بغداد - وكالات الأنباء: استمعت المحكمة الجنائية العراقية العليا في جلستها الثامنة والثلاثين أمس إلى مرافعة محام انتدبته للدفاع عن رئيس جهاز مخابرات النظام العراقي السابق برزان إبراهيم الحسن التكريتي المتهم مع الرئيس المخلوع صدام حسين و6 آخرين من مساعديه في قضية إعدام 148 قرويا من أهالي الدجيل شمالي بغداد بعد محاولة اغتيال فاشلة لاغتيال صدام هناك صيف عام ·1982
وجرت مشادة هادئة بين رئيس المحكمة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن وبرزان حين رفض المحامي المنتدب وطلب تأجيل الجلسة والسماح له بمغادرة قاعة المحاكمة بحجة أنه أُحضر رغم إرادته· وقال برزان ''سيادة القاضي أنا لدي محامين كما تعرف عايشوا الموضوع من البداية وحتى الجلسة الاخيرة ولديهم معلومات تفصيلية عن القضية وهم الآن يمرون في ظروف حرجة بعد أن قتل ثلاثة من فريق الدفاع وجرح رابع''·
وأضاف ''أنا متمسك بمحامي الدفاع عني وإذا حضرتك لم تتوصل مع محامي الدفاع عني إلى أي تسوية ترضي جميع الاطراف، أعطني مهلة للتفتيش عن محام آخر للدفاع عني· أريد تحديد موعد آخر للمرافعة''
فأجاب عبد الرحمن: الحقيقة طرحك منطقي رغم أن ما يحصل من مسببات لا دخل للمحكمة به بدليل أن قرار عدم حضور فريق الدفاع متخذ خارج نطاق العدالة وخارج نطاق التشاور مع المحكمة وهو قرار وسياسي بهدف إيقاف المحاكمة· ''مع الاسف وكلاؤكم متخذون من الاعلام والخطابات وسيلة للتهجم على المحكمة وربطها بالامريكان وبالاحتلال دون أن يقدموا دفاعا عنكم من اجل أن نرتاح جميعا لان الناس ملوا من الاستمرارية''· وأضاف ''أريد أن أسألكم انتم ووكلاءكم: إلى متى تريدون أن تستمروا في لعبة استمرار في الدعوى لان هذا القضية المفروض اتخاذ القرار فيها خلال 6 اشهر إما بالادانة أو الافراج أو البراءة ''· وتابع ''لا مانع لدى المحكمة من الاستماع إلى مطالعة فريق الدفاع عنك في جلسة أخرى إذا كانوا يريدون براءتك من هذه التهمة وخلال فترة التأجيل سنعطيك فرصة كاملة لاحضار محام جديد على شرط دراسة الاوراق ونحن سنأخذ ما جاء في المطالعتين ونستخلص ما هو لصالحك وما لصالح العدالة، لكننا نرفض تعطيل أعمال المحكمة ولابد من الاستماع إلى كلمة العدالة''·
وقال برزان ''إن العجلة في مثل هذه القضية المهمة والكبيرة والخطرة غير محمودة وأنا أريد توكيل محام جديد لاساعد المحكمة في تحقيق العدالة وإذا لم تسمح بذلك فأرجو السماح لي بالخروج من قاعة المحكمة''· وأوضح '' أنا أحضرت رغما عني وغير ان ألتقي أيا من محامي قمت بكتابة افادة الدفاع لتفنيد بعض الوقائع وابراز بعض الحقائق امام هيئة المحكمة لكن من الناحية القانونية انا لا أجيد هذه المهمة وهي تقع على عاتق المحامي''· ورد عبد الرحمن ''المحكمة لا تعطيك فرصة الخروج من قاعة المحكمة لكنها تريد منك أن تصمت وتستمع إلى مطالعة المحامي المنتدب للدفاع عنك''· ثم تلا المحامي المنتدب مطالعة للدفاع عنه من دون إظهار صورته عبر شاشة التلفزيون·
من جانب آخر، اتهم رئيس فريق الدفاع عن صدام المحامي العراقي خليل الدليمي سلطات الجيش الاميركي بإجبار موكله على تناول الطعام حتى ينهي إضرابه عنه· لكن المتحدث باسم ادارة سجون الجيش الاميركي في العراق اللفتنانت كولونيل الاميركي كير كيفن كاري قال إنه يحتسي القهوة المحلاة ويقبل تناول المغذيات السائلة بانبوب للتغذية في المستشفى ويتلقى استشارات نفسية لمحاولة إقناعه بتناول الطعام وحالته الصحية تحت المراقبة الدائمة من قبل الطاقم الطبي وحياته ليست في خطر''· وأضاف ''نتأكد أن صدام حسين ومساعديه السجناء المضربين عن الطعام يتلقون العناية والاهتمام اللازمين ويراقبون طبيا وتجرى لهم خصوصا تحاليل مخبرية''·
عدد اليوم
