الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموهبة أولاً

17 يناير 2013 23:39
منذ أن بدأت كرة القدم تدور في ساحات وملاعب العراق، ظهرت للوجود مؤشرات دعم لهذه اللعبة على مستوى المؤسسات والأفراد، وتشكلت روابط للمشجعين بطرق عفوية، وواكب استمرار ونجاح اللعبة في بلاد الرافدين إطلاق العديد من كليات التربية الرياضية التي ساهمت في التأسيس للثقافة الرياضية، ولعب الأكاديميون دوراً واضحاً في ترسيخ الجانب العلمي للرياضة، مما أدى إلى ظهور حركة النقد الرياضي بصورة عامة، وبروز النقد الخاص بلعبة كرة القدم. مع وجود هذه الثقافة الرياضية العامة التي قدمتها كليات التربية الرياضية المنتشرة في أرجاء العراق، إلا أن الفرق والمنتخبات العراقية مازالت تعمل بالصورة الفطرية التي تعتمد على حماس اللاعبين وما اكتسبه المدربون من خبرات تجاربهم الميدانية، آخذين في الاعتبار تصاعد رغبات المدربين العراقيين في الجلوس على مقاعد الدراسة من أجل الحصول على رخص التدريب بكافة درجاتها. على الرغم من التطور الحاصل على منظومة كرة القدم العالمية على مستوى الأندية والمنتخبات، إلا أن الكرة العراقية، مازالت تتغلب فيها الفطرة على النظريات الأكاديمية، وتغلب فيها الموهبة على الشهادة والثقافة، كما أن اللاعب العراقي الذي لم يحترف في الخارج تنقصه الثقافة التخصصية، فهو لا يملك الحد الأدنى من المعلومات التي تساعده على الحفاظ على صحته ولياقته، وخاصة مسألة التغذية الصحية السليمة. تم إعفاء مواهب كرة القدم من المشاركة في الحروب التي خاضها العراق في تاريخه، وتمكنت هذه المواهب من وضع اسم العراق في الواجهة الإبداعية بدلا من الواجهة الحربية، عندما حقق منتخب العراق بطولتي الخليج السابعة والتاسعة خلال العقد الثمانيني من القرن الماضي، حين كان العراق يخوض حرباً شرسة مع إيران، كما استطاعت مواهب العراق الكروية أن تتأهل إلى كأس العالم 86 في المكسيك في أحلك الظروف التي كان يمر بها البلد. لم تتوقف إنجازات الكرة العراقية عند الكؤوس ومنصات التتويج، بل تعدى ذلك إلى دور أكثر تأثيراً في توحيد البلاد وذلك عندما حقق المنتخب العراقي كأس آسيا عام 2007. نعم الموهبة أولاً، فالموهبة لا يمكن تزويرها، في حين يمكن تزوير الشهادة بيسر وسهولة. جاسب عبدالمجيد (العراق)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©