الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العيدية تتطور من نقود بسيطة إلى هدايا مشروطة

العيدية تتطور من نقود بسيطة إلى هدايا مشروطة
31 يوليو 2014 21:39
أشرف جمعة (أبوظبي) العيدية هدية من الكبار للصغار، تعبر عن عادة متوارثة وتعد جزءا أصيلا من مراسم عيد الفطر المبارك، حيث تشيع البهجة في نفوس الصغار، وتشعر الكبار بأنهم يؤدون واجباً اجتماعياً محبباً يعلي قيمة العطاء، خصوصاً في مثل هذه المناسبة التي تمتلئ فيها النفس بفيوض روحية، كما أنها تضاعف الإحساس بفرحة العيد لدى الجميع، وعلى الرغم من أهمية العيدية للصغار إلا أنها بدأت مؤخرا تأخذ أشكالاً مختلفة عما كانت عليه في الماضي، إذ إن الطفل كان في الماضي يفرح بالنقود البسيطة التي يجمعها بكفاح شخصي، عبر المرور على الأقارب، أما اليوم فتمتلئ جيوب الصغار بالمال في العيد، كما أن بعضهم يطلب هدية بشروط معينة من والديه بدلاً من العيدية المعتادة. لم يعد يطمح العديد من الأطفال في هذه الأيام إلى الحصول على عيدية نقدية اعتيادية حيث أصبحت مطالبهم كبيرة فالبنات قد يرغبن في أن يهدى إليهن قطع جواهر، والأولاد بعضهم يطمح إلى شراء ألعاب غالية الثمن بما يحقق أحلامهم في إطار هذه المناسبة الغالية لكن يظل قسطاً واسعاً من فئة الأطفال يتعلق بالعيدية النقدية إذ إنها تعد منفذاً أيضاً لتحقيق طموحات معينة خصوصاً وأن الحصيلة في نهاية العيد قد تصل إلى مبلغ كبير من المال. فرحة العيد يقول الخبير التراثي محمد السمرائي: للعيد في دولة الإمارات طعمه الخاص في الماضي فقد كان أفقر الناس ربما يكون أكثر سعادة عند قدوم العيد، حيث لا يحملُ الإنسان همّاً فالعيد كريم ويُقال « ليس في العيد كرم»، لأنّ الخير يتوفر ومَن لا يملك تفصيل ثوب للعيد- كَنْدُوْرَة- كان في العادة يحتفظ بثوب العيد من أعياد سابقة في صندوق الملابس- المَندُوس- لا يمسها وإن لونها قد تغيّر من الأبيض إلى الأصفر من جراء عوامل الزمن، فيلجأ الناس لصبغ الثياب قبل حلول العيد، وغالباً ما كانت النساء في الإمارات يستعددنّ منذ شهر شعبان عندما يرجع رجالهنّ حاملين معهم مؤونة شهر رمضان، وأيضاً يحضرون المواد الغذائيّة التي قد تُستخدم للعيد ويأتون بقطع القماش والعطور الخاصة. ويذكر السمرائي أنه من بين العادات الأصيلة والحميدة في الوقت نفسه بين أبناء الدولة أنّ العيد لا يأتي وهناك متخاصمون أو من ذوي القربى إلاّ وتصالحا، وتتمّ المصافحة وتبادل التهنئة عقب صلاة العيد، ونجد صورة عيد الفطر السعيد في دولة الإمارات من خلال اهتمام أبنائها بأداء صلاة العيد في المصليات التي تتمركز في الأماكن المفتوحة والساحات، وإثر الانتهاء من الصلاة يعودون إلى المنازل ويُهنئون الأهل، ويستعدون لاستقبال المهنئين، وغالباً ما تبدأ زيارة الأقارب والأرحام خاصة بعد الظهر إذا كانوا يقيمون بعيداً أو في أماكن أو مدن أخرى، لكنّ هناك طقوساً معينة تبدأ فيها الاستعدادات للعيد قبل وصوله، ويختلف الأمر في القرى عن المدن. روبية العيد وعن العيدية في الماضي يوضح السمرائي أنه كان أبناء المجتمع في الماضي يقدمون الروبية أو الآنة والبيزة للأطفال في العيد، أو يمنحونهم أصابع الحلوى وكوبا من اللبن، وكان الصبيان يطوفون في الفريج- الحيّ- من أوله إلى آخره لجمع العيدية من الأقارب. وكانت البنات يخرجنّ لتحصيل العيدية من أعمامهنّ وأخوالهنّ، وبعد عملية الجمع يهرولن إلى أماكن اللعب التي تُنصب في يوم العيد وتعلق فيها المراجيج – المريحان- أو الدرفانة، وتُرصّ حولها الدواليب التي تُباع فيها الحلوى وتُنظم الرقصات الشعبية ليفرح بها الجميع أيام العيد المبارك مع الأناشيد والأهازيج الشعبية التي يتم ترديدها من قبل الأطفال وهم يلهون في المريحان ويلفت إلى أن مظاهر العيدية البسيطة اختفت تماماً في هذا العصر وأصبحت مبالغ فيها ما بين مبالغ كبيرة أو هدايا ثمينة. ألعاب لا يخفي الطفل طلال اليازجي أنه يجمع في عيد الفطر مبلغاً كبيراً من المال من دون عناء وفي كل عيد تزاد حصيلته إذ إن العطاء يزيد بصورة مستمرة من الأقارب والأهل وأصدقاء العائلة ويشير إلى أنه في كل عام يجمع المال الذي بحوزته ويعطي جزءاً منه إلى والدته وما يتبقى يشتري به جهاز ألعاب حديثاً ويلفت إلى أنه في هذا العام يطمح إلى أن يحصل على جهاز من هذا النوع من أميركا لكونه لم يصل بعد إلى الأسواق، ويشير إلى أن والده يخبره دائما أن أطفال هذا العصر هم الأسعد لكونهم يحصلون على أموال كثيرة في عيد الفطر. هدية ذهبية اشترطت دانا المرزوقي (7 سنوات) في هذا العيد أن تكون عيديتهم هدية من الذهب، فقد طلبت من والدها أن يشتري لها هدية ذهبية ثمينة بدلاً من العيدية، وتقول ذهب معي والدي إلى أحد محال الذهب في مركز مدينة زايد للتسوق واشترى لي أسورة اخترتها بنفسي، وتلفت إلى أنها كانت غالية الثمن وهو ما أسعدها كثيراً، إذ إنها تتلقى من أقاربها العيدية التقليدية لكنها أرادات أن تكون عيديتها من والدها مختلفة وتحمل ذكرى جميلة، وعندما ارتدتها في أول يوم تعجب أطفال الجيران الذين هم في عمرها نفسه تقريباً وأعجبوا جداً بها. اللعبة بديلاً أصر الطفل سيف إبراهيم (11عاماً) على أن يشتري له والده لعبة غالية الثمن كنوع من العيدية في هذه المناسبة الغالية على النفس ويذكر سيف أن والده استغرب طلبه في البداية وأخبره بأنه سيعطيه عيدية معتادة وسيزيده هذا العام لكنه طلب من والده أن تكون الهدية بدلاً من العيدية ويؤكد سيف أنه بعد إلحاح استجاب له والده وذهب معه إلى أحد محال لعب الهدايا واشترى له هديته التي يرغب فيها، معربا عن سعادته بهذه الهدية العيدية التي ظل يلهو بها أمام البيت طوال أيام عيد الفطر المبارك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©