الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الكشك الرقمي بديلاً لكابينة الهاتف

الكشك الرقمي بديلاً لكابينة الهاتف
26 يوليو 2006 00:05
إعداد - عدنان عضيمة: يجمع الخبراء على أن من بين أكثر التداعيات التي رافقت تطور الأجهزة الرقمية أهمية، هي تلك التي تجعل الإنسان بحاجة مستمرة للاتصال والتواصل مع الآخرين· إلا أن لهذا التواصل صوراً ومظاهر مختلفة؛ فقد يتم عبر الموبايل أو البريد الإلكتروني أو عبر مواقع الإنترنت ذاتها· وطالما أن من العسير اصطحاب الكمبيوتر المحمول إلى كل مكان، فلقد بات من الضروري إنشاء أكشاك عمومية تضم كمبيوترا وشاشة تعمل باللمس· وفي هذه الحالة، يصبح الكمبيوتر الموجود في أي كشك نهاية طرفية Terminal يمكنها أن تعرض المعلومات والخدمات المطلوبة لأي إنسان وهي ثابتة في مكانها· كما تعد الأكشاك الإلكترونية فرصة لا يجوز تفويتها لدمج الفقراء الذين لا يملكون ثمن الكمبيوتر وقيمة الاشتراك في خدماته الاتصالية في صلب العملية التطورية التي تخوضها البشرية· ويضاف إلى كل ذلك أن الأكشاك الإلكترونية سوف تصبح عما قريب جزءا لا يتجزأ من منظومة الحكومة الإلكترونية حيث ستتحول إلى وسائل أساسية لتطبيق شعار (استخرج معاملاتك الحكومية بنفسك)· ويقدم الكشك الإلكتروني النموذجي خدماته عبر شاشة لمسيّة عريضة (لا توجد لوحة مفاتيح أو فأرة) تستظهر المعلومات الواصلة إليها من كمبيوتر مركزي يتصل بشبكة الويب· وتتوفر الأكشاك الآن بحجوم وأشكال مختلفة؛ وغالباً ما تتكفل ببنائها وتجهيزها شركات صناعة الكمبيوتر وملحقاته وتوضع في خدمة عموم الناس شأنها في ذلك كشأن كابينة الهاتف العمومي، وتتكفل بشحنها بالبرامج التطبيقية المناسبة الجهات المتخصصة مثل شركات استثمار الوسائط الإعلامية المتعددة أو دوائر الدولة أو الشركات السياحية· وغالباً ما يكون الكشك الإلكتروني مجهزاً بقارئة للبطاقات الذكية وطابعة قسائم شبيهة بتلك التي تستخرج رصيد الحساب البنكي الشخصي في آلات صرف النقود، بالإضافة لبعض التجهيزات الضرورية الأخرى· ويبقى الاستخدام الأكثر شيوعاً لها هو المتمثل في كونها مداخل سريعة لشبكة الإنترنت، وهو الاستخدام الذي يزداد انتشاراً بسرعة عجيبة· ولهذا السبب، ينصح الخبراء في نشرها على أوسع نطاق خاصة في الدول الفقيرة التي الأغلبية فيها غير قادرة على شراء الأنظمة الحاسوبية المناسبة· وتتخصص العديد من شركات تأليف وإعداد البرامج التطبيقية الحاسوبية في تطوير البرامج المعقدة المتخصصة بتشغيل منصّات الأكشاك الرقمية· ومن بين الشركات المتخصصة في هذا الميدان شركة (سكالا برودكاست ملتيميديا) التي تمكنت حتى الآن من إعداد البرامج التطبيقية والحلول الرقمية التي تفتح أمام مستخدم الكشك الإلكتروني عالماً رحيباً من البيانات والمعلومات والقدرة على التواصل والاتصال· وللكشك الإلكتروني فوائد لا تحصى ولا تعد· فهي تحتوي مثلاً على مواقع خاصة تسمح للناس بالاطلاع المتواصل على أفضل فرص العمل المتاحة والتي تتغير باستمرار· وسبق للحكومة الأسترالية أن استخدمت ''نظام ماكسي'' MAXI System على الويب المتخصص بمتابعة تغيرات الأحوال المدنية الفردية للأستراليين والتي من شأنها أن تغير البيانات المدنية المتعلقة بالناس، كالزواج، وبلوغ السن القانوني، وتغيير العنوان وما شابه ذلك· فإذا غيرت مكان إقامتك مثلا، يكون عليك أن تملأ خانة العنوان الجديد على الويب إما عن طريق حاسوبك الشخصي أو عن طريق الكشك الإلكتروني العمومي· وسرعان ما يتم حفظ هذه المعلومات في قاعدة البيانات المركزية الحكومية· ولم يعد مطلوباً من المواطنين الأستراليين أن يبحثوا عن عناوين وأمكنة الدوائر والمؤسسات والمكاتب في الأماكن المزدحمة بالسيارات وحركة المرور، بل أن يحتكموا إلى مجرد معرفة القواعد البسيطة لاستخدام الكمبيوتر في الدخول إلى مواقع الويب المتخصصة في أقرب كشك إلكتروني· وبما أن الكشك الإلكتروني يسهل الدخول إلى مواقع الإنترنت وحتى الشبكات الداخلية للشركات ذات الاختصاصات المعينة كشركات السياحة والسفر والمصالح الصحية والطبية وغيرها، فإن هذه التطبيقات تفتح أمامه آفاقاً خدمية واسعة· وتعمل بعض الأكشاك الإلكترونية الحديثة كمكاتب بريدية مصغّرة تخلو تماماً من الموظفين، أو باعتبارها أجهزة للاطلاع على الوضع الضريبي ودفع المستحقات، أو لسداد كافة الفواتير· وتبرز أهميتها أيضاً في أنها تخفض تكاليف المعاملات بشكل كبير مما ينعكس إيجاباً على سياسة تخفيض الضرائب على المواطنين· وبالرغم من أن (الموبايل) بدأ في اقتناص بعض هذه الوظائف، إلا أن الكشك الإلكتروني يبقى الحل الأمثل لردم الهوّة بين الذين يمتلكون وسائل الدخول إلى المعلومات والذين لا يمتلكونها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©