الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يطالبون ببناء مخرجات أخلاقية لكل المواد الدراسية

خبراء يطالبون ببناء مخرجات أخلاقية لكل المواد الدراسية
27 ديسمبر 2016 22:56
دينا جوني ( دبي) دعا عدد من الأكاديميين والخبراء إلى بناء مخرجات أخلاقية لكل المواد الدراسية، تضاف إلى منهج التربية الأخلاقية الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ولفتوا إلى أن ربط القيم والأخلاق في المواد الدراسية وكيفية انعكاسها على الحياة العلمية المستقبلية للطالب، تجعل القيمة أقرب إلى فهمه، مشددين على الدور الرئيس لأولياء الأمور في صقل شخصية الطالب، واستقراره النفسي الذي يؤثر بشكل كبير على سلوكه، وبالتالي على أدائه المدرسي. واعتبر الدكتور جمال النعيمي أن من غير الممكن احتواء التربية الأخلاقية بمادة دراسية واحدة، بل يجب أن توزع على عدد من المواد الأخرى لتعزيزها وربطها بمختلف النواحي المعرفية، معتبراً أن تدريس المادة مرة واحدة في الأسبوع لا يكفي. وأشار إلى أن تعلّم القيم التي تحتويها المادة، يتطلب ربطها بالأثر الإيجابي لقيمة التعاون على سبيل المثال، أو التعامل الحسن، عبر التطبيق العملي، لكي يستوعب الطالب القيمة التي يدرسها. ولفت إلى أن على رغم التنوع الموجود في دولة الإمارات، فإن المجتمع ما زال متمسكاً بقيمه، ويعمل دوماً على المحافظة عليها وتعزيزها. ووصف النعيمي توقيت طرح منهج للتربية الأخلاقية بأنه «مثالي»، في ظل ما يدور في المنطقة والعالم من تغييرات، وأحداث، يرافقها انفتاح كبير من خلال العالم الرقمي، لافتاً إلى أن القيادات الرشيدة في الدولة واعية تماماً لكل ذلك، وتعمل على تحضير الأجيال لمجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية من خلال زرع أرضية خلقية ومعنوية صلبة. وعن تدريس المادة، قال: إن التوجّه إلى الطلبة بشروحات عن قيم معينة، لا يجدها في المعلم أو في مدير المدرسة، تجعل من إقناع الطلبة أشبه بالمهمة المستحيلة، فالمعلم يجب أن يتحلى بتلك القيم، ويؤمن بها، ويمارسها أمام الطلبة أو في المجتمع المدرسي بشكل عام. جرعات القيم ودعت الدكتورة إيمان جاد عميدة كلية التربية في الجامعة البريطانية في دبي، إلى تضمين مادة التربية الأخلاقية في كل المواد الدراسية، وعدم اقتصارها على مادة لوحدها، ويكون بذلك الطالب معرّضاً لجرعات من القيم والصفات السامية على مدار اليوم، وخلال كل أيام الأسبوع. وعن كيفية تفعيل تلك المادة، وأسلوب تطبيقها، دعت إلى بناء مخرجات أخلاقية لكل المواد الدراسية، وربطها بالحياة العملية الواقعية التي سيواجهها الطالب بعد التخرج، مثل التركيز على أخلاقيات البحث العلمي، وربط الرياضيات والعمليات الحسابية بالعمل المصرفي، وأهمية العمل بأمانة ومهنية، والابتعاد عن السرقة، وقدسية العمل، وعدم الغش في النتائج العلمية، وغيرها الكثير من القيم والأخلاقيات المرتبطة بالحياة العملية. ولفتت إلى أن نجاح تطبيق مادة التربية الأخلاقية، مرتبط بشكل وثيق بأولياء الأمور، ومن الضروري دعوتهم إلى عروض تقديمية عن المادة، ومدّهم بنشرات دورية عما يتم