الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

معرض إندونيسيا للسيارات·· محاولة لتنشيط سوق متهالكة

معرض إندونيسيا للسيارات·· محاولة لتنشيط سوق متهالكة
25 يوليو 2006 02:00
إعداد - عدنان عضيمة: افتتحت في جاكارتا يوم الخميس الماضي الدورة الرابعة عشرة لمعرض إندونيسيا الدولي للسيارات وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري؛ وتأتي هذه المرة في فترة عصيبة تمر بها هذه الصناعة وسوقها المحلية· وتأمل شركات تصنيع السيارات ووكالات بيع السيارات المستوردة أن يسهم المعرض في تنشيط الأسواق المحلية التي تعاني من ركود كبير في بلد يبلغ تعداد سكانه 220 مليوناً· وتميزت هذه الدورة بأحداث مهمة حيث أطلقت العديد من الشركات اليابانية لصناعة السيارات موديلات جديدة، وتوقع المشرفون على تنظيم المعرض أن يبلغ عدد زواره 200 ألف· وكانت مبيعات السيارات في السوق المحلية سجلت خلال النصف الأول من العام الجاري هبوطاً مريعاً لم يكن يتوقعه أحد بلغ 49,3 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مما دفع بعض كبار المعلقين إلى القول بأن سوق السيارات الاندونيسية دخلت مرحلة الموت السريري· مول السيارات ولسوق السيارات في إندونيسيا قصة بالغة التعقيد ويشوبها الكثير من الغموض؛ ففي شهر فبراير من عام 2003 افتتح في جاكارتا (مول السيارات( Auto Mall ليجد المحللون في هذه المبادرة ما يوحي بإطلاق انتفاضة اندونيسية حقيقية من الأزمة التي عصفت بمعظم الاقتصادات الآسيوية عامي 1997 و·1998 ويضم هذا المجمع التجاري الضخم المخصص لعرض السيارات التي تنتجها شركات عالمية رائدة، 20 صالة عرض، و15 مطعماً، وقيل إنه مخصص لإظهار مدى عزيمة الإندونيسيين على الخروج من المحنة والبدء بحملة واسعة النطاق لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية المنشودة· وبافتتاح هذا (المول) الضخم، بات في وسع أصحاب الجاه والحظوة من الإندونيسيين رؤية أفخر السيارات العالمية معروضة في هذه الصالات بما فيها (بنتلي) و(فيراري) و(جاكوار)· وكانت إندونيسيا من بين أكثر بلدان شرقي آسيا معاناة من تداعيات الأزمة المالية التي شهدتها آسيا في تلك الفترة ومثلت كارثة حقيقية هناك· وهي تضم الآن العديد من مصانع السيارات اليابانية والكورية التي مثلت بالنسبة للإندونيسيين فرصة مساعدة على الانعتاق من ذكريات السنوات الأليمة· ولكن، وبعد مضي ثلاث سنوات على افتتاح (مول السيارات)، سجّل هبوطا كبيرا ومفاجئا في المبيعات الإجمالية من السيارات في إندونيسيا خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري بسبب التضخم وارتفاع أسعار الوقود إلى الضعف والفوائد العالية على القروض· وأوحت هذه الظروف مجتمعة بعودة الصورة القاتمة إلى سوق السيارات هناك وخاصة إلى صالات وأروقة (مول السيارات)· ونقلت صحيفة ''الفاينانشيال تايمز'' عن ريتشارد دانييل مدير التسويق في (المول) قوله: (لا شك أن من الأفضل أن يتم إغلاق مول السيارات تماماً· وبعد أن اعتدنا رؤية الكثير من الزوّار خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، أصبحنا الآن لا نرى إلا الأعداد القليلة ممن يأتون لينعموا النظر في سيارات أنّى لهم أن يشتروها)· وكانت السوق الإندونيسية للسيارات سجلت العام الماضي مبيعات قياسية بلغت 534 ألف سيارة جديدة إلا أن مبيعات صناعة السيارات الإندونيسية المحلية لم تتعدَّ 150 ألف سيارة وشاحنة تجارية جديدة خلال النصف الأول من العام الجاري· ويرى المحللون في هذه الأرقام أن إندونيسيا تواجه الآن أسوأ عام من أعوامها الخمسة التي قضتها حتى الآن في تنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادي· وإذا ما استمر هذا الركود على الوتيرة ذاتها فسوف تسجل سوق السيارات في إندونيسيا أسوأ عام على الإطلاق في تاريخها· حلول على الطريق ومع الاستعدادات الحثيثة التي واكبت التحضيرات المكثفة لافتتاح المعرض الدولي، أشار الخبراء الإندونيسيون لصناعة السيارات إلى أن هناك الكثير من مبررات التفاؤل بعودة الحياة إلى السوق· ويتبنى المتفائلون في هذا الصدد جملة متغيرات جديدة ينتظر منها أن تؤدي إلى الانفراج منها لجوء البنك المركزي الإندونيسي لتخفيض معدلات الفائدة مرتين منذ شهر مايو الماضي؛ وهذا مؤشر مهم في بلد تبلغ فيه نسبة سيارات الركاب التي تباع بطريقة القروض أكثر من 70 بالمئة· وتكمن المشكلة الكبرى بالنسبة للاقتصاد الإندونيسي في أنه بات يعتمد على صناعة السيارات بنسبة كبيرة لأنها تشكل القطاع الأكثر امتصاصاً للعمالة المحلية بالإضافة لما تجلبه من استثمارات عالمية للشركات الأجنبية التي تصنع سياراتها هناك بسبب انخفاض أجور الأيدي العاملة· ويقول تقرير ''الفاينانشيال تايمز'' أنه ما من أحد من المحللين يمكنه أن يكون الآن متفائلاً بعودة السوق الإندونيسية إلى أيامها الذهبية التي شهدتها عام ·2005 ويقول بريجونو سوجيارتو رئيس قسم السيارات في شركة (آسترا) رائدة صناعة السيارات في إندونيسيا إن على الإندونيسيين أن ينتظروا فترة سنتين أو ثلاث سنوات حتى تعود المبيعات إلى ما كانت عليه العام الماضي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©