أكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في مقابلة تلفزيونية أمس أنه يجري مفاوضات سرية مع “طالبان” من أجل وقف الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في بلاده.
في هذه الأثناء، رجح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن تكون الرهينة البريطانية التي قتلت في أفغانستان خلال عملية أميركية فاشلة لإنقاذها، قضت بقنبلة ألقاها الكومندوز الذي حاول إنقاذها. في ما قتل جندي أطلسي وخمسة مدنيين بتفجيرات في جنوب أفغانستان أمس.
وحاول كومندوز أميركي أفغاني الجمعة الماضي إنقاذ ليندا نورجروف “36 سنة” العاملة الإنسانية الأستكلندية في منظمة “دي. ايه. اي” الأميركية غير الحكومة التي خطفت في 26 سبتمبر مع ثلاثة من مرافقيها الأفغان في ولاية كونار شرق أفغانستان، بمنطقة حدودية مع باكستان من معاقل “طالبان”.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي: “قد تكون ليندا قتلت بقنبلة ألقاها الكومندوز خلال الهجوم، لكن ذلك ليس أكيداً، وسيفتح تحقيق أميركي بريطاني مشترك”. وأكد كاميرون أنه تباحث “في وقت مبكر من صباح أمس مع قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس الذي كشف له، حسب عناصر التحقيق الأولى، أن ليندا قد لا تكون قتلت بأيدي خاطفيها، كما كان يعتقد مبدئياً”. وقد أمر بترايوس باجراء تحقيق في العملية مؤكداً أنه لم يتسن كشف من قتلها. وأضاف كاميرون: “من الواضح أنه يشعر بأسف عميق لما جرى”. وتابع أن “ليندا كانت محتجزة في إحدى المناطق الأفغانية الخاضعة للقيادة الأميركية؛ ولذلك تمت العملية بقيادة القوات الأميركية”.
إلى ذلك، أعلنت قيادة القوات الدولية مقتل أحد جنودها أمس بانفجار قنبلة في جنوب أفغانستان. وبذلك يرتفع إلى 575 عدد القتلى في صفوف القوات الأجنبية في ذلك النزاع منذ بداية السنة الجارية، حسب تعداد “فرانس برس” استناداً إلى مواقع مستقلة.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم حاكم إقليم باكتيا جنوب شرقي أفغانستان إن 5 أشخاص من أسرة واحدة قتلوا بانفجار عبوة مزروعة على جانب الطريق في مركبتهم بمنطقة زورمات في الإقليم أمس الأول. وأعلن الحلف أيضاً أن مدنيين اثنين ربما يكونا قد قتلا، حيث سقط أحد صواريخه على مسافة 15 متراً بعيداً عن هدفه في منطقة زهاراي بقندهار أمس الأول.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس أنه يجري مفاوضات سرية مع طالبان “منذ بعض الوقت” من أجل وقف الحرب المستمرة منذ تسع سنوات في بلاده، في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن” الأميركية. وقال كرزاي الذي استضافه الصحفي لاري كينج في برنامجه رداً على سؤال حول مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست تفيد عن “محادثات سرية عالية المستوى” بين الطرفين “إننا نجري محادثات مع “طالبان” كمواطنين في ما بيننا”. وتابع: بحسب مقاطع من المقابلة إن هذه المحادثات “ليست اتصالاً رسمياً بشكل منتظم مع (طالبان) في مكان محدد، بل بالأحرى اتصالات شخصية غير رسمية تجري منذ بعض الوقت”. وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء الماضي أن متمردي “طالبان” بدأوا محادثات سرية على مستوى رفيع مع الحكومة الأفغانية لبحث سبل إنهاء الحرب من خلال مفاوضات. وقال كرزاي في المقابلة: “الآن وقد تشكل مجلس السلام، فإن هذه المحادثات ستتواصل، وآمل أن تجري بشكل رسمي وأكثر انتظاماً”. وأشار كرزاي في المقابلة إلى أنه لم يجر “أي اتصال رسمي مع هيئة معروفة ترفع تقاريرها إلى فصيل من (طالبان) ثم تعود وتطالعنا بانتظام”. وتابع: “هذا لم يحصل حتى الآن ونأمل أن نتمكن من إطلاق هذه العملية في أسرع وقت ممكن”. لكنه أكد أن “اتصالات جرت بالطبع مع عدد من مكونات الحكومة الأفغانية”.
وعلى صعيد آخر، نفى كرزاي أن يكون يعاني أي هوس اكتئابي مثلما أورد الصحفي الأميركي بوب وودوارد في كتابه “حروب أوباما” نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الأميركية تشتبه بإصابته بمثل هذه الأعراض. وقال كرزاي رداً على سؤال بهذا الشأن: “لا، قطعاً لا”، واصفاً هذه المعلومات بأنها “طريفة”. وأوضح أنه يتناول فقط الفيتامينات وبعض الأدوية الشائعة ضد آلام الرأس.
القوات الألمانية تتعرض لهجوم جديد
برلين (د ب أ) - تعرض الجنود الألمان في أفغانستان أمس لهجوم جديد بعبوة ناسفة دون أن يسفر عن سقوط ضحايا. يأتي هذا بعد مرور ثلاثة أيام على الهجوم الانتحاري الذي شنه أحد مقاتلي طالبان على جنود ألمان تابعين لدورية تابعة لحلف الأطلسي ما أسفر عن مقتل جندي وجرح 14 آخرين. وقال الموقع الإلكتروني للجيش الألماني إن أحدا من الجنود لم يصب بأذى كما لم تتضرر أي مركبة. وأضاف موقع الجيش أن الجنود تعرضوا لكمين آخر حين انفجرت عبوة ناسفة أثناء عودتهم إلى معسكرهم ، حيث انفجرت العبوة على بعد عدة كيلومترات شرق قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي في قندوز. وأوضح متحدث باسم الجيش في بوتسدام أن العبوة انفجرت بعد أن كانت مركبات الجنود مرت بعيدا عن موضعها.
عدد اليوم