تدريسه، وتنظيم حملات توعوية عن أهمية المادة في هذه المرحلة، ودورها في حياة ومستقبل أبنائهم، ومدّهم ببرامج سهلة وواضحة عن كيفية مشاركتهم في تعزيز تلك القيم في المنزل. برامج توعوية وأكد المقدّم الدكتور جمعة الشامسي مدير إدارة التوعية والوقاية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، أن أي مؤسسة أو جهة حكومية لا تخلو من برامج توعوية تستهدف مختلف فئات الطلبة، خصوصاً المراهقين منهم، إلا أن تلك البرامج من الصعب أن تشمل جميع الطلبة، لذلك فإن أهمية مادة التربية الأخلاقية تكمن في فرضها على جميع المدارس الحكومية والخاصة ولمختلف المراحل الدراسية، لكي يستفيد منها جميع الطلبة من دون استثناء. ولفت إلى أن تعزيز الجانب التوعوي من خلال مادة التربية الأخلاقية يمكن أن يلعب دوراً وقائياً في عدم توجّه الشباب نحو الممارسات الخاطئة مثل المخدرات وغيرها، وذلك قبل أن يتعرف عليها فعلياً من قبل رفاق السوء، وانغماسه فيها. ودعا وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة قياس آثار تدريس المادة على الطلبة بعد تطبيقها بالكامل، ورصد نسبة التجاوب في الوحدات المختلفة، والاستفادة من تلك التغذية الراجعة في تعديل المادة، لتوسيع دائرة التأثير على الطلبة عاماً تلو الآخر. سلم الأولويات ويوضح الدكتور محمد النحاس اختصاصي علم النفس والمستشار النفسي لمؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي، أن معيارية التشيء والمادية جعلت من الجانب الخلقي أمراً هامشياً، فأصبح من يتحدث عن المعايير الأخلاقية، شخصاً غير واقعي ويعيش خارج زمانه. ولفت إلى أن المادية اليوم أصبحت تقيّم الإنسان من خلال نوع سيارته، أو ملبسه، ومكان سكنه، لتضع في الوقت نفسه معيارية الأخلاق في ترتيب متدن في سلم الأولويات. واعتبر أن الجانب الأخلاقي في حالة تدهور، وهذا الأمر غير منوط ببعض الناس أو الثقافات؛ لأن الانفتاح الرقمي قد حوّل العالم إلى قرية صغيرة جداً، وما يمكن أن يؤثر على الشباب في أقاصي الأرض، قد يكون له التأثير نفسه على الشباب في منطقتنا. ولفت إلى أنه في السابق، كانت التنشئة الاجتماعية منوطة بالأسرة في الدرجة الأولى، ومن ثم المدرسة، ودور العبادة، وأخيراً الإعلام، أما اليوم، فقد انقلب رأس الهرم، ليصبح الإعلام بمختلف أشكاله، هو المسيطر الأول في تنشئة الشباب وتغذية عقولهم، ومدّهم بالمعلومات والأفكار الملهمة والسيئة في آنٍ واحد، على حساب رهبة وتوجيهات الأم والأب. واعتبر أن ما نعيشه اليوم يرسّخ من ثقافة العنف، سواء من خلال ما تعرضه شاشات التلفزة، أو من خلال الألعاب الإلكترونية التي تضع الطالب أمام فكرة أن التسامح يعني الضعف، وبالتالي تساعد في إذكاء العنف في شخصيته، إضافة إلى قلب المفاهيم المتعلقة بالقيم، مثل اعتبار أن من يتحلى بالذكاء الاجتماعي هو الذي ينجح في إلحاق الغبن بالأفراد. وقال: إن كل ما سبق ذكره، يكسب مادة التربية الأخلاقية وتوقيت طرحها في المدارس أهمية قصوى، إلا أنه بالإضافة إلى ذلك، لا بد من الرجوع إلى الأصل، إلى العلاقة بين الأب والأم القائمة على الاحترام والصدق، وتأثيرها