع أصحاب الأرض بدون أهداف،ثم فازوا على البحرين 5- صفر في آخر مبارياتهم · وقبل أن تبدأ البطولة لم يكن منتخبنا الوطني في قائمة المرشحين للفوز باللقب بعد خروجه من تصفيات كأس الأمم الآسيوية بفارق نقطة عن سوريا في نوفمبر الماضي ،في الوقت الذي تأهلت فيه منتخبات السعودية والعراق وسوريا واليمن إلى النهائيات التي ستقام بسنغافورة في سبتمبر المقبل،وتصدر المنتخب السعودي قائمة الترشيحات ليس فقط لأنه صاحب الأرض ولكنه أيضا حامل لقب آخر بطولتين ،وانضم معه المنتخب القطري وصيف البطولة الماضية والمنتخب العماني بطل النســـــخة الأولى لخليجي الناشئين · بطل من البداية وبينما كان الجميع مشغولا بتوابع كأس العالم مابين احتفالات إيطاليا ،ورأسية زيدان في صدر ماتارازاي ، وصدمة الخروج المبكر لنجوم البرازيل كانت البطولة الرابعة لخليجي الناشئين تبدأ رحلتها في صمت وهدوء بمدينة أبها بمشاركة منتخبات الإمارات والسعودية وعمان وقطر والبحرين والكويت،وقدم منتخبنا الوطني نفسه بصورة تختلف عن تلك التي ظهر بها في التصفيات الآسيوية ،ورغم تقدم قطر بهدف في الدقيقة 67 إلا أن لاعبي الأبيض نجحوا في العودة للمباراة بعد ثلاث دقائق فقط بهدف التعادل من ركلة جزاء لأحمد خليل وقبل النهاية بدقيقتين أحرز أحمد علي العبري هدف الفوز ليضع المنتخب أول ثلاث نقاط في رحلته إلى اللقب '' التاريخي '' · الفوز الأول منح المنتخب مزيدا من الثقة ليواصل رحلته بنجاح للنهاية ،وكانت المباراة الثانية أمام عمان بمثابة تأكيد على أن الأبيض الصغير لم يحضر إلى أبها لمجرد المشاركة ولكن للقيام بدور أكبر والمنافسة على اللقب حيث فاز برباعية نظيفة في الوقت الذي لم يتمكن فيه المنتخب السعودي صاحب الأرض من الفوز على نفس الفريق في الافتتاح سوى بهدفين فقط · وحسم منتخب الإمارات المباراة الثالثة أمام الكويت بهدفين نظيفين ،ليواجه أصحاب الأرض في المباراة الرابعة ،وسط توقعات ترجح كفة المنتخب السعودي بتحقيق الفوز ،واستعادة صدارة البطولة ،إلا أن المباراة انتهت بالتعادل بدون أهداف ليحتفظ منتخبنا بالصدارة بفارق الأهداف · وكان يدرك جمعة ربيع جيدا أن فارق الأهداف سيلعب دورا حاسما في تحديد هوية بطل خليجي 4 ،ولذلك كانت المواجهة الأخيرة أمام البحرين بمثابة '' حفلة أهداف'' أحرز فيها المنتخب خمسة أهداف نظيفة ليقترب بقوة من اللقب الأول ،ويضاعف من صعوبة مهمة الأخضر السعودي في لقائه أمام الكويت،حيث كان مطالبا بتسجيل ستة أهداف على الأقل في مرمى الكويت ،وتلك مهمة ليست سهلة خاصة وان المنتخب الكويتي في كل مبارياته الأربع السابقة بالبطولة لم تهتز شباكه سوى خمس مرات· وظهر ذلك واضحا في مباراة الأمس ،ولم يتمكن أصحاب الأرض من تحقيق الفوز بعدد وافر من الأهداف ،لتنتهي المباراة ويتوج رسميا الأبيض الصغير باللقب الأول في وقت تحلم فيه جماهير الإمارات بتكرار نفس الإنجاز مع المنتخب الأول في خليجي 18 التي تقام في أبو ظبي في يناير المقبل · تاريخ جديد وقبل هذا اللقب ،كانت خزائن كرة الإمارات خاوية بلا أية ألقاب رسمية طوال تاريخها على مستوى كل المنتخبات،وأفضل إنجازات تحققت خلال 35 عاما هي التأهل لنهائيات كأس العالم 1990 ،والمركز السابع في مونديال الشباب عام 2003 ،والمركز الثاني في كأس الأمم الآسيوية عام 1996 ،والمركز الثاني في كأس الخليج ثلاث مرات أعوام 1986 و1988 و1994 والمركز الثاني في كأس الأمم الآسيوية للناشئين عام 1990 والمركز الثالث في كأس الأمم الآسيوية للشباب مرتين 1985 و1996 ·وفي 2006 عاد منتخب الناشئين ليكتب تاريخا جديدا لكرة الإمارات ويحمل أول لقب رسمي ،وهو انتصار يحمل أكثر من رسالة ،ويحمل أيضا دعوة بالتفاؤل لمستقبل أفضل،ويؤكد على أن كرة الإمارات وضعت أقدامها على أول الطريق لتحتل مكانا أكبر فوق خريطة كرة القدم الخليجية والآسيوية،ومن المؤكد أن هناك الكثير من الخطوات الأخرى في كل الاتجاهات يتم الإعداد لها بأسلوب علمي لتحقيق النقلة الكبرى من الهواية إلى الاحتراف،وعندما يفوز منتخب الناشئين بلقب كأس الخليج ،وقبل ذلك بثلاث سنوات يتم اختيار إسماعيل مطر أفضل لاعب في العالم في مونديال الشباب ،ويتوج العين بدوري أبطال آسيا ،ويصنف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء دوري الإمارات الأقوى في آسيا عام 2004 فمن المؤكد أن كرة الإمارات لا تنقصها الإمكانيات،المادية والبشرية ،وليست أقل من كثير من المنتخبات حولنا ·وإذا كان إنجاز الناشين في أبها تحقق في مرحلة سنية لا يعتبرها خبراء اللعبة مقياسا لإصدار حكم نهائي على مستوى اللاعب عندما يتقدم لمرحلة الكبار ،فإن الأداء الذي شاهدناه من هذا الفريق طوال البطولة يؤكد أن ما تحقق لن يكون نقطة في نهاية السطر ،ولكن بداية لأحلام أخرى كثيرة وكبيرة في السنوات المقبلة ،فالمواهب موجودة في ملاعب الإمارات وتحتاج لمن ينقب عنها ويعيد اكتشافها وتقديمها بهذه الصورة الرائعة كما فعل جمعة ربيع المدرب المواطن الذي يقدم يوما بعد الآخر دليلا جديدا على أنه يملك رؤية فنية واسعة وقدرات هائلة تصنع الإنجازات في كل مكان يتواجد فيه سواء مع الشارقة أو مع المنتخب الأول أو مع منتخب الناشئين·وإذا كان اتحاد الكرة نجح في مرحلة البناء وقدم بطل خليجي 4 للناشئين ،فإن استمرار المسيرة بهذا المستوى وبمزيد الجهد والعرق والتخطيط في المستقبل،فإن الجماهير من حقها أن تحلم بإنجاز جديد،ولكن على الساحة الآسيوية يقود الأبيض لنهائيات كأس العالم على مستوى الناشئين أو الشباب أو المنتخب الأول ·ما شاهدناه في أبها من أداء ومباريات ونجوم وكرة هجومية وإنجاز ليس سوى خطوة أولى على طريق طويل وشاق للوصول إلى منصات التتويج ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©