ثراء لوني وعشق صوفي للطبيعة في «ويستمر النهر»

مجدي عثمان (القاهرة) الفنان السوداني معتز الإمام يتعامل مع الفن التشكيلي باعتباره أسلوب حياة، يعيش معه وعليه، فتفرُّغه التام للرسم جعله المتنفس الوحيد الذي يصاحبه ليل نهار، وهى أعمال تكبر أحياناً لتشابه الجداريات، أو هي بالفعل كذلك، وتصغر في أحيان أخرى حتى يمكنه أن يتأبطها وهو يسير في وسط البلد ليلتقي أصدقاءه الفنانين، وغيرهم من أهالي القاهرة، أو مصر بشكل عام، خصوصاً أنه استقر عملاً وحياة بها، ويشترك في فاعلياتها، ويداوم على الحضور في أنشطتها. وُلد معتز الإمام في مدينة «كسلا» في المنطقة الشرقية في جمهورية السودان، وتخرج في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالخرطوم، وهو عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين، وكانت آخر مشاركاته الفنية هذا العام في معرض «الفن السوداني المعاصر» الذي نظمته مؤسسة الشارقة للفنون. وعن معرض الإمام «ويستمر النهر» المقام حالياً في قاعة أوبونتو بزمالك القاهرة، يقول الفنان سمير فؤاد: «في لوحات الإمام الأخيرة التي يعرضها في هذا المعرض يرى الطبيعة بشكل أكثر صفاءً وهدوءاً، لا مكان هنا لما يعكر صفو المتأمل، أصبحت الألوان أكثر تناغماً وتآلفاً، والصراع اللوني أقل حدة وأصبح بناء اللوحة أقل غموضاً، وفي هذا المعرض نرى بوضوح عشقه الصوفي للطبيعة ولأرضه وإحساسه العميق بقدسية فعل الفن». ويوضح فؤاد أن أكثر ما ميز الإمام هو هذا الثراء اللوني الذي يطالعك في أعماله، مساحات وخطوط ودوائر من ألوان ساخنة وباردة تتلاحم وتتصارع، يسكبها على سطح اللوحة سائلة تتساقط منهمرة بفعل جاذبيتها الذاتية.