إعداد - أيمن جمعة:
قررت شركة ''سايمون جروب'' البريطانية لإدارة الموانئ التعاقد مع عدة مسؤولين حكوميين اميركيين سابقين لتولي مناصب إدارية في شركة جديدة تعتزم التقدم بعطاء لتولي إدارة أنشطة الموانئ الاميركية التي آلت إدارتها إلى شركة موانئ دبي العالمية، التابعة لمجموعة ''دبي العالمية''·
ولم يبدأ ''دويتشه بنك'' الذي يشرف على صفقة بيع أصول الموانئ الاميركية في إرسال معلومات تفصيلية عن العقد إلا الأسبوع الماضي فقط، ومن غير المتوقع اكمال الصفقة حتى الخريف المقبل·
وكانت موانئ دبي العالمية حصلت على حق إدارة ستة موانئ اميركية على الساحل الشرقي وهي نيويورك ونيوجيرسي وفيلادلفيا وبالتيمور وميامي ونيواورليانز، وذلك بعد صفقتها التاريخية لشراء شركة الملاحة البريطانية ''بي آند أو''·
وقالت صحيفة ''الفاينانشال تايمز'' في عددها الصادر أمس إن الرئيس التنفيذي للشركة تيموثي تشادويك الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والاميركية، يبدو أنه ضمن توفير تمويل من مؤسسة اميركية لعرض إدارة الموانئ الاميركية· وإذا نجح العرض فان ''سايمون جروب'' ستفوز بعقد إدارة تلك الموانئ وعدة عمليات أخرى خاصة بالشحن والركاب·
ورفض تشادويك الكشف عن الجهة التي توفر التمويل المطلوب للعرض المحتمل لكنه قال ''نحن على ثقة من تمويلنا الموجود في الولايات المتحدة''· كما رفض الإفصاح عمن تم التعاقد معهم للانضمام إلى مجلس الإدارة، واكتفي بالقول ''انهم شخصيات سياسية مهمة في واشنطن وشخصيات عسكرية سابقة ممن يهتمون أنفسهم بأمن الموانئ البحرية الاميركية·'' ونقل التقرير عن مصدر قريب من المحادثات قوله إن شركة تشادويك من المرجح أن تكون واحدة من عدة شركات تسعى للفوز بالعقد، والتي قررت تشكيل مجالس إدارة يهيمن عليها اميركيون ذوو خلفيات عسكرية وحكومية وامنية· ومضى التقرير الذي كتبه روبرت رايت يقول ''بعض الشركات ربما تشكل أيضا مجالس ادارة اميركية خاصة للاشراف على العمليات الاميركية، وهو نظام أحيانا ما تستخدمه الشركات العسكرية الاجنبية للتعامل مع صفقات وأمور حساسة اميركيا·''
وخلص التقرير الى انه سيكون من المفارقات ان تفوز شركة صغيرة مثل ''سايمون جروب'' بحق ادارة الموانئ الاميركية التي حققت ايرادات تزيد على 447 مليون دولار العام الماضي· ومضى التقرير يقول ''سجلت سايمون جروب أرباحا قبل خصم الضرائب بلغت 3,12 مليون جنيه استرليني (5,8 مليون دولار) بعدما سجلت إيرادات اجماليها 26 مليون جنيه فقط· بل ان الشركة هذه قد تخضع قريبا لسيطرة مونتوبان البلجيكية·''
وكانت موانئ دبي العالمية قررت في وقت سابق بيع ادارة هذه الموانئ الاميركية لتهدئة الجدل السياسي الذي أثارته بعض الأصوات المتشددة في الكونجرس احتجاجا على استحواذ الشركة الإماراتية على ''بي آند أو'' وأنشطتها في الولايات المتحدة·
وسبق أن نشرت ''الفاينانشال تايمز'' افتتاحية عن الموضوع نفسه انتقدت فيه ''مشاعر انفصام الشخصية'' المثارة حول الصفقة مشددة على ان الأصوات الرافضة لإدارة موانئ دبي للمرافئ الاميركية يكشف واحدا من أقبح وجوه السياسات الحمائية الاميركية· وفي المقابل فقد باركت الحكومة البريطانية استحواذ شركة موانئ دبي على بي أند او مؤكدة انها على ثقة تامة من أن الشركة الاماراتية ستحسن إدارة الشركة البريطانية بما يلبي تطلعات السوق الحرة·
ولم تكن حالة ''موانئ دبي'' اول مرة ترفض فيها الادارة الاميركية خطوات شركات أجنبية لدخول سوقها المحلي، فقد تصدت السلطات لعرض قدمته شركة ''سي ان او او سي'' الصينية للنفط بقيمة 18 مليار دولار لشراء شركة يونيكال الاميركية·
عدد اليوم
