القدس (رويترز) - قام آلاف الإسرائيليين بمسيرة في أنحاء تل أبيب مساء السبت للمطالبة بوضع نهاية لإعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية الإجبارية. وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إنه كان هناك 10 آلاف متظاهر، لكن وسائل الإعلام المحلية قدرت العدد بنحو 20 ألفا، فيما تحدث منظمو الاحتجاج عن مشاركة 30 ألفاً. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا أمام متحف الفنون في تل أبيب لافتات كتب عليها “سئمنا معاملتنا كأغبياء” و”شعب واحد يعني تجنيد إلزامي واحد”.
وقال إيدان ميلر أحد منظمي الاحتجاج “لقد سئمنا من هذا القانون، يمكن تغييره، ويجب تغييره”. وصرح موشيه كابلنيسكي، جنرال إسرائيلي سابق، لأخبار القناة الثانية بأن “كثيرا من الناس هنا جنود سابقون خدموا معي. إنهم يتحملون على نحو ظالم معظم العبء”. وأضاف “إننا ندعو الحكومة لتتوحد وتكف عن ممارسة الألاعيب وتتخذ القرارات الصحيحة”. ولم يتم تسجيل أي حادث خلال التظاهرة حسبما ذكرت الشرطة.
ويبدأ معظم الذين يبلغون 18 عاما في إسرائيل الخدمة العسكرية لفترة تتراوح بين سنتين للنساء وثلاث سنوات للرجال. ويستدعى كثيرون منهم لخدمة الاحتياط. ويعفى اليهود المغالون في التدين لتمكينهم من استكمال دراساتهم الدينية.
وفي فبراير، قضت المحكمة العليا بأن قانون “طل” الذي يسمح بالإعفاءات غير دستوري، وأمهلت الحكومة حتى 1 أغسطس للتقدم بقانون معدل. وأثار حكم الحكمة العليا نزاعا كبيرا داخل الحكومة الائتلافية التي يرأسها نتنياهو. وزادت حدة التوتر يوم الاثنين الماضي عندما حل نتنياهو لجنة مكلفة بوضع مسودة قانون شامل ليحل محل قانون “طل”.
ورغم أنه كانت هناك أيضا دعوات لجعل الخدمة الوطنية إلزامية بالنسبة لعرب إسرائيل، إلا أن التركيز الأكبر في اللجنة كان على مسألة تجنيد المتشددين دينيا في الجيش.
وهدد نائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز زعيم حزب كاديما، أكبر شريك في حكومة نتنياهو، بالانسحاب من الحكومة إذا لم توضع نهاية للإعفاءات وتم اعتماد التوصيات. ورد السياسيون المتطرفون بعزمهم التخلي عن الائتلاف أيضاً إذا تم تنفيذها.
إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو متردد، رغم أكثرية برلمانية مريحة (94 نائبا من أصل 120)، في الصادم مع حلفائه التاريخيين، حزب شاس الديني (11 نائبا) وحزب التوراة اليهودية الموحدة الإشكنازي (5 نواب). وأعلن موفاز يوم الجمعة عزمه المشاركة في الاحتجاجات، وشارك فيها بالفعل إلا أن منظمي الاحتجاج لم يوجهوا دعوة لموفاز أو أي سياسي آخر لإلقاء كلمة في الحشد.
وكان النائب الوسطي يوهانان بليسنر اقترح خلال الأسبوع الجاري تجنيدا إلزاميا لليهود المتشددين وخدمة مدنية للأقلية العربية. وقال بليسنر “لدينا واجب صياغة قانون جديد حول الخدمة العسكرية وإلا سيعتبر نحو 60 ألف شاب يهودي متشدد هاربين من الجيش اعتبارا من 1 أغسطس”.
وبحسب استطلاعات الرأي فإن توصيات بليسنر تتلاقى وتطلعات الأكثرية الساحقة من الإسرائيليين الذين يشعرون بالصدمة تجاه عدم المساواة في الخدمة العسكرية.
عدد اليوم
