الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«نوكيا» تعول على «سيمنس نتووركس» للعودة إلى الأرباح

«نوكيا» تعول على «سيمنس نتووركس» للعودة إلى الأرباح
12 يوليو 2013 22:56
يرى بعض المراقبين أن ما سبب خسائر لشركة سيمنس ربما هو ذاته الذي يحقق مكاسب لشركة نوكيا. هذا على الأقل ما فسره بعض المحللين لقيام نوكيا بشراء المشروع المشترك نوكيا سيمنس نتووركس التي كانت تجمع ما بين نوكيا وسيمنس مقابل 1.7 مليار دولار والذي منيت بالفشل. ووصف ستيفن إيلوب رئيس تنفيذي نوكيا صفقة شراء ما تبقى من نوكيا سيمنس نتووركس بأنها فرصة سانحة. وقدر معظم المحللين قيمة حصة سيمنس (50%) بما يتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات يورو وإن كانت هذه القيمة أصغر كثيراً جداً من تقديرات مصرفيين بلغت 20 مليار يورو حين تم تأسيس شركة التآلف عام 2006. يذكر أن أسهم نوكيا ارتفعت في الأول من يوليو بنسبة 7.5%. ومن واقع الثمن المنخفض الذي حصلت سيمنس عليه فإن كل من يعلم بهذه الصفقة المرتبكة التي دامت سبع سنوات مع نوكيا سيمنس نتووركس ربما قد توقع انهيار أسهم شركة التآلف الألمانية. غير أن ارتفاعاً يفوق 2% أكد ارتياح المستثمرين الكبير من قطع سيمنس أخيراً لعلاقاتها مع هذا المشروع الخاسر. وتأمل نوكيا في أن تكون سلسلة الخسائر قد انتهت. يذكر أن نوكيا سيمنس نتووركس منيت العام الماضي بخسائر بلغت 1.4 مليار يورو وخسائر تشغيلية بلغت 799 مليون يورو. غير أنه وفق الحسابات الفعلية - مع استبعاد العمليات العارضة - حققت نوكيا سيمنس نتووركس ربحاًَ بلغ 778 مليون يورو ما يجعلها أكثر أقسام نوكيا ربحية متفوقة على وحدتي خرائطها وهواتفها الذكية. كما أن هامش ربحها التشغيلي الفعلي للربع الرابع من العام البالغة نسبته 14.4% اعتبر قياسياً غير مسبوق في ماضيها. ووسط شائعات مختلفة ترددت خلال الأسابيع القليلة الماضية حول احتمال قيام نوكيا ببيع نشاط أجهزتها المحمولة تعمد ايلوب مؤخراً التأكيد على عدم احتمال تحويل نموذج أعمال نوكيا عن الهواتف وتوجيهه نحو الشبكات. وأضاف ايلوب أن نوكيا أرادت الاستمرار في تعزيز استقلال نوكيا سيمنس نتووركس، وأنها ستبقى على إدارتها الراهنة والتي توشك على إتمام نصف خطتها الرامية إلى إعادة هيكلة جذرية شهدت تسريح 17000 موظف. وفيما يتعلق بالمستقبل تؤكد الشركة الفنلندية على أن جميع الخيارات واردة بشأن نوكيا سيمنس نتووركس. بمعنى أنه يمكن إدراجها بسوق الأسهم أو بيعها أو اندماجها من خلال الاستحواذ على شركة أخرى متخصصة في تصنيع معدات الاتصالات. غير أن هناك عيباً كبيراً في هذه الصفقة لنوكيا، إذ أنها تؤكد مرة أخرى وضعية نقد الشركة الخطر، فلو كانت الصفقة قد أبرمت في الربع الثاني من العام - بدلاً من الربع الثالث كما هو مرجح لتراوح صافي نقد نوكيا في آخر يونيو ما بين ملياري و2.5 مليار يورو