السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المصريون يرون أملاً في الأفق

المصريون يرون أملاً في الأفق
12 يوليو 2013 22:52
ليز سلاي وشرف الحوراني القاهرة الفوضى الجنونية التي طبعت ثورة مصر الأخيرة، تراجعت فجأة لتفسح المجال أمام الوتيرة البطيئة لشهر رمضان الذي يعد مناسبة للاحتفال والصيام في آن واحد، حيث ينام خلاله المصريون في وقت متأخر، ويعملون أقل، ويحتفلون خلال ساعات الليل. وهذا العام، ازداد المزاج الاحتفالي وتقوّى عند الكثيرين مع نجاح الانتفاضة على الرئيس مرسي الذي أطيح به الأسبوع الماضي بعد خروج ملايين الناس إلى الشوارع للمطالبة برحيله، وتدخل الجيش القوي في البلاد. وفي الأزقة الضيقة للقاهرة العتيقة، زُينت الشوارع البالية التي مازالت تحمل ملصقات انتخابية باهتة لمرسي بزينة رمضان وفوانيس متوهجة ومزركشة بالألوان، احتفالاً بقدوم شهر الصيام. وأُطلقت الألعاب النارية في الهواء، وليست العيارات النارية، وكثرت الآمال في عهد جديد يوشك على البدء بالنسبة لمصر. وفي هذا الإطـار، قال أحمد حسن محمد (80 عاماً)، ملخصاً التوقعات المرتفعة لمن دعموا إسقاط ثاني رئيس لمصر في ظرف عامين تقريباً: «إن الاقتصاد سيتحسن، والعمال سيعملون أكثر، والسياح سيعودون، وفي غضون شهر أو شهرين ستصبح مصر جميلة من جديد». ومن جانبه، يقول محمود أحمد (55 عاماً)، والذي كان قد صوت لمرسي ثم انضم للمظاهرات ضده: «لقد كنا نعيش في فوضى، والإخوان كانوا يسمونها ثورة. واليوم، نأمل في بداية جديدة وأحسن». غير أن مسألة ما إن كان هذا التفاؤل مبرراً فذلك أمر مشكوك فيه؛ حيث إن المصريين منقسمون على نحو خطير بين من يرغبون في عودة مرسي ومن يشعرون بالفرح لذهابه. فما يشيد به كثير من المصريين العاديين باعتباره ثورة جديدة، يندد به أنصار مرسي باعتباره انقلاباً. وعلاوة على ذلك، فإن اعتقال مرسي ومقتل 51 متظاهراً يوم الاثنين، ولَّد مخاوف من أن تكون مصر بصدد الانزلاق مجدداً إلى الحكم العسكري، في وقت أصدرت فيه السلطات مذكرات لتوقيف معظم قادة «الإخوان المسلمين»، وقد اعتُقل بالفعل مئات من أعضاء الجماعة. «الإخوان المسلمون» دعوا إلى مسيرة مليونية الجمعة في مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر في القاهرة، والذي تحول إلى مخيم احتجاج دائم يقابل المخيم الذي يقيمه الليبراليون والعلمانيون في ميدان التحرير في مركز المدينة. وقد تعهدت الجماعة بالإبقاء على الاحتجاجات سلمية، رغم إراقة الدماء التي حدثت يوم الاثنين. وقالت في بيان لها: «إننا سنواصل مقاومتنا السلمية للانقلاب العسكري الدموي». لكن رمضان هذه السنة يكتسي معنى مختلفاً بالنسبة لبضعة آلاف من أنصار مرسي الذين انتقلوا إلى المسجد، من شدة الحر تحت قماش الخيام، متعهدين بأنهم لن يغادروا المكان حتى عودة رئيسهم. وفي هذا الإطار، يقول محمد سيد شربكي (48 عاماً)، والذي سافر إلى القاهرة للانضمام إلى المخيم من مدينة المنصورة في دلتا النيل في اليوم الذي خلع فيه مرسي: «إن هذا شهر الصلاة والنصر، وسننتصر». والواقع أن ثمة أصواتاً معارضة حتى بين من يقولون إنهم لا يتعاطفون مع الإسلاميين، لكنهم قلقون من الاتجـاه الذي تسير فيـه مصر حالياً. وإلى هذا الاتجاه ينتمي محمد سلطان (50 عاماً)، وهو بائع خضار في سوق في المدينة العتيقة، يصف نفسـه بأنه «علماني قح». غير أن خلع مرسي جلب فوائد ملموسة، وهو ما يعزز الشعور بتحقيق إنجاز ما بين من خرجوا إلى الشوارع لإرغامه على الرحيل. فقد تعهدت حتى الآن بعض الدول العربية بتقديم 12 مليار دولار من المنح والقروض للحكومة المصرية الجديدة، مساعدات لم تكن متوقعة ستعين مصر على تخفيف أزمتها الاقتصادية وربما التخلص من الضغط لتبني التدابير التقشفية التي يطالب بها صندوق النقد الدولي. كما أن الانقطاعات الكهربائية، ونقص الغاز، وطوابير الخبز التي ميزت الأشهر الأخيرة من حكم مرسي خفت وتراجعت، وهو ما يدفع أعضاء «الإخوان» للقول بوجود مؤامرة لإضعاف حكمه. المصريون الذين انضموا إلى المظاهرات يشيرون إلى عودة الخدمات كدليل على عدم كفاءة حكومة مرسي، ويبدو أن ثمة القليل من الندم على أحداث القتل التي وقعت الاثنين. ونظراً لإغلاق الصحف والقنوات التلفزيونية التابعة للإسلاميين، فإن معظم وسائل الإعلام تتبنى على ما يبدو رواية الجيش للأحداث، والتي تقول إن متظاهري «الإخوان» هم أول من أطلق النار. ويقول الحلاق محمد بدوي (64 عاماً) وهو يهم بوضع رغوة الحلاقة على وجه أحد زبائنه بمحله الصغير: «إن الناس سعداء ومتفائلون لمجرد أننا نحيناهم من السلطة. صحيح أنه لم يتم إصلاح شيء كلياً، لكن على الأقل نجحنا في التخلص منهم». ويضيف زبونه حسن محمود (63 عاماً)، والذي قال إنه يشعر بأنه تعرض للخيانة للصوت الذي أدلى به لـ«الإخوان»: «لقد دعمنا أولئك الناس لأننا كنا نعتقد أنهم مسلمون وكنا نريد العيش في الإسلام، لكنهم استغلوا الإسلام لاختطاف الثورة». ثم يضيف قائلا: «لقد استعملوا النصوص الدينية للسيطرة على عقول الناس التائهين وتوجيهها». لكن «قدري عنان» (41 عاماً)، والذي كان جالساً على عتبة محل الطباعة الصغير الذي يملكه بالجوار، قدم رأياً معارضاً. غير أن ابن أخيه لا يتفق مع تخوفاته؛ وقال علاء موادي (29 عاماً): «لقد غيرت الثورة كل شيء»، مضيفاً: «لقد تغيرت مصر، وقريباً سنصبح واحدة من أعظم دول العالم من جديد». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©