على نشأة الأولاد، معتبراً أن تلك العلاقة هي في حدّ ذاتها إطار أخلاقي يصون الطالب من انحطاط المادة، وبين أن أولياء الأمور تشغلهم اليوم الكثير من المسؤوليات، لذلك فإن الطالب لا يجد أمامه سوى «سحر» الإنترنت للإجابة عن أسئلته والولوج إلى عوالم جديدة بعضها جدي وبعضها الآخر مدمّر. الانشغالات المتزايدة وقال أشرف مكرم الاختصاصي الاجتماعي في مدرسة النور: إن الانفتاح وتراجع دور الأب والأم في مختلف المجتمعات بشكل عام، بسبب الانشغالات المتزايدة نتيجة غلاء المعيشة، قد أثّر سلباً على تربية الأبناء، مشيراً إلى أن الأخلاق جزء أصيل من التعليم؛ لذلك فإن تلك المادة ليست دخيلة على المنهاج الدراسي، وهي مطبّقة في العديد من الدول الآسيوية والأوروبية منذ زمن بعيد. وأكد أن مهمة المعلم هنا ليست سهلة، خصوصاً في ظل التفاوت في القيم التي يتمتع بها الطلبة. ولفت إلى أن هناك أسراً تؤصل الأخلاق والقيم في نفوس أبنائها منذ الصغر، وبالتالي فإن هذا النوع من الطلبة سيكون من السهل عليه التجاوب مع المادة الجديدة. أما الطلبة الآخرون، البعيدون إلى حدّ ما عن تلك التوجيهات، فسيجدون أن الكلام المتعلق بالقيم والأخلاق الحميدة، ممل وينتمي إلى زمن غابر. واعتبر أنه في الماضي، خرج الأولاد إلى الدنيا ليجدوا أمامهم الأم والأب اللذين تقع على عاتقهما مهمة التربية، إضافة إلى تأمين المعيشة. كما أن الجد والجدة كانا يشاركان بشكل أساسي في تلك المهمة، أو الخال والعمة، وغيرهم من أفراد الأسرة. أما اليوم، فإن «بيت العائلة» قد انقرض، الأمر الذي أثّر بشكل أو بآخر على التربية، وحتّم إيجاد وسائل بديلة. وعن المهارات التي يجب أن يتمتع بها معلم المادة، اعتبر مكرم أن أهمها مهارة الإقناع، من خلال أسلوب حوارات شائق، ولباقة في الحديث، مؤكداً أن الوزارة يجب أن تطلق حملة توعوية كبيرة خلال العام الدراسي الجاري، لتجهيز الأرضية الاجتماعية اللازمة، وعقد لقاءات تربوية مع أولياء الأمور لشرح أهمية المادة وماهيتها، وبرامج محددة يجب على المدارس تطبيقها. المرحلة العمرية بدورها، دعت مديرة إحدى المدارس الحكومية للتعليم الثانوي للإناث في دبي، إلى ضرورة إسناد تدريس مادة التربية الأخلاقية إلى معلم مواطن، كونه عارفاً بتفاصيل المجتمع وتعقيداته، ومدرك لخصوصية المجتمع، وبالتالي فهو أكثر قدرة على تمرير الرسائل الأخلاقية والوطنية والقيم إلى الطلبة. وأشارت إلى أن أفضل طريقة لتطبيق تلك المادة في المدارس هي من خلال إطلاق مسمى وقيمة للأسابيع الدراسية، مثل أسبوع التسامح، أو أسبوع الصدق والأمانة، لافتة إلى أن المدرسة التي تديرها تقوم فعلاً بذلك من قبل الإعلان عن إطلاق مادة التربية الأخلاقية، كجزء من مهمة المدرسة ورسالتها التربوية تجاه الطلبة والمجتمع. وأشارت إلى أن طلبة الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية، هم بأمس الحاجة لوجود تلك المادة ضمن المنهاج الدراسي، نظراً لطبيعة المرحلة العمرية وما يرافقها من حالات تمرد ولامبالاة وعدم مسؤولية عند البعض، أما المرحلة الابتدائية، فإن قيم المادة يمكن تمريرها للطلبة بأكثر من طريقة، من دون الحاجة فعلياً إلى كتاب محدد. اعتبر طرح المنهج خطوة حضارية ضرورية خليفة السويدي: معالجة الأخطاء التربوية للأسر من أدوار المدرسة الحديثة دبي (الاتحاد) قال الدكتور خليفة علي السويدي عضو هيئة التدريس في كلية التربية في جامعة الإمارات: لا شك أن طرح منهاج للتربية الأخلاقية يعدّ خطوة حضارية ضرورية في مجتمع الإمارات لأكثر من سبب أهمها، التواصل العالمي أو ما يعرف بالقرية الإلكترونية التي حطمت الحدود بين الدول بفضل تطور أجهزة الاتصال، فأصبح التأثير الأخلاقي على جيل المستقبل من السهل توقعه، وخصوصاً مع انشغال الأسر عن تزويد الأبناء بالقيم والعادات والتقاليد المجتمعية، وهو سبب عالمي دفع الكثير من الدول للتركيز على قيم المجتمعات والسعي لغرسها في جيل المستقبل. والسبب الثاني هو خاص بدولة الإمارات حيث يعيش في الدولة أفراد من أكثر من 200 جنسية ينعمون بالأمن والأمان ، لكن لكل جنسية أخلاقها فإن لم يتم غرس قيم الوطن الخاصة في أبنائه، ذابوا في قيم الغير. وتتلخص أهمية طرح هذه المادة في الحفاظ على خصوصية قيم وعادات وأخلاق أهل الإمارات في ظل التواصل الحضاري الذي تشهده الدولة والعالم. وقال السويدي: «نحن شعب منفتح على حضارات العالم المختلفة، لكن من حقنا أن تكون لنا خصوصية نرعاها ونغرسها في جيل المستقبل، الذين سيحملون رسالة الإمارات للعالم، فلا يوجد أصعب من أجيال تحمل هويتها المادية مثل جواز السفر، لكنها فقدت هويتها المعنوية وهي الأخلاق والقيم الخاصة بمجتمع ما. واعتبر الدكتور السويدي أن هناك أكثر من تحدٍ يواجه مثل هذه المواد الدراسية المتعلقة بالقيم والأخلاق في العالم، أحدها هو هل يتم طرحها في شكل مادة مستقلة أم دمجها في بقية المواد. وتابع: نميز في علم المناهج، بين نوعين من التطبيق العملي، أولها المناهج المستقلة والثاني هو المناهج المدمجة. والمنهاج بشكل عام يعبر عن الأهداف المراد تحقيقها في المتعلم. وفي الإمكان تنفيذ هذه الأهداف عبر مناهج مستقلة أو مواد محددة. فمنهاج العلوم على سبيل المثال، يمكن بالنسبة للأهداف المرتبطة به والتي يجب تحقيقها، أن تُدمج في مادة واحدة وهي كتاب العلوم والذي يحوي في هذه الحالة على الأحياء والكيمياء وغيرها، أو بالأماكن أن يكون لكل مبحث كتابه الخاص. والأخلاق كذلك، ففي الإمكان أن نحقق أهدافها عبر المواد المختلفة، أو أن تكون لها مادتها المستقلة بها. ويرى السويدي الجمع بين الفكرتين ففي مراحل تعليمية حساسة لابد من وجود مادة خاصة بالأخلاق، وفي مراحل أخرى، يمكن تحقيق أهداف المادة من خلال مواد أخرى مثل التربية الإسلامية والتاريخ واللغة العربية. وعن تفعيل المادة، ونقلها من الإطار النظري إلى التطبيقي، يرى أن المواد الجديدة التي لا يحبذها الطلبة، هي التي تركز على كمّ معرفي كبير حيث يطلب من المتعلم حفظ المادة أو المقرر التعليمي، لذلك فإن تحقيق النجاح في تدريس هذه المادة، يفرض الابتعاد عن الأسلوب التقليدي في الشرح، واعتماد بدلاً من ذلك أدوات تقرّب مفهوم القيم إلى ذهن الطالب بشكل مبسّط وملموس. وتابع: الأمر الآخر الذي يجعل الطلبة يتهربون من مادة دراسية، هو المعلم غير المقنع، أو الذي يفعل عكس ما يقوله، وهو ما يمثل خطورة نفسية حقيقية على الطالب، الأمر الذي يفرض التعامل الواعي والحذر في تدريس المواد الأخلاقية. أما الصفة الأساسية التي يجب أن يتحلى بها معلم هذه المادة، فهي أن يكون محبباً لدى التلاميذ. وعن كيفية ترسيخ القيم في نفوس الطلبة الذين لا يتلقون الدعم الكافي من أولياء أمورهم فيما يتعلق بالتشجيع على الصفات الحميدة، يقول الدكتور السويدي إن من أدوار المدرسة الحديثة أنها تعالج الأخطاء التربوية التي قد تقع فيها بعض الأسر، لذلك لا ينبغي التحجج بإهمال الأهل كي يتنازل المعلمون عن القيام بدورهم الإنساني في التربية قبل التعليم، لأنهم أهل اختصاص في هذا المجال، ولأن الأطفال يقضون في المدارس جل وقتهم. «التربية الأخلاقية» منهج عالمي يزيد من تلاحم النسيج الاجتماعي «المعرفة»: التطبيق التجريبي في 15 مدرسة خاصة دبي (الاتحاد) أشارت فاطمة بالرهيف المدير التنفيذي للرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية، إلى أن المرحلة التجريبية للمشروع، كانت تفرض اشتراك 8 مدارس خاصة من دبي، لكن نظراً لتعدد المناهج الدراسية في الإمارة، تقرر رفع العدد ليصبح 15 مدرسة تقريباً، بما يجعل العينة أكثر تمثيلاً. ولفتت إلى أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية تتطلع للتعرّف على التجارب التي ستطبقها المدارس في دبي، والاستفادة من التجارب في مدارس الإمارات الأخرى، وتعزيز التبادل المشترك بين الجهات التعليمية. وأكدت أن تلك التجارب يتناقش وتخضع للتقييم وفقاً لعدد من الأدوات والمعايير، حيث سيتم اختيار الممارسات الأفضل وتعميمها على مختلف المدارس الأخرى في دبي. وقالت بالرهيف: إن المبادرة التي طرحها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة جاءت في محلها، وأن هيئة المعرفة بالإضافة إلى مختلف الجهات التعليمية في الدولة تشجع على بذل كل الجهود لتفعيلها بالصورة المثلى. وأشارت إلى أنه بتطبيق مادة التربية الأخلاقية، يتم بشكل أو بآخر ترسيخ اللغة المشتركة بين جميع القاطنين على أرض الدولة من مختلف الجنسيات، إذ أن المنهج بركائزه ووحداته هو منهج عالمي بطرحه، وليس مرتبطاً بديانة محددة أو ثقافة بعينها، فهو يجمع قيما تتفق عليها البشرية جمعاء. وقالت إن تطبيق المنهج بالشكل الفعّال الذي يطمح إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يزيد من تلاحم النسيج الاجتماعي المتعدد في الدولة. وأكدت أنه كلما استزاد الطالب من مادة التربية الأخلاقية بالشكل الفعّال، كلما تمهّدت الأرضية لأن يكون إنساناً صالحاً لأهله ومجتمعه ووطنه، قادراً على التعايش في بيئة متعددة الثقافات وتقبلها، مجتهداً وأميناً في عمله، لتحقيق الهدف النهائي وهو السعادة. وعن تدريس المادة في مدارس دبي الخاصة، ذكرت أن المنهج يضع العناوين الرئيسة والعريضة لعشرات القيم المختلفة، بما يعطي المجال للمدارس باختيار طريقة إيصال تلك الأفكار وتجسيدها وتطبيقها، ومن ثم قياسها على الطلبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©