بانخفاض من 4.5 مليار يورو في آخر شهر مارس. وحتى بدون مبلغ 1.2 مليار يورو نقداً الذي ستدفعه لشركة سيمنس عند توقيع العقد (ودفع الباقي البالغ 500 مليون يورو بعد سنة من خلال قرض مضمون محصل من قبل سيمنس)، استهلكت نوكيا ما يتراوح بين 300 مليون و800 مليون يورو من النقد في الربع الثاني من العام. وقال سامي سركاميس المحلل في نورديا إن الصفقة زادت مخاطر إصدار حقوق شراء أسهم جديدة خلال الاثني عشر شهراً المقبلة بالنظر إلى أنه من المرجح أن تخضع نوكيا لضغوط من سوق الديون التي تريد نوكيا أن تكون فاعلة فيها في الأجل القريب. غير أنه يعتقد أن في مقدور نوكيا تفادي الحاجة إلى أسهم جديدة بسبب النقد الذي كانت نوكيا سيمنس نتووركس تحققه. وقال بيير فيراجو المحلل في بيرستاين ريسيرش للبحوث إن الصفقة تعتبر عبئاً آخر على كشف موازنة نوكيا المهتز فيما تواجه ما يراه فيراجو دورة أخرى من إعادة الهيكلة وتغيراً في استراتيجيتها المتعلقة بأعمال الهواتف المحمولة منخفضة السعر. هناك أيضاً علامات استفهام حول نوكيا سيمينس نتتووركس. إذ قال خبراء إنها تبدو أفضل حالاً من شركة الكاتل لوسنت وإن كانت أقل كثيراً من شركة إريكسون السويدية الرائدة عالمياً. غير أن صناعة معدات الاتصالات منطوية على تنافس شرس مع تعاظم نمو كل من هواوي وزدتي إي الصينيتين. كان ذلك كافياً لتأكيد رغبة سيمنس في البيع. ففي شهر نوفمبر الماضي قال مديرها المالي جو كايسر: «إني مقتنع بأن هذه صناعة ينبغي تجنبها إذا اقتضت الأحوال». وفي الشهر ذاته أعلنت سيمنس أنها تعتزم بيع بعض ما هو غير رئيسي من محفظتها المتنوعة التي تمتد من القطارات مروراً بالمعدات الطبية إلى تربينات الرياح، مدركة أنها من حيث الربحية أخفقت في مواكبة منافسيها. وعرضت سيمنس وحدات الطاقة الشمسية ومعالجة المياه ومناولة الأمتعة للبيع ضمن توجهها نحو تقليص النفقات. غير أن نوكيا سيمنس نتووركس ظلّت أكثر النشاطات التي أراد المستثمرون أن تتخلص منها سيمنس. وقال بن أجلو الخبير في مورجان ستانلي: «كانت نوكيا سيمنس نتووركس أكبر عوامل القيم السلبية في سيمنس خلال العقد الماضي - وقال سيني نيك إن هذه الوحدة كلفت سيمنس خسائر تراكمية بلغت 3.85 مليار يورو في السنوات الخمس الفائتة. وقال أجلو: «رغم انخفاض السعر آنذاك، نعتقد أن هذا هو أفضل ريع ممكن لمساهمي سيمنس». كما انشرح صدر المستثمرين بأنه كان «خروجاً نظيفاً»، فهم لن يعودا مهددين بخسائر مقبلة بعد الآن. وبشأن نوكيا فإنه يلزم التوقف عن استهلاك النقد سريعاً لو تقرر عدم إصدار حقوق شراء أسهم. وقال شخص مقرب إلى الشركة الفنلندية: «تعتبر نوكيا سيمنس نتووركس من الأصول المدرة للنقد وهذا يعد عنصر حماية - ولكن هل هو عنصر حماية كاف؟»، وأضاف: «الفترة الربعية المقبلة أو التي تليها ستكشف لنا عن ذلك». عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©