الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشاريع سواحل كوينزلاند ترفع أسعار الغاز الأسترالي المسال

12 يوليو 2013 23:03
أكثر ما يدعو للدهشة عن مشاريع الغاز الطبيعي المسال قيد الإنشاء على سواحل كوينزلاند بأستراليا ليس حجمها أو صعوباتها أو تكاليفها. وتنفق شركة بي جي البريطانية وشركتا اويجين اينرجي وسانتوس الأستراليتان 60 مليار دولار أسترالي (57 مليار دولار أميركي) على ثلاثة مشاريع منفصلة بالقرب من ميناء جلادستون لتحويل غاز الشقوق الفحمي إلى غاز طبيعي مسال لتصديره إلى عملاء أسخياء في اليابان وكوريا الجنوبية. ويشمل كل مشروع من تلك المشاريع عمليات حفر آلاف الآبار ومد مئات الكيلومترات من خطوط الأنابيب الجوفية وبناء خزانات ضخمة يبلغ ارتفاع بعضها نحو 40 متراً. وبإضافة ذلك إلى إمدادات متنامية من غربي أستراليا ستساعد مشاريع جلادسنون أستراليا على تجاوز قطر كأكبر مصدر غاز طبيعي مسال في العالم بحلول نهاية هذا العقد. غير أن ما يجدر ذكره في هذا الصدد هو عدم وجود تعاون بين المشاريع الثلاثة التي تقع مجاورة لبعضها البعض في جزيرة كيرتس في مرفأ جلادستون، رغم أنها تستخدم تقنية التسييل ذاتها والمقاول ذاته شركة بكتل الهندسية الأميركية. ونتج عن ذلك ازدواج عالي التكلفة في المرافق والخدمات. إذ أن كل مشروع لديه خدمات العبور البحري الخاص به لنقل العاملين إلى جزيرة كيرتس ذهاباً وإياباً ومساكن خاصة للعاملين به. ويرى محللون أنه كان في مقدور بي جي واوريجين وسانتوس توفير مليارات الدولار من خلال دمج اثنين من المشاريع الثلاثة التي تكبدت جميعها تكاليف زائدة والمتوقع إلا تدر سوى عائدات قليلة للمساهمين. ومع ذلك قال رود ديوك أحد كبار تنفيذيي سانتوس والمشارك في مشروع جلادستون للغاز الطبيعي المسال إن مسألة الربح لم يسبق أن كانت خياراً مطروحاً. وقال: «إنها تبدو كما لو كانت فرصة ضائعة ولكن حين بدأت المشاريع كنا جميعاً نتنافس على عقود تصدير». كما قال ديوك إن مشروع شركته يجري وفق الخطة وإنه من المخطط أن ينتج باكورة شحناته في عام 2015، وهو متأخر قليلاً عن مشروع بي جي المقرر بدء شحناته العام المقبل ولكنه متقدم عن مشروع اوريجين المخطط لعام 2016. وهناك مشروع رابع يشترك في ملكيته رويال دتش شل وبتروتشاينا لا يزال قيد اتخاذ قرار استثماري نهائي بشأنه ولكنه قد يغذي إنتاجه من الغاز في أحد المشاريع القائمة. ورغم أن جزيرة كيرتس موقع بناء ضخم يضم نحو 150 رافعة شاهقة منتشرة في أنحاء المشاريع الثلاثة إلا أن تأثير ما يجري في كوينزلند تستشعره أستراليا بكامل أنحائها. وقال محللون إن ربط احتياطيات أستراليا الهائلة من غاز الشقوق الفحمي بالأسواق الدولية، سيجعل مشاريع جلادستون مرشحة لتغيير سوق غاز الساحل الشرقي ويعمل بالتالي على رفع أسعار الغاز. وعلق جولدمان ساكس في تقرير أصدره مؤخراً: «من ضمن العواقب المقصودة لهذه المشاريع أن يدفع المستخدمون المحليون أسعاراً عالمية في الغاز». وقال مارك جرينوود رئيس بحوث الطاقة في سيتي جروب في سيدني: «يركز كثير من الناس على العائدات المنخفضة المتوقعة من مشروع جلادستون للغاز الطبيعي المسال بشكل مطلق ولكنهم يغفلون أمرين شديدي الأهمية. أولاً العائدات الواردة من بيع حصص في المشاريع وثانياً أن أسعار الغاز ارتفعت بسبب نقص المعروض في الأسواق. وقد نتج عن ذلك رواج نشاط حقول في مناطق مثل حوض كوبر أحد أكبر مصادر الغاز التقليدي في أستراليا. وقال جرينوود: «تغيرت اقتصاديات كوبر بسبب ارتفاع أسعار الغاز وبدء رواج عقود الغاز التقليدي». يذكر أن شركة سانتوس أعلنت مؤخراً عن خطط زيادة إنتاجها من كوبر بنسبة تزيد على 30% خلال السنوات الثلاث المقبلة. وقال خبراء إن أسعار عقود الجملة طويلة الأجل التي تتراوح أسعارها بين ثلاثة وأربعة دولارات أسترالية لكل جيجاجول في ساحل أستراليا الشرقي يتوقع أن تزيد إلى أكثر من الضعف قبل أن تعمل مشاريع جلادستون بشكل معتاد في عام 2016-2017، وهذا سيكون نتيجة الربط الجديد بالأسواق الدولية والطلب من المحطات الجديدة التي سيكون في مقدورها إنتاج أكثر من 25 مليون طن غاز طبيعي مسال سنوياً. ويتوقع كريدي سويس أن يبلغ الطلب على غاز ساحل أستراليا الشرقي ثلاثة أمثاله بسبب محطات جلادستون. عن «فايننشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©