في اليوم الثالث عشر للعدوان
بعلبك ـ ا·ف·ب: حول القصف الاسرائيلي العنيف مدينة بعلبك، احد معاقل ''حزب الله'' في شرق لبنان، الى مدينة اشباح شبه معزولة عن العالم بعد ان كانت تتهيأ كعادتها سنوياً لاستضافة مهرجانات دولية في هياكلها الاثرية·
يقول مسؤول الصليب الأحمر في المدينة: ''لم تتعرض بعلبك سابقا لهذا العدد من الهجمات في وقت واحد·
عشرون غارة في ساعة واحدة'' في اشارة الى الغارات الكثيفة التي القت خلالها يوم الجمعة المقاتلات الاسرائيلية نحو 24 طنا من القنابل على المدينة التي انشئت في هذا الموقع قبل ثلاثة آلاف عام·
ومنذ بدء الهجوم الاسرائيلي الواسع على لبنان في 12 يوليو حصدت الغارات الاسرائيلية 35 شخصا في بعلبك ومنطقتها كما اصيب 200 اخرون بجروح· وباتت المدينة شبه معزولة بعد ان تركز القصف الاسرائيلي على الجسور التي تربطها بجميع المناطق· وتفتقر المدينة الى الكثير من المواد وخصوصا في المجال الطبي على الرغم من وجود خمسة مستشفيات·
وعلى الطريق الواسعة المؤدية الى بعلبك عبر سهل البقاع قلة من السيارات تعبر مسرعة، واقفلت المحال التجارية ابوابها تحت شمس حارقة يصبح معها السكون اشد وطأة· وتنتشر على طول الطريق صور القادة الشيعة ومنهم الخميني· لكن الصور الغالبة هي للامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي تراه مرة مقطب الجبين ومرة مبتسما مرحبا واخرى مستغرقا في صلاته·
ورغم كثافة سكان بعلبك ومنطقتها الذين يفوق عددهم 200 الف نسمة تبدو المدينة شبه خالية من السكان، ويؤكد مسؤولون محليون بان ما لا يقل عن 20% من اهالي بعلبك (اكثر من مئة الف نسمة) لجأوا الى سوريا· غالبية النازحين هم من المنطقة التي تتركز عليها الغارات رغم كثافتها السكانية·
في حي العسيرة وحي الشيخ حبيب على طرف المدينة تهدمت مبانٍ من طبقتين او ثلاث طبقات وباتت اجزاء من سقوفها معلقة في الفراغ· وغير بعيد عنها مبنى من ست طبقات يضم تعاونية لحزب الله سوي بالارض بسبب ''القنابل الفراغية'' كما يروي بلال، احد عناصر ميليشيا حزب الله· ''لم يعد هناك شيء في بعلبك، لقد دمروا كل شيء'' تقول باسى فاطمة التي لم تتعد الخامسة عشرة من عمرها· وتضيف جارتها نورما (20 عاما) ''انها معجزة'' ان نكون وعائلاتنا على قيد الحياة''·
واقفل الفندق الذي يفوق عمره مئة عام ابوابه بعد ان كان يتهيأ، على عادته سنويا، لاستضافة نجوم عالميين في الرقص والغناء والموسيقى خلال المهرجانات التي كانت ستحتفل هذا العام بيوبيلها الخمسين· ويقول منهل عباس من العاملين في الفندق وهو يشير بيده الى الزجاج المحطم والابواب المخلعة ''كنا ننتظر لقاء فيروز'' لتفتتح المهرجانات في 14 يوليو· ويضيف وقد اغرورقت عيناه ''لكن الحرب الغتها''·
وكان وزير الثقافة اللبناني طارق متري قد ناشد منظمة التربية والعلوم والثقافة ''اليونسكو'' التدخل لحماية الهياكل الرومانية في بعلبك المدرجة على لائحة التراث العالمي، من القصف الاسرائيلي·
عدد اليوم
