الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجتك أم عملك؟

زوجتك أم عملك؟
15 يوليو 2011 18:57
خذ عندك هذه الرسالة الإلكترونية الطريفة التي وصلتني الأسبوع الماضي، قد تعلمت على كل حال أن هذه الرسائل تقع في أيدي الزوجات في النهاية مهما فعل الأزواج، وحتى لو قام الزوج بنشر رسالته في الملحق الاقتصادي لجريدة هواة الخفافيش. في رواية نجيب محفوظ الشهيرة (قصر الشوق)، كان الشاب كمال عبد الجواد يكتب مقالات إلحادية مفزعة، وكان ينشرها في مجلة محدودة التوزيع مجهولة لا يمكن أن يقرأها أبوه الطاغية أحمد عبد الجواد، لكن المقالات وقعت في يد الأب بمعجزة ما! هذه الرسالة تحمل عنوان (اعترافات مدير ذي خبرة.. زوجتك أم عملك؟). يقول الكاتب إن كل نساء العالم يتهمن أزواجهن بأنهم يهتمون بالعمل أكثر، يعترف كاتب المقال أن هذا صحيح تمامًا، ولكن ما السبب؟ العمل يجلب للرجل المال، لكن الرجل هو الذي يجلب المال لزوجته. أي أن العمل يصرف عليك بينما أنت من يصرف على زوجتك. في العمل يكون الصراخ مجديًا وفعالاً، لكن مع زوجتك لا تستطيع الصراخ أصلاً، ولو فعلت فلا قيمة له.. فرصة الفرار من العمل واردة دائمًا، من الممكن ألا يلاحظ غيابك أحد، أو يتطوع زميل لك بتغطيتك. بينما مستحيل أن تفر من زوجتك، ببساطة مستحيل.. في العمل، يمكن أن تعمل جيدًا فيرضى عنك المدير، بينما زوجتك لن ترضى عنك أبدًا حتى لو تحولت إلى حمار يؤدي الأعمال الشاقة كلها. في العمل يمكنك دائمًا أن تحصل على إجازة، وعندك أيام الجمعة والعطلات الرسمية. مع زوجتك لا توجد عطلات، بل العكس هو الصحيح، في العطلات الرسمية لا بد أن تراك زوجتك طيلة الوقت والا انتهى أمرك. في العمل طريق الترقي متاح دومًا، سيكون لك مكتب وحدك يومًا ما، ستكون لك سكرتيرة، ستكون مديرًا تنفيذيًا. في الزواج أنت زوج تعيش وتموت زوجًا، لا أمل في التغيير . سوف يتطور لقبك من (يا بابا) إلى (يا حاج) إلى (يا بركة).. يمكنك في أي لحظة ترك العمل متى سئمته. مع زوجتك مستحيل. تذكر المحكمة وإجراءات الطلاق والنفقة وأتعاب المحامي ومصير الأطفال. لو تركت العمل فإنهم يعطونك مكافأة ومعاشًا وحفل تكريم، لو تركت زوجتك فأنت من يدفع، وسوف تفقد شقتك، وربما تذهب للسجن لو لم تدفع. لو وجدت وظيفة أفضل يمكنك أن تترك عملك وتختارها، بينما أنت ترى فتيات أجمل من زوجتك طيلة الوقت لكن ليس التغيير متاحًا لك.. العمل يؤمن عليك في حالة ما حدث لك شيء، لكن زوجتك هي من يحصل على مبلغ التأمين على كل حال! أعتقد أن الإجابة واضحة الآن، من تحب أكثر: زوجتك أم عملك؟ طبعًا بخبرتي الخاصة أعرف يقينًا أن كاتب هذا المقال وقع في يد زوجته، وبالتأكيد هي قرأت مقاله هذا. كما يمكن أن أؤكد لك أن هذا العمود الساخر سوف يقع في يد زوجتي. لا مفر، وسوف تسألني عن سبب اهتمامي بمقال سمج كهذا، سأقول لها إنني أحب أن أضحك على مصير الرجال الآخرين. د. أحمد خالد توفيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©