الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسباني خوسيه جيريرو: التراث الإسلامي يزخر بمقومات متنوعة

الإسباني خوسيه جيريرو: التراث الإسلامي يزخر بمقومات متنوعة
10 يوليو 2015 20:30
مجدي عثمان (القاهرة) في غرناطة رزق «إفيليو جارسيا لويز» بابنه الثالث «خوسيه جيريرو»، وهو اسم تكثر التسمية به في إسبانيا رغم أنه ليس إسبانياً أصيلاً، ويبدو أنه أُخذ من الهنود الحمر السكان الأصليين للأميركيتين في الفترة الكولونيالية - فترة الإمارات الإسبانية - في أميركا اللاتينية والوسطى حيث إن هناك مخطوطات تسمى «مخطوطات جيريرو» رسمها الهنود في تلك الفترة تروي قصصهم الحياتية، وما أن بلغ خوسيه سنه الخامسة عشرة حتى مات أبوه، فأبعد نفسه عن الدراسة ليلتحق بورشة للنجارة لا يلبث أن يتركها ليعمل مساعداً في ورشة أسرة «خوان مارتينيز هيريرا» للحفر على الخشب، فتشجعه تلك الأسرة على تعلم فنون الرسم في الفصول المسائية التابعة لمدرسة الفنون والحرف التقليدية في المدينة، ويتركها بعد عام إثر مشادة مع أحد مدرسيه، وحينما أستُدعي لأداء الخدمة العسكرية بعد اندلاع الحرب الأهلية في إسبانيا، شهد نفس العام مصرع الشاعر الغنائي والمسرحي الكبير «فيديريكو جارسيا لوركا»، والذي كان قد تعرف عليه قبلها بعام، وشجعه على ترك غرناطة - كما فعل هو من قبل- والذهاب إلى العاصمة مدريد لتنمية موهبته الفنية. الحس التجريدي استفاد «جيريرو» من فترة خدمته العسكرية تلك في تنمية حسه التجريدي، في رسم الجبال والتضاريس الطبيعية في جبهة القتال، وجزء من تلك الطبيعة كان يشاهده في الهمبرا في طفولته، كما كان لرسمه أفيشات الأفلام التي تعُرض في مدريد، حينما التحق بمدرسة «سان فرناندو» للفنون الجميلة، أثره في الجرأة على التعامل مع أسطح التصوير الأكبر مساحة، والقدرة على حل لغز تلك المساحة بإتقان، إضافة إلى ذلك دراسته التصوير الجداري وفن الفريسكو في مدرسة باريس للفنون الجميلة بعد أن أنهى دراسته في مدريد، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تعرف فيها على أعمال الفنانين «بيكاسو وميرو». جمال المناظر وقال جيريرو: لأنني كنت أنظر طوال الوقت إلى الهمبرا فلم أكن ألقي بالاً بالكرة التي يصوبها نحوي رفاقي فقد كنت مستغرقاً في التفكير بالألوان وجمال المناظر الطبيعية، وخاصة الجبال مثلمة القمم - كأسنان المنشار - وكانت البداية لأصل إلى أسلوبي في التجريد. ورَسْم تلك المناظر الطبيعية هو بداية الرحلة المشتركة والمتشابهة له مع الفنان الروسي الأصل الألماني الإقامة «فاسيلى كاندنسكي»، ويتشابهان أيضاً في الاحتفاظ بالمخزون البصري لذاكرة الطفولة حيث ولد كاندنسكي في موسكو المدينة الممزوجة بالألوان، وكان يتذكر تفاصيل شوارع بأكملها جعلته يستطيع رسمها من الذاكرة. البدايات الأولى وعن بدايات تأثره باللون قال جيريرو: لا زلت أتذكر البدايات الأولى التي تحركت فيها مشاعري نحو اللون، ففي ذلك الوقت كنا نذهب لتلقي الدروس الدينية بعد الظهر في كنيسة المدرسة التي كانت تديرها الراهبات، وكانت هناك نوافذ معشقة بالجص ذات ألوان جميلة، وكان الضوء يعكسها على الرؤوس الصلعاء لهؤلاء الرجال الراكعين لتلاوة الصلاة، وأتذكر هذه الألوان التي تتشكل من الأحمر والأصفر والقرمزي، وتلك الألوان استمرت في ذاكرتي حتى مرحلتي الأخيرة، بالإضافة إلى أن غرناطة نفسها بها الكثير من التراث الإسلامي الذي يزخر بمقومات تجريدية متنوعة، سبقت المدرسة التجريدية باختلاف اتجاهاتها، وأشكالها الهندسية المتكررة. التجريد الإسلامي ويعد الفن الإسلامي واحداً من التأثيرات الأخرى على «جيريرو» بطريقة غير مباشرة، فهناك آثار إسلامية في غرناطة مسقط رأسه، حتى أنه حينما قدم إلى مصر لم يصور في جوار الهرم وإنما كانت خلفيته جامع أحمد بن طولون، وكذلك صورته في جوار أحد الزخارف الإسلامية في غرناطة. فقد استفاد من التجريد الإسلامي خاصة الهندسي، وأيضا زخرفة التوريق في لوحة «امتداد»، حيث تحولت رؤوس أعواد الثقاب إلى حليات يمكننا أن نجد لها نظيراً في الإطار الخارجي المزخرف لسطح مسجد. لون الحياة ويؤكد جيريرو على أن الأسود لون الحياة، فيقول إنه الذي يلازمني وأتعامل معه، تتدفق منه الحياة يبعث على الشفافية إنه ليس ذلك الأسود المرتبط بالموت أو حتى يشير إليه، أما اللون الأحمر فقد ارتبط مع جيريرو منذ مشاهدته للنوافذ المعشقة بالجص في كنيسة المدرسة وهي ذات الألوان الحمراء والصفراء والقرمزية، كما كان اللون الأحمر شائعاً في قرى الأندلس الإسلامية الطابع، في لون الطين. وقال جيريرو أن لوحاته تمثل له العقيدة والإيمان، ثم التأمل الذي هو مهم في مثل تلك الأعمال لإنتاجها، إضافة إلى تأثره في التلوين بالمدرسة التأثرية، فقد كان متيماً ومشدوهاً بأعمال «هنرى ماتيس» التي استمدها من الشرق المسلم. أتذكر البدايات الأولى التي تحركت فيها مشاعري نحو اللون